وزير الصحة المكلف ووالي الخرطوم يدشنان الدفعة الرابعة لعربات الإسعاف لتغطية    البرهان يزور جامعة النيلين ويتفقد مركز الامتحانات بكلية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. مواطن سوداني يعبر عن فرحته بالذهاب للعمل في الزراعة مع زوجته وأطفاله بالغناء على أنغام إحدى الأغنيات التراثية    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    كمين في جنوب السودان    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الأوغندي السفير "جوزيف أكويت" في حوار يكشف فيه اسرار عملية تسليم الأسرى السودانيين
نشر في المجهر السياسي يوم 08 - 03 - 2017

*هذا الشخص (...) أول من بدأ معي الحديث حول الأسرى قبل (8) أشهر
*هذه هي شروط "عرمان" لإطلاق الأسرى(...) و"البشير" كان مسروراً بالعملية ودعمها
*لهذه الأسباب قرر (6) من الأسرى البقاء في مناطق الحركة
حوار : نزار سيد أحمد
شغلت عملية إطلاق سراح الأسرى من سجون الحركة الشعبية خلال الأيام الماضية الساحة السودانية، بل العالم قاطبة ولازال صدى العملية يتردد في الأفق من خلال الكثير من الاستفهامات والتحليلات والتأويلات هنا وهناك، وقد نجحت (المجهر) في استنطاق المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الأوغندي السفير "جوزيف أكويت" الذي وضع النقاط على الحروف، وكشف معلومات جديدة عن هذه العملية والمشاركون فيها ومن قادها من قبل حكومة السودان والدور الأوغندي والجنوب سوداني والاتصالات التي تمت في أعلى مستوى بين "البشير" و"موسفيني" وإلى غير ذلك من المعلومات التي تكشف لأول مرة عن هذه العملية التي أطلقت عليها أوغندا عملية (النوايا الحسنة). فإلى مضابط الحوار:
*أولاً السيد المدير العام متى وكيف بدأتم عملية إطلاق الأسرى السودانيين؟.
بدأنا هذه العملية منذ حوالي ثمانية أشهر من الآن، وأول من بدأ الحديث معي حول هذا الموضوع من حكومة السودان هو "طارق سيد علي المعتصم" الذي تم تقديمه لي خلال العام الماضي، حيث لم نكن نعرف بعضنا البعض، وقد تم إحضاره لي في المكتب في كمبالا، وبدوره أخبرني أنه من السودان، وينتمي للقوات الخاصة، وأن لديهم قائمة ببعض الأفراد تم أسرهم من قبل الحركة الشعبية قطاع الشمال .
*في اعتقادك لماذا أنتم دون غيركم لجأت إليكم حكومة السودان للتوسط في هذه العملية؟.
كانوا يعتقدون أنه بإمكاننا القيام بفك أسر هؤلاء الأفراد، الذين لم نكن نحن على علم بأسرهم من قبل الحركة الشعبية، ولكي أجيب على السؤال يمكنني القول إننا نقدم مساعدات للحركة الشعبية قطاع الشمال، وكما تعلمون أن الرئيس "يوري موسفيني" كان قاد بعض الاتصلات غير الرسمية مع الحركات لإقناعهم بالوصول إلى سلام مع الحكومة السودانية، وكذلك تعلمون أننا نقابل قادة هذه الحركات منذ بواكير العام الماضي، خاصة بعد ظهور بعض التطورات في مسار المفاوضات في أديس أبابا، التي لا نشارك فيها نحن، لكن هذه الحركات كانت تلجأ إلى الرئيس "موسفيني" عندما تواجههم بعض الصعوبات، وذلك بحكم النفوذ القوي الذي يتمتع به في أفريقيا.
*ولماذا في رأيك الرئيس "موسفيني" دون غيره من القادة الأفارقة تلجأ إليه الحركات المسلحة السودانية؟.
اعتقد أنهم استعانوا به لحكمته التي يتمتع بها من أجل إيجاد حل لهذه المشاكل، ولابد أن أذكر هنا أن الرئيس "موسفيني" قام بالتشاور مع الحركات المسلحة وتحدث مع الرئيس "البشير" الذي بدوره أرسل وفداً رسمياً إلى كمبالا بقيادة الدكتور "أمين حسن عمر" والدكتور "التيجاني السيسي" حيث أجرى هذا الوفد مقابلات مع الرئيس "موسفيني"، وكذلك مع الدكتور "جبريل إبراهيم" و"مني أركو مناوي" ومع "ياسر عرمان" من طرف الحركة الشعبية .
*نعود إلى اللقاء الذي جمعك ب"طارق المعتصم"؟.
اعتقد أن "طارق" لجأ إلينا من باب التخمين بعد اللقاءات التي جرت في كمبالا، ولابد من أنه اعتقد أن هذه اللقاءات يمكن أن يكون مدخلاً لحل قضية الأسرى، ولأنني كنت حضوراً في كل تلك الاجتماعات التي تمت في كمبالا بين الرئيس "موسفيني" ووفد الحكومة من طرف ومع وفود الحركات المسلحة من الطرف الآخر، خاصة "ياسر عرمان" الذي تجمعني به معرفة شخصية، لذلك تحدثت مع "عرمان" وقلت له إن هناك شخصاً أتى من الخرطوم يدعى "طارق سيد المعتصم" يقول إن لديهم قائمة بعدد من الأسرى المحتجزين بطرفكم، وسألته أن كان يعرفه أم لا، حيث قال لي إنه لا يعرفه، لكنه أكد أنهم يحتجزون هؤلاء الأسرى .
*ثم ماذا بعد؟.
جاءني "طارق" بقائمة بها (40) من الأسرى، لكن "ياسر عرمان" أخبرني أنهم يملكون أكثر من هذا العدد، وتحدثت معه بشأن إمكانية إطلاق سراحهم، وبعد مناقشات ومشاورات مكثفة وافق "ياسر عرمان" على إطلاق هؤلاء الأسرى دون أي قيد أو شرط، وذلك إيماناً وعرفاناً بدور الرئيس "موسفيني" ومايقدمه لهم من دعم في مباحثات السلام.
*هل كانت هذه الموافقة من "عرمان" مشروطة ؟.
اشترط "ياسر عرمان" أن يتم تسليم الأسرى بصورة جادة وملتزمة عبر دولة أوغندا، وقال إنه لن يطلق سراحهم إلا للرئيس "موسفيني" ثم يقوم الرئيس "موسفيني" بدوره بتسليمهم للرئيس "البشير" .
*إذن كيف بدأت العملية ومن أين تم إحضارهم؟.
بدأنا عملية إخراج الأسرى من مناطق في جبال النوبة والنيل الأزرق، وهذه العملية كانت تحتاج إلى بعض الوقت لتجميعهم في منطقة واحدة، حيث جرت عملية التجميع في منطقتين، واحدة بالنيل الأزرق والأخرى في جبال النوبة بالقرب من حدود جنوب السودان، من ثم بدأت العمليات، ومن ثم طلبنا تدخل الصليب الأحمر بالأعمال اللوجستية والإنسانية، وقد وافقوا، ثم أجرى الرئيس "موسفيني" اتصالاً بالرئيس "سلفاكير" طالباً منه السماح باستخدام أراضي جنوب السودان لإنجاح عملية إجلاء الأسرى من تلك المناطق، ثم تحدث الرئيس "موسفيني" مع الرئيس "البشير" لإطلاعه بالذي نقوم به على أرض الواقع، وقد كان الرئيس "البشير" مسروراً جداً بهذا العمل لذلك دعمه بشكل كبير.
*إذن انطلقت العملية بمباركة الرئيس "البشير"؟.
نعم، وبمساعدة الصليب الأحمر وحكومة جنوب السودان والتيم الذي ترأسته لإنجاز هذه العملية وبالتعاون مع قطاع الشمال بقيادة "ياسر عرمان" و"مالك عقار". نجحنا في تحريك هؤلاء الأشخاص الموجودين في جبال النوبة في منطقة "ايدا" إلى منطقة "جاو" في جنوب السودان، وكذلك تحريك الموجودين في منطقة النيل الأزرق إلى منطقة "المابان" وفي هذين الموقعين تم فحص الأسرى طبياً واستجوابهم للتأكد من أنهم ينتمون حقاً إلى السودان وتجميع كل المعلومات المتعلقة بهم، وأرسلتها قائمة بأسمائهم إلى "طارق" الذي أكد لنا أن هؤلاء هم السودانيون الذين تبحث عنهم الحكومة، حيث كان لدينا في المحصلة النهائية قائمة ب(131) من الأسرى السودانيين، ومن هذا العدد قرر (6) أشخاص البقاء في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية .
*لماذا في رأيك فضَّل هؤلاء ال(6) أشخاص البقاء؟.
نحن سألناهم فرداً فرداً، فوجدنا أن (125) منهم يتحرقون شوقاً للحضور إلى السودان، أما ال(6) الذين ذكرتهم تخلَّفوا هناك بمحض إرادتهم، وهم الآن أحراراً غير مقيَّدين بأي أسر، واختاروا البقاء هناك لأسباب مختلفة، أما اجتماعية بالتزاوج أو لأسباب تتعلق بأعمال يقومون بها في تلك المناطق .
*كم من الزمن استغرقت هذه العملية حتى تم تنفيذها بهذه الكيفية؟.
عمليات التجميع حتى وصولهم إلى جنوب السودان استغرقت حوالي الثلاثة أسابيع، وخلال هذه الفترة ظل "طارق سيد علي المعتصم" مقيماً بيننا في كمبالا مع التيم الذي يعمل معه، وهم السفير "محمد سعيد" والعميد "دفع الله حامد" والرائد "علاء الدين إبراهيم أبو عزام " والشيخ "جعفر بانقا"، في آخر ثلاثة أسابيع من العملية، ظل هذا التيم الذي يمثل حكومة السودان موجوداً في كمبالا يتابع العملية التي أطلقت عليها عملية (النوايا الحسنة) لحظة بلحظة.
*ثم ماذا بعد تجميع هؤلاء الأسرى في مناطق بدولة جنوب السودان؟.
بعد التجميع قمنا بإحضار هؤلاء الشباب إلى أوغندا عبر رحلات جوية بمتابعة من الرؤساء الثلاثة "البشير" و"موسفيني" و"سلفاكير"، حيث أنهم كانوا مراقبين للعملية التي قررنا أن تتم في أعلى درجات السرية، ولا اعتقد أن هناك شخص كان يعلم بهذه العملية حتى وصول هؤلاء الشباب إلى كمبالا .
*كم من الرحلات الجوية لإجلاء الأسرى؟.
لأن مهابط الطائرات في منطقتي "ايدا" و"المبان" صغيرة جداً، ولنتمكن من هبوط طائرات كبيرة، أرسلنا طائرات صغيرة مما عقَّد العملية، لذلك استهلكنا (6) رحلات جوية، بواقع رحلتين في اليوم، وذلك للظروف التي تمر بها تلك المناطق، وقد بدأنا عملية التحميل الجوي إلى أوغندا يوم (الخميس) الماضي وانهيناها يوم (السبت)، وقد أقام الرئيس "موسفيني" مأدبة كبيرة يوم (الأحد) احتفالاً بهذه المناسبة في قَصره حضرها جميع الأسرى وممثلي الطرفين، وقد أمرني الرئيس "موسفيني" بمرافقة الأسرى حتى وصولهم إلى السودان، وهذا ملخص شامل ومتكامل للعملية التي كانت معقدة جداً استمرت شهوراً وردت فيها مناقشات كبيرة وجهود متصلة، وهنا لابد لنا من شكر الحركة الشعبية قطاع الشمال لتعاونهم معنا لإتمام هذه العملية.
*لماذا لم تتم العملية مباشرة من جنوب السودان إلى السودان؟.
هذا هو الشرط الوحيد الذي حددته الحركة الشعبية التي اشترطت أن تتم العملية عبر دولة أوغندا، حيث كان بإمكاننا إرسال هؤلاء الأسرى من جنوب السودان إلى السودان مباشرة لولاء طلب الحركة الشعبية تقديراً للرئيس "موسفيني".
*هناك تضارب في أرقام الأسرى، البعض كان يتحدث عن (132) فرداً، وأنت الآن تحدثت عن (131) هل تأكدتم أنه ليس هناك أسرى خلاف الذين تم إحضارهم؟.
سألنا قادة الحركة عن هذا الأمر وهم أكدوا لنا أن هذا العدد الذي ذكرته هو جميع الأسرى الموجودين لديهم خلال ال(6) سنوات الماضية، ما لم تأت الحكومة السودانية وتقول إن لديها أسرى آخرين، لكن بما أنني كنت أقود العملية أستطيع أن أقول إن الذين أطلق سراحهم هم العدد الحقيقي، لأنني أثق في قادة الحركة ولا اعتقد أنهم يمكن أن يكذِّبوا علينا .
*الحركة تحدثت عن ثلاثة أشخاص أجانب محتجزين لديها وزعمت أنهم يتبعون ل"بوكو حرام"؟.
أحاول أن أجيب على هذا السؤال، لكننا لم نتحقق بعد، بالفعل نحن تسلمنا هذه المعلومة، وكل ما نعلمه أن هؤلاء الأشخاص من دولة نيجيريا، حيث تم أسرهم من مناطق في النيل الأزرق، وهؤلاء الأشخاض لازالوا محتجزين لمزيد من التحريات من أجل معرفة الأسباب التي جعلتهم يوجدون في منطقة النيل الأزرق.
*ماهو مصير هؤلاء الثلاثة أشخاص في نهاية الأمر؟.
الحركة الشعبية وعدتنا، وكذلك وعدت الصليب الأحمر أنه بعد التحقيق والاستجواب سيطلقون سراحهم إلى نيجيريا، إذا ثبت أنهم نيجيريون أو إلى الصليب الأحمر، إذا ثبت عكس ذلك .
*لكن الحركة قالت: إن هؤلاء الثلاثة أشخاص ينتمون إلى "بوكو حرام"؟.
هذا الأمر سيتم الكشف عنه لاحقاً بعد التحقيق إذا كانوا ينتمون إلى "بوكوحرام" أو غيره، وهنا أقول إنه كان من الممكن أن يكون العدد الكلي للأسرى (134) لكن في نهاية الأمر العدد الذي تم إحضاره هو (125) وهناك (6) تخلفوا بإرادتهم، وهؤلاء الثلاثة لا زالوا مع الحركة الشعبية.
*بعض المناطق في النيل الأزرق وجنوب كردفان ينشط فيها مدنيون يعملون في التعدين، وبالتالي كيف تأكدت الحركة الشعبية أن هؤلاء الثلاثة أشخاص عسكريون حتى ناهيك أن يكونوا ضمن "بوكو حرام"؟.
كل ما يمكن أن أقوله إنه خلال المرحلة الأخيرة قبل التسليم اكتشفت الحركة الشعبية بعد الاستجواب أن هؤلاء الأشخاص أجانب، وقد أفادت أنها غير متأكدة من سودانيتهم، لذلك قالت إنها ستستبقيهم لمزيد من التحقق، نحن في أوغندا والصليب الأحمر، كنا نود استلام هؤلاء الأشخاص، وأن يتم التنسيق مع نيجيريا لاسترجاعهم، لكن الحركة الشعبية قالت إنها لا تريد إطلاق سراحهم إلا بعد التحقق أكثر من هوياتهم.
*هل هناك أطراف أخرى شاركت في عملية إطلاق الأسرى خاصة أن البعض يتحدث الآن عن ضغوطات مورست على الحركة الشعبية من أطراف دولية لإطلاق سراح الأسرى؟.
لا نعرف عن هذه الأشياء، وما قلته هو عين الحقيقة.
*هل احتجتم إلى وقت كبير للتنسيق مع الحركة الشعبية لإتمام هذه العملية؟.
هناك عدة اجتماعات واتصالات، واعتقد أن قادة الحركة الشعبية بما فيهم "ياسر عرمان" لا يعيشيون في أفريقيا الآن، لذلك تطلَّب الأمر كثير من الحركة في عدة دول، لكن هذه المعلومات لا أستطيع البوح بها.
*هل بإمكان أوغندا في ظل هذا التنسيق بين الأطراف السودانية أن تلعب دوراً في عملية التفاوض لإتمام السلام؟.
نحن تدخلنا في هذه العملية في المقام الأول لإنقاذ أرواح هؤلاء الأسرى الذين قضى بعضهم (6) سنوات، وآخرون قضوا ثلاث سنوات، وما كان يدور في أذهاننا هو ضمان سلامتهم، وإرجاعهم إلى آبائهم وأمهاتهم، وبالتالي لم يكن لدينا الوقت للتفكير في ماذا سينتج من هذه العملية، لأن كل جهدنا كان منصب في إنجاحها، والآن هؤلاء الأسرى في السودان، نتمنى أن يؤثر وجودهم في إتمام مناقشات السلام، واعتقد أن هذه العملية فتح جديد تقدمه الحركة الشعبية لحكومة السودان التي اعتقد جازماً أنها ملتزمة بعملية السلام وإتمام المفاوضات .
*عذراً.. لم تجب على السؤال هل يمكن أن تلعب دولتكم دور مباشر في مفاوضات السلام بين السودان والحركات المسلحة؟.
*نحن مستعدون وجاهزون حتى قبل أن يأتينا "طارق" بعرض التوسط في عملية الأسرى، نحن أصلاً لدينا اتصالات معهم، لأن لديهم ثقة كبيرة في الرئيس "موسفيني"، لذلك سنواصل في إقناعهم بعد أن أتممنا العملية التي انشغلنا بإنجاحها، ولكم أن تتخيلوا أن "طارق" أتى إلى أوغندا أكثر من (7) مرات، وخلال الثلاثة أسابيع الماضية ظل ملاصقاً لي في أوغندا هو وفريقه.
*هل من صعوبات حقيقية واجهتكم ؟.
خلال الثمانية أشهر الماضية بذلنا جهداً كبيراً وواجهتنا صعوبات كبيرة خاصة في خواتيم العملية سيما بعد التطورات التي حدثت بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية في مناطق جبال النوبة التي كادت أن تنسف العملية برمتها، وقد حدث ذلك أكثر من مرة .
*هل تعتقد أن لهذه العملية علاقة بمسار التفاوض بين الحكومة والحركة الشعبية؟.
لا اعتقد ذلك.
*هل تطلَّب إقناع الرئيس "سلفاكير" اتصالاً مباشراً من الرئيس "البشير" أم أن العملية جرت بسلاسة بينكم؟.
لم يتطلَّب الأمر اتصال "البشير" ب"سلفاكير"، بل تم اتصال بين الرئيس "موسفيني" و"سلفاكير" .
*كانت هناك اتهامات متبادلة بين السودان وأوغندا في السابق حول إيواء بعض المناوئين هنا وهناك هل لهذه الاتهامات أي ظلال حالية؟.
لا أريد الخوض في هذا الموضوع، لأنني اعتقد أنه ليس له علاقة بهذه العملية .
*هل يمكن أن تمتد هذه العملية التي أطلقتم عليها "النوايا الحسنة" لتفتح تعاوناً جديداً بين البلدين؟.
خلافاً لهذه العملية نحن في الأصل لدينا علاقات ممتازة.
*هل كنتم تتوقعون أن الحركة الشعبية يمكن أن تستجيب لهذه العملية؟.
في البداية لم أكن أعلم بوجود أسرى سودانيين لدى الحركة، لكن ذهبت إليهم بناءً على المعلومات التي أمدني بها "طارق" وقد أكدوا أنهم يملكون هذا العدد.
*هل هناك رسائل أو مطالب مباشرة أو غير مباشرة من قبل الحركة أو أوغندا وراء هذه العملية؟.
ليس هناك مطالب أو رسائل لأوغندا أو الحركة الشعبية وراء هذه العملية، وكل ما أريد أن أقوله إن الرئيس "موسفيني" مهتم جداً بالعلاقات الأفريقية ويريد أن تكون أفريقيا أمة واحدة، وأن الغرض من هذه العملية هو الحفاظ على الوحدة الأفريقية.
*بمَن مِن المسؤولين التقيت خلال زياتك هذه؟.
التقيت بعدد من المسؤولين منهم وزير الخارجية وقادة الأمن والجيش والدفاع الشعبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.