استطاعت مباحث شرطة القسم الأوسط بمحلية أم درمان، كشف غموض بلاغ سرقة صرافة معروفة ونجحت بمهنية واحترافية عالية في فك طلاسمها وتحويل الشاكي إلى متهم رئيسي مقراً بارتكابه الجريمة، وأرشد الشرطة على مكان الأموال (المعروضات). كما أوقعت مباحث القسم بنظاميين سابقين ينشطان في عمليات ابتزاز ونهب خطيرتين تحت تهديد السلاح الناري داخل مقار عمل الضحايا بأم درمان، بعد إدعائهما انتسابهما إلى شرطة مكافحة المخدرات. الشاكي المتهم رئيس القسم الأوسط أم درمان، العقيد "عبد الله علم الدين" قال ل(المجهر) التي رافقت إعلام شرطة ولاية الخرطوم، إنه أتانا محاسب بإحدى الصرافات مبلغاً عن سرقة تعرضت لها خزانته، ولأن من صميم مسؤولياتنا أن نحافظ على ممتلكات المواطنين، تحركنا إلى مكان الحادث بتيم يضم خبرات واسعة من الضباط وضباط الصف من رجال المباحث، بجانب فريق الأدلة الجنائية، وأضاف من خلال قراءتنا لمسرح الحادث اتضح لنا أن كل الأبواب والنوافذ الخارجية مغلقة تماماً بشكل محكم. مؤشر آخر يتابع رئيس القسم حديثه قائلاً حين دلفنا إلى مقر الصرافة وجدنا الخزنة لم تتعرض لعملية كسر، بل تركت مفتوحة وبابها في وضعه الطبيعي حيث يعطيك مؤشراً بأنها مغلقة، مع العلم بأن الصرافة فيها بعض إجراءات تأمينية جيدة، مزودة بكاميرا مراقبة مصوبة بشكل دقيق جداً تجاه الخزنة، وأضاف سعدنا بوجودها لكن المفاجأة اكتشافنا أن الجهاز الرئيسي (الرسيفر)، منزوع. سرقة داخلية يواصل العقيد "علم الدين" بأن نزع (رسيفر) الكاميرا كان مؤشراً قوياً قاد إلى أن السرقة داخلية، وتابع بفراسة أفرادنا وبتوجيهات من مدير شرطة المحلية العميد "محمد الأمين الطاهر" حصرنا الاتهام في أشخاص محددين، على رأسهم (المتهم الرئيسي) الذي أتى إلينا مبلغاً عن السرقة، وظهرت فراستنا في العمل الجنائي في لحظة أنه يمثل الشاكي في البلاغ حولناه إلى المتهم. القبض واسترسل يقول أشارت أصابع الاتهام حسب مجريات البلاغ إلى الشاكي وخلصت النتائج إلى القبض عليه ووضعه متهماً، وبالفعل ألقينا القبض عليه عند الرابعة صباحاً، وبأساليبنا في التحري الموضوعية والتحليلية التي لا تذهب إلى العنف وباستخلاص النتائج منذ لحظة القبض عليه وحتى الصباح، وواجهناه بالأسئلة فانهار وبدأ يدلي ببعض الاعترافات وبعدها أرشدنا على المعروضات. ادعاء السحر استطرد قائلاً إن المتهم بعد اعترافه ادعى أنه وقع ضحية لعملية سحر، وقال خلال التحريات أن دجالاً خدعه بعد أن عرض عليه (5) آلاف دولار واتفقا على شرائها وبعد تسليمه العملة المحلية أعطاه الدولارات ووقتها رآها دولارات لكن بعد اختفاء الدجال تغيرت إلى ورق عادي و(حجبات)، لذلك حاول تغطية المبلغ بادعاء تعرض الصرافة لعملية سرقة وليؤكد ذلك لصاحبها حضر إلى القسم ودون بلاغاً. المباحث استردت منه الأموال المسروقة وهي (3) آلاف دولار، (2600) ريال سعودي، (100) يورو، (115) درهماً إماراتياً، بجانب (290) ألف جنيه سوداني. الابتزاز يقول العقيد "علم الدين" البلاغ الثاني والذي نجحت فيه مباحث القسم بكفاءة عالية وأوقعت عصابة تضم مجموعة من الشباب وهم يدعون تبعيتهم لشرطة مكافحة المخدرات، ويبتزون الضحايا في الطرقات العامة أو داخل أماكن عملهم وينهبونهم تحت تهديد السلاح أموالاً أو هواتف ويهربون بدراجة نارية، وأضاف أن أحد الضحايا أخطرنا بتعرضه للابتزاز والنهب وبعدها كلفنا فريق المباحث، ومن خلال الرصد والمتابعة نجح في القبض على المتهم الأول متلبساً بحي الموردة ومن ثم أوقفنا الثاني وآخر يتسلم منهما المال المسروق وهو تاجر هواتف، وضبطنا بحوزتهم (5) هواتف وطبنجة، بجانب الدراجة. فريق مباحث متمرس فريق المباحث الذي أنجز المهمتين يعد من أميز الأفراد والضباط بالمحلية، وكان قد تولى البحث والتقصي بقيادة الملازم "قسم السيد النعيم" والمساعدين "الطيّب ناير" و"علي حمدون" الشهير ب(أمنية)، و"مجدي إدريس". مدير شرطة "أم درمان" يلخص مدير شرطة محلية أم درمان، العميد "محمد الأمين الطاهر" قال في تصريح ل(المجهر) إنه في إطار العمل المنعي بالمحلية الذي يستند على الخطط المركزية من رئاسة شرطة ولاية الخرطوم، يتواصل العمل في أقسامنا الجنائية بشكل يومي من خلال عمل منعي نهاري وليلي وعمل كشفي للبلاغات التي تقع في دائرة الاختصاص. ونموذج لهذه البلاغات ما حدث بالقسم الأوسط بالمحلية بكشف بلاغ سرقة الصرافة، ونجحت بمهنية عالية في كشف البلاغ والقبض على المتهم الذي تبين أنه الشاكي نفسه، وهذا يعني أن المجهودات التي بذلت كانت جبارة، لأن مثل هذا البلاغ كان سيكون سالباً على القسم في حال تقييده ضد مجهول، وأضاف العميد "محمد الأمين" أما بالنسبة لبلاغ الابتزاز والقبض على المتهمين، هذا يؤكد أن الشرطة عين ساهرة ويد أمينة.
