(1) خرجت الحكومة العريضة من الباب، باب الإجراءات الاقتصادية، وعادت من شباك الترضيات و(التحنيسات).. ما سمي بإعادة هيكلة الحكومة تم الالتفاف عليه (بشوية) تقليصات هنا وهناك، وكانت الهيكلة (كذبة) كبيرة.. ما يحير أنه حتى تلك التقليصات والهيكلة (المزورة) بدأ التراجع عنها وكل يومين نسمع بتعيين فلان وزيراً أو وزير دولة وهكذا تعود الحكومة العريضة أكثر عُرضاً و(اللي مش عاجبو يشرب من مية البحر).. في نفس الوقت (يبشرنا) السيد وزير المالية باستمرار سياسة رفع الدعم عن المحروقات هذه السياسة التي كانت نتيجتها حرق كل ما في جيب المواطن من دريهمات لا يقمن صلبه.. يعني الإجراءات الاقتصادية تحمل وزرها فقط المواطن، بينما السادة الوزراء وكبار المسؤولين في (بحبوحتهم) يرفلون، والمواطنون المساكين في ضيقتهم (يتمغصون) من المغص.. سمعنا بالأمس أن نواب كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان، وهم فعلياً كل البرلمان إلا قليلاً برئاسة "غازي صلاح الدين"، قد وجهوا انتقادات وصفت بأنها (لاذعة) للجهاز التنفيذي واتهموه بالكيل بمكيالين.. التعجل والحماس في تطبيق الإجراءات الاقتصادية المتعلقة بالمواطنين مثل زيادة المحروقات والضرائب والتهاون في تنفيذ قرارات تقليص الهيكلة الحكومية والدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة.. نذكر أننا قلنا من قبل في هذه المساحة: (حكومة بدينة، رشيقة، عريضة، مفلسة، معفوصة.. مترادفات انتجتها العبقرية السياسية في السودان.. أما (معفوصة)، فهي الحكومة الجديدة (الحالية) بعد تعرض سابقتها للعفص أو كما يقولون (الهيكلة)، والهيكلة الحقيقية براء منها براءة الذئب من دم يعقوب.. لقد صام المواطنون و(بلّعوهم) القرارات أو (المعالجات) الاقتصادية ليفطروا على بصلة الحكومة المعفوصة). (2) سؤال للأخ العزيز البروفيسور "إبراهيم غندور" من هُم تجار الحرب؟.. هل كل من ينتقد اتفاقية (الانبهالة) مع دولة جنوب السودان هو من تجار الحرب؟.. هل اكتشفت لديهم حسابات دولارية تحصلوا عليها من تلك التجارة؟.. هناك أخي العزيز تجار الاتفاقيات (المضروبة) الذين لديهم حسابات دولارية غذتها بدلات السفر التي حصلوا عليها من خزينة الدولة بسبب طول بقائهم في أديس وفنادقها (بدون فايدة).. "غندور" (شايف) علينا أن نركز على (الايجابيات) وترك السلبيات، ونحن قرأنا اتفاقية (الانبهالة) حتى أصابنا (الطشاش)، ولكن لم نجد ايجابية (عليها القيمة).. بالأمس قال سفير جوبا في الخرطوم، يقول عندما تمت محاصرته في ندوة الاتحاد العام للطلاب: (أنا ما بتكلم في موضوع "عرمان" وعقار"، لكن قريباً حتكون في بشرى سارة عن وضع المتمردين في البلدين).. هل فهمتم حاجة؟.. سننتظر (بشريات) السفير الجنوبي كثيراً ربما تكون البشريات هجوماً مسلحاً بالأصالة أو عبر وكيل مثل قطاع الشمال أو الجبهة الثورية.. "باقان أموم" وقبل أن يجف مداد الاتفاقية تحدث عن هجليج باعتبارها منطقة تنازع وسارع المتحدث باسم المؤتمر الوطني ليجد العذر للرجل، ويقلل من أهمية تصريحاته باعتبارها (فردية).. من منا لا يعلم وضعية "باقان" في حكومة جوبا وفي الحركة الشعبية؟.. ليس "باقان" ذلك الرجل الذي يمكن أن نعتبر تصريحاته فردية.. تصريحات الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني تصب في خانة حالة (الانبهالة) التي تعتري الذين يقرعون طبول الفرح المفتعل.. أولئك سيكون حسابهم عسيراً من قبل محكمة الموضوع (الرأي العام) والمحكمة العليا (الوطنية) ونذكر أن محكمة (الرأي العام) غير قابلة للاستئناف.. للأسف بدأ تصدير الذرة للجنوب و(كاوشنا) المعارض الجنوبي "جيمس قاي" دون أن نرى خطوات فعلية من جانب جوبا سوى الكلام في (الهوا).. يقول الخبير العسكري الفريق الركن "محمد العباس": (إن خطوة الخرطوم بطرد "قاي" وبعض القيادات الجنوبية المتمردة فيها بعض التسرع لأنه من الناحية الاستراتيجية كل طرف يحتاج لأوراق يمسكها على الطرف الآخر؛ لأن اللعبة بين الطرفين لم تنته بعد وأن العديد من الملفات قد تعيد الأوضاع لمربع الحرب في أي وقت)؟!.. لا أظن أن الفريق "العباس" من تجار الحرب (ولا رأيك شنو يا "غندور")؟. • آخر الكلام: الرجاء من الله تنعّم والرجاء أبدا معه الخوف وهو ترقب الخير مع تغليب مظنة حصوله.