{ قبل ساعة من بدء جلسات الملتقى الذي دعا إليه مولانا "أحمد هارون" في كادوقلي أمس تعرضت المدينة لقصف مدفعي من جهة الحركة الشعبية ومتمردي قطاع الشمال.. وأصاب قصف المتمردين مدرسة اليرموك للأساس وتناثرت شظايا (دانات) (المدافع) (120) في أحياء المدينة واستشهدت فراشة بمدرسة اليرموك للأساس تدعى (كبرا) وجُرحت الأستاذة "تمني علي باجول" وهرع المؤتمرون من سكان كادوقلي للاطمئنان على أسرهم في الأحياء السكنية وكان مقرراً ومعلناً مخاطبة الدكتور "نافع علي نافع" لفاتحة أعمال الملتقى إلاّ أن الدكتور "نافع" قد اعتذر لينوب عنه الوزير "حسبو محمد عبد الرحمن".. { الحركة الشعبية منذ طردها وإخراجها عن كادوقلي قبل أكثر من عام لم تجرؤ على الاقتراب من كادوقلي إلا بعد أن انصرفت قيادة الحكومة والولاية إلى البحث عن السلام والتفاوض مع المتمردين في أديس أبابا والانصراف عن المهام الملقاة على عاتقها من حفظ أمن المواطنين وصون كراماتهم إلى المعارك في الصحف اليومية و(تبني) مشروعات التسويات السياسية.. بينما الوالي من مهامه التي على عاتقه قيادة الولاية سياسياً وتنفيذياً ورئاسة لجنة الأمن، ولكن الوالي "أحمد هارون" انصرف عن مسؤولياته وأخذ يلعب دور (الوسيط) والمسهل والملين بين حكومته وحكومة دولة الجنوب (يضحك) مع "عرمان" في أثيوبيا وقوات "عرمان" تهاجم طريق الدلنج الدبيبات.. والحركة الشعبية تتمدد في كل محليات الولاية حتى غدت تسيطر على أغلب أراضي جنوب كردفان وتحاصر كادوقلي والدلنج وهي تمارس الخديعة وتستغل حالة (السيولة) التي تعيشها جنوب كردفان ومحنتها الحالية.. { نحن مع التفاوض والسلام، ولكن التفاوض مسؤولية اتحادية ومركزية لا ينبغي أن (يُزج) بولاية جنوب كردفان في شأن يضعف تماسكها ويصرف قيادتها على واجباتهم لتتغلغل الحركة الشعبية في (غفلة) لتضرب كادقلي بالمدافع الثقيلة، وتثير الرعب وسط الأهالي، والخرطوم ظلت تصغي للوالي "أحمد هارون" وتثق في كل ما يقوله وهو بارع جداً في الإقناع والحجة، ولولا لطف الله وفطنة رجال من ذوي البصيرة لتعرضت كادقلي لقصف، ود.نافع يخاطب في الملتقى التشاوري ويخرج علينا الإعلام الأجنبي وأبواقه المحلية بالأكاذيب والادعاءات بسبب سوء التقدير ووضع السيف في موضع الندى. { الأوضاع في جنوب كردفان في أسوأ حالاتها.. والحركة المتمردة تهاجم القرى والمدن ولأسباب غامضة جدا لم تُبدِ الحكومة حتى اللحظة رغبة في استنفار قوات الدفاع الشعبي وإعلان التعبئة العامة وسط الأهالي لرد عدوان التمرد وهزيمته قبل الدخول في المفاوضات.. { لقد انتصرت القوات المسلحة في النيل الأزرق حينما ابتعد عنها السياسيون ولم يتدخل اللواء "الهادي بشرى" في تفاصيل العمليات العسكرية، ولكن في جنوب كردفان "هارون" هو القائد العسكري والسياسي والتنفيذي وهو رجل السلام والحرب والتنمية والدين والإصلاح و"هارون" منذ أن بان مطلوباً لدى المحكمة الجنائية أخذ يتودد للحركة الشعبية ولليساريين والشيوعيين وكأنه (يعتقد) بأن هؤلاء هم سنده وعضده ويده اليمنى.. فكيف لنا انتظار نصر من رجل أنهكه طول الرحلة، وبات جوفه ممزقاً، ولكن لماذا يترك المركز الحبل على الغارب وقد استنفد "هارون" كل أسباب بقائه في كرسي منطقة آن لها أن تستقر!!