(1) زملاء أعزاء وأصدقاء أوفياء ومربون كرام تدخلوا راجين وقف السجال مع الزميل "ضياء الدين بلال" رئيس تحرير صحيفة (السوداني)، وقد تحمّل القُراء بدون ذنب رذاذاً من ذلك السجال الذي أعتذر لهم عنه بشدة، فلكم العتبى حتى ترضوا.. لعل أكثر المواقف التي هزتني وجعلتني أتنبه لخطورة ما أنزلق إليه القلم، عندما أستوقفني وبإصرار شديد صاحب (ركشة) في قارعة الطريق وهو شاب لا أعتقد أن عمره تجاوز (25) ربيعاً، وبعد التحية والسلام نصحني في كلمات موجزات استثارتني جداً وجعلتني أقف تلميذاً أمامه مُنصتاً قال الشاب وعرقه يتصبب في سبيل لقمة عيشه: (يا دكتور ياسر نحنا بنحبك وما عايزنك تاني تكتب زي كده)، وبالطبع كان الشاب الذي اعتلى منصة الأستاذية بجدارة يشير إلى تلك المساجلات.. قلت له (صاغراً) هذا وعد مني ألا أعود ثانية لمثل ذلك مهما كانت الدواعي، فتبسم الشاب وقد انفرجت أساريره قائلاً: (نحن نثق في وعدك) ثم مضى في حال سبيله يأكل من عرق جبينه.. سأذهب أبعد من الكف عن السجال تقديراً لصاحب (الركشة) ولكل الناصحين، وأمدد يد العفو إلى الزميل "ضياء" بيضاء ناصعة من غير سوء. (2) على طريقة حملات الدفتردار الخاصة بجمع الضرائب والإتاوات في عهد الحكم التركي، تمكنت هيئة مياه الخرطوم من تحصيل رسوم المياه الشهرية بالتعاون مع شركة الكهرباء (ما فيش كهربة بدون موية، تدفع تسلم).. في دولة قطر تمنح خدمات الكهرباء والمياه للمواطنين مجاناً، حتى مع عدم وجود نيل زلال وسدود شامخات.. أُطمئن المهندس "جودة الله عثمان" مدير مياه الخرطوم حتى لا يتوقف قلبه ويظننا بصدد المطالبة بمجانية خدمات المياه، وإن كانت (ما كتيرة) على المواطن المسحوق بالإجراءات الاقتصادية، إننا فقد نطالب بالعدل.. بيد أنني أوردت مثال قطر للإشارة إلى أهمية هذه الخدمة وضرورتها، ألم يقل رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم": (الناس شركاء في ثلاث: الماء والنار والكلأ).. فالأمر لا يحتمل المتاجرة وقانون السوق، فإن كان من رسم فهو لتغطية تكلفة تقديم الخدمة وليس الربح حتى ولو كان هامشياً أو قليلاً.. (حملات الدفتردار) تقتطع مع شراء الكهرباء بداية الشهر (45) جنيهاً على مناطق مثل الطائف والرياض والمنشية.. المشكلة، يتساوى سكان الشقق في ذلك مع سكان الفلل.. سكان الشقق يتساوون مع أصحاب البيوت في هذه المناطق.. فلو أن قطعة أرض شُيّدت عليها عمارة بها (10) شقق فإن سكانها يدفعون (450) جنيهاً بينما قطعة أرض مماثلة ومجاورة وعليها بيت من طابق واحد أو عدة طوابق لكن بها جهاز (جمر خبثة) واحد فإن صاحب هذا العقار يتساوى مع كل فرد من أصحاب الشقق فأي عدل هذا؟ (3) بالأمس عقد شباب الحركة الإسلامية مؤتمرهم الثامن ضمن سلسلة المؤتمرات القطاعية.. الأمين العام للحركة والنائب الأول لرئيس الجمهورية الشيخ "علي عثمان" خاطب الشباب مؤكداً أن تجربة الحركة الإسلامية السودانية تقبل الخطأ وفيها أخطاء، كما أنها تقبل الصواب، وبها كثير من الصواب، مطالباً بأن تنزل الحركة إلى المجتمع وتغادر محطة النخبوية.. أمين قطاع الشباب بالحركة "عبد المنعم السني" ألقى كلمة بليغة اهتزت لها الأفئدة.. "السني" رجل دعوة من الطراز الأول وصاحب رؤية ثاقبة، وفوق ذلك يحمل بين جنبيه إخلاصاً للعمل الإسلامي قل ما نجده هذه الأيام، حيث أخذت لعاعة الدنيا الكثيرين فعكفوا عليها متكالبين لا يرون ولا يسمعون. ورقة قيمة بعنوان: (مقدمات في الإصلاح الاجتماعي)، تخللت أعمال المؤتمر خلصت إلى: تركيز الجرعات التربوية الروحية، زيادة الحزمة المعرفية والتحصيل العام من العلوم الشرعية والمعارف اللازمة للإصلاح، إقامة برامج منتظمة للتواصل الاجتماعي بين الشباب، إدارة أولويات التغيير في مضامين خطب الجمعة، فضلاً عن تطوير مهارات الشباب في التواصل الإلكتروني. • آخر الكلام: ضع ثقتك فيمن يرى فيك أشياء خمسة: حزنك خلف ابتسامتك، حسن النية خلف فعلك، الطيبة خلف غضبك، القوة عند بكائك والمنطق خلف صمتك.