تفاعلاً مع ما كتبناه قبيل العيد في (أمواج ناعمة) بشأن تصريحات وزيرة تنمية الموارد البشرية التي لم يعجبها العامل السوداني، بعث إلينا "سمير محمود محمد" عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الحرفي بالمساهمة التالية، وهي لا تحتاج منا لتعليق فهو يمثل أهل الوجعة الأخ/ د. ياسر محجوب الحسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته في عمودكم (أمواج ناعمة) بتاريخ (الخميس) 18 أكتوبر 2012م قرأت تعجُّبكم من أمر وزير تنمية الموارد البشرية الأستاذة "إشراقة سيد محمود" وهي تهجو العامل السوداني وتنتقده وتشكك في مقدراته علناً بقولها: (العمال السودانيون يفشلون في الأعمال المفيدة حتى أن مروحة لو تعطلت لا يستطيع العامل السوداني إصلاحها) !! شكراً يا دكتور فأنت سوداني أصيل ابن بلد، وتعلم أن آخر ما تبقى لنا في بلادنا كرامتنا التي يمتهنها أمثال هذه المسئولة لا عن التدريب والتأهيل الذي نظن أنها لا تعلم عنه شيئاً؛ لأنها جاءت بها الترضيات الحزبية لتملأ موقعاً وزارياً من المفترض أن يكون فيه مسئول متخصص يمكنه التحدث عن العمالة السودانية ذات السمعة العالية بكل الدول العربية والأفريقية وبعض دول العالم . أولا: تدربت العمالة السودانية على أيدي المستعمرين؛ المصريين بناة الأهرام، والإنجليز بمملكتهم التي لا تغيب عنها الشمس، حيث كان بالسودان الإغريق والأرمن والسوريون والإنجليز بكل خيرات مستعمراتهم، إضافة إلى أننا أحفاد البجراوية . ثانيا: العمالة السودانية عمرت الدول العربية منذ الخمسينيات حيث اكتسبت الاحترام لأنهم بنوا هذه الدول في جميع الأعمال الحرفية والصناعية والإدارية، وكانوا أساس تنمية هذه الدول . ثالثا: التدريب المهني هو يتبع للوزارة أنشئ بالسودان منذ أواسط القرن الماضي وانتشرت مراكزه بأنحاء السودان، وخريجو هذه المراكز يُدربون بورش الصناع مجاناً، بل يُمنحون بعض النثريات وتتحمل الورش خسائر تدريبهم ليكونوا عمالة ماهرة لدى الدول، وكذلك المعهد الفني الذي صار الآن جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا . رابعاً: في منتصف القرن الماضي كانت العمالة السودانية تجمع العربات بالسودان مثال (اللاندروفر والبدفورد) ولولا الصراعات الحزبية التي أضاعت هذه النواة لكان يمكن أن تصنع بالسودان الآن وليس تجميعها . خامساً: تفخر الدولة الآن، التي سيادتها وزيرة بها، بأنها رغماً عن الحصار الدولي أقامت مشاريع كبيرة بأيدي أبنائها العمالة السودانية . سادساً: نحن الدولة رقم ثلاثة صناعياً بأفريقيا بعد جنوب أفريقيا ومصر، حقيقة نأسف لأن بعض مسئولي بلادنا يرون في العمالة الوافدة المستوردة تطويراً وكفاءة غير موجودة محلياً . إن الإحباط والتدمير الموضوعي للعمالة السودانية هو ما يجعلها تهاجر حيث تكون مطلوبة، ويُعترف بمقدرتها وكفاءتها، ويكفي العمالة السودانية فخراً أن الدولة قد صادقت على فتح مكاتب لتشغيل العمالة السودانية بالخارج. أليس هذا تناقضاً مع ما قالته السيدة الوزيرة عن العمالة السودانية التي ستصدرها للخارج تحت رعاية الوزارة؟ ألا تخاف على سمعة وزارتها والسودان من فشل العمالة السودانية؟ ونذكر بأن قوانين الاستثمار بالسودان تمنع إحضار العمالة الموجودة محلياً، وأن تحضر الكفاءات غير الموجودة بالسودان بشرط أن تقوم بتأهيل عمالة سودانية في هذا المجال غير المتوفر محلياً . ما دور السيدة الوزيرة والوزارة في ذلك، والعمالة غير الماهرة تملأ البلاد؟ أما عن الفشل في صيانة مروحة، فأظن أن السيدة الوزيرة تتعامل مع بعض المتهجمين على الحرفة، وأسعارهم رخيصة (الرخيص برخصته يدوقك مغصته) . نكرر شكراً يا دكتور لدفاعك عن صناع بلدك الذين رفعوا رايات السودان عالية في الغربة، ونرجو أن تكون الترضيات السياسية بعيداً عن المواقع التي تمس حياة الناس وكرامتهم التي هدرها بعض مسئولينا . نستعير منكم ونطلب منكم إنقاذنا من قذافي السودان .
وفقنا الله وإياكم لخدمة البلاد والعباد سمير محمود محمد عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الحرفي أمين عام اتحاد غرف الصناعات الصغيرة والحرفية سابقاً رئيس النقابة العامة للعمال الأعمال الحرفية سابقاً