رئيس مجلس السيادة الانتقالي يصدر قراراً بإلغاء إشراف أعضاء المجلس السيادي على الوزارات الاتحادية والوحدات    صلاح يكشف كواليس تجديد عقده ويتحدث عن الكرة الذهبية    السودان..تدوينة مثيرة لقائد كتيبة عسكرية    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون بأحد أحياء مدينة بورتسودان يمارسون كرة القدم تحت الإنفجارات ونيران "المسيرات"    498332140_625604000512165_4309414212484005893_n    شاهد بالفيديو.. "كيكل" يتعهد بإنهاء الأزمة والذهاب للمناطق التي تنطلق منها "مسيرات" المليشيا    انخفاض عملة "البيتكوين" وسط جني الأرباح    الحزن يخيم على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان بعد استشهاد المصور والناشط "شيخو" إثر هجوم بمسيرة تابعة لمليشيا الدعم السريع على منطقة جبال الإبياتور بسهل البطانة    (كنت أمشي في دروب الشك، أبحث عن الله، أطلب فقط إشارة واحدة) فتاة مسيحية تعتنق الإسلام بعد إستشهاد المصور السوداني "شيخو".. تعرف على التفاصيل!!    شاهد بالفيديو.. الفنانة السودانية إيمان أم روابة تشعل حفل زواج بصعيد مصر وتطرب الجمهور بأغنياتها الشهيرة    المدير العام لقوات الشرطة يتفقد الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ويوجه بمشاركتها مع شرطة ولاية الخرطوم في عمليات الانتشار والتامين    اجتماع طارئ لصحة الخرطوم..إليك التفاصيل    لماذا تغيب الحكمة والعقلانية عند بعض قيادات حركة العدل والمساواة عند التعاطي مع بعض القضايا والملفات    مصر.. وزارة الزراعة تعلق على أنباء "وباء الدواجن القاتل"    سجن و غرامات (100,000 ) ريال بحق 17 شخصاً نقلوا 61 مخالفاً لأنظمة الحج    مضي شيخو وهو في شرخ الصبا وريعان الشباب تاركاً وراءه لحظات مجمّدة من الزمن    من يرافق ريال مدريد وبرشلونة في السوبر الإسباني بالسعودية؟    ((فليذهب فلوران غير مأسوفاً عليه؟؟))    التراشق بين الرياضيين يخرج عن المألوف    رغم الصدارة شباك الهلال اصبحت متاحة لكل اندبة مورتانيا.    فياريال يفسد احتفالات برشلونة ويضمن تأهله لأبطال أوروبا    ريال مدريد يقهر 9 لاعبين من إشبيلية بهدفي مبابي وبيلينغهام    انتكاسة تؤجل تجديد عقد كريستيانو مع النصر    سفارات كييف في أفريقيا.. خطط ومهام تتجاوز الدبلوماسية    مبارك الفاضل: أغنياء الذهب يحولون دون إنهاء حرب السودان    ظاهرة قمر الحليب تزين سماء السودان    امريكا تُعلن عن صفقة أسلحة جديدة مع الإمارات    تراجع حركة الموانئ ببورتسودان    بنك الخرطوم يحسم الشائعات.. "بنكك" باقية وستظل    وفاة الفنان محمد فيصل (الجزار)    السندريلا: الزوبعة الإعلامية لا تثنيني عن دعم قضايا وطني    كيم كارداشيان أمام المحكمة غدا    أسوأ من التدخين.. عادة يومية تهدد حياتك بصمت    الزنجبيل.. الحليف الطبيعي لصحة قلبك    والى الخرطوم يقف على الأضرار بالمحطات التحويلية للكهرباء بعد قصفها بالمسيرات ويشيد بسرعة تحرك قوات الدفاع المدني    ترامب: أريد أن "تمتلك" الولايات المتحدة غزة    مكافحة المخدرات تضبط بنقو داخل مستشفى الدويم    وعكة صحية وتغيب عن الحضور.. ماذا حدث بقضية محاكمة نجل محمد رمضان؟    ألفاظ مشتركة بين أهل السودان والخليج (1–2)    والي الخرطوم ووزيرة الصناعة يتفقدان عددا من المصانع التي إستئنأفت نشاطها بالخرطوم والوالي يصف الخطوة بالمهمة للمساعدة في الإعمار    والي الخرطوم ووزيرة الصناعة يتفقدان عددا من المصانع التي إستئنأفت نشاطها بالخرطوم والوالي يصف الخطوة بالمهمة للمساعدة في الإعمار    محمد رمضان يمازح جمهوره بعد زلزال القاهرة: «مفيش زلزال بيحس بزلزال»    ((مبروك النجاح يانور))    صاحب أول حكم بإعدام رئيس مصري سابق.. وفاة قاضي محاكمات مبارك ومرسي    تجهيزات الدفاع المدني في السودان تحتاج إلي مراجعة شاملة    الطاقة تبلِّغ جوبا بإغلاق وشيك لخط أنابيب النفط لهجمات الدعم السريع    عبر تطبيق البلاغ الالكتروني مباحث شرطة ولاية الخرطوم تسترد سيارتين مدون بشانهما بلاغات وتوقيف 5 متهمين    ما هي محظورات الحج للنساء؟    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أي أمة نحن.. لماذا لا نتعظ؟!
صلاح حبيب
نشر في المجهر السياسي يوم 30 - 07 - 2018


عاش سكان النهود مأساة حقيقية بسبب السيول التي جرفت المنازل والمحال التجارية، وجعلت الكثيرين في العراء ولم تكن مدينة النهود وحدها التي تأثرت بأمطار هذا العام، فمدينة كسلا لم تكن أحسن حالاً منها، فقد غمرت المياه أجزاءً من المدينة فحطمت المباني وشردت المواطنين، إن السيول والأمطار لم تأتِ اليوم أو أمس، ولكن السيول والفيضانات منذ عشرات السنين تأتي وتحطم المباني، وتركت المواطنون في العراء بعد أن تعبث بكل ممتلكاتهم، فحصاد السنين يضيع في ثوانٍ، ولكن هل العيب فى هذه السيول والفيضانات أم العيب في الحكومة أم في المواطن؟، فالرد على السؤال الذي يمكن أن يكون قد سأله آلاف المواطنين بعد هذه الفيضانات، فالمواطن الذي يسكن في مجاري السيول هو المسؤول عن ما حدث له، لأن السيول كل عام تأتي وتأخذ المباني وسمع صياح المواطنين وطلب الإغاثة وفي العام التالي تكون نفس المشكلة، نحن أمة لا تتعظ بما يحدث لها، والحكومة لم تهيء إلى المواطنين الأماكن الصالحة للسكن، ولذلك تركت عملية السكن اختياري لكل واحد، فكلما وجد المواطن فضاءً واسعاً شيد فيه منزلاً من الطين أو القماش أو الكرتون وسماه منزلاً، فالحكومة يجب أن تزيل أي منطقة لم تخططها بصورة رسمية، حتى لا تصبح سكناً عشوائياً يقطنه السماسرة، لأن السكن العشوائي دائماً يتحول إلى سكن رسمي إذا اكتظ بالسكان وما في مفر للحكومة إلا أن تخططه، ولكن معظم قاطني هذا السكن هم من سماسرة الأراضي فبعد أن يتم التخطيط يتقاطر السماسرة على تلك المنطقة ويشترونها من الغلابة بتراب الفلوس ومن ثم يتم بيعها بملايين الجنيهات.. أما الغلابة الذين سكنوا المنطقة فحينما يجدون مالا نظير تلك الأرض يبيعونها ويذهبون إلى منطقة أخرى ليفعلوا بها مثل ما فعلوا في المنطقة الأولى، وهكذا يستمر مسلسل السكن العشوائي وهذا هو سر غلاء أسعار الأراضي بالبلاد، فقطعة أرض في منطقة نائية أغلى من شقة في لندن أو القاهرة لأن تجارة الأرض أصبحت أكثر ربحاً من أي شيء فيقولون لك الأرض لا تأكل ولا تشرب وإذا أردت بيعها تمنحك أضعاف ما تتمناه، ولذلك نجد المواطنين يسكنون في مجاري السيول ولا يتورعون مما يحدث لهم ولا يتعظون من أمطار العام الذي سبق، فقط تسمع صياحهم عند هطول الأمطار، وعندما يحدث لهم الضرر يقولون إن الدولة لم تساعدهم ولم تشق لهم القنوات ولا المجاري، عشرات السنين وهذا المسلسل مستمر بل يطالبون الدول العالمية والمنظمات بإغاثتهم، نحن ما زلنا في بداية الخريف ويتوقع أمطار غزيرة هذا العام.. فإن لم تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة تجاه المواطنين الذين يسكنون في الخيران ومجاري السيول، فإننا سنواجه كارثة كبيرة خاصة وأن الريف أصبح طارداً مع الغلاء وصعوبة المعيشة، ولذلك لجأ آلاف المواطنين من قراهم ولم يتوفر لهم السكن المناسب، ولذلك أخذوا بوضع اليد سكنهم في أطراف المدينة والمناطق النائية، فما زال الوقت كافيا لأي معالجات للذين يسكنون في تلك المجاري حتى ولو اتخذت الدولة القانون ضد كل من لم ينصاع لأوامرها، كفى استهتاراً وكفى ضياعاً لممتلكات الدولة وكفى ضياعاً لأرواح المواطنين، فإن كان المواطن مستهتراً أو لا يتعظ بما يحدث له، فالدولة نفسها مسؤولة عن كل الذي يجري سواء في المركز أو الولايات.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.