* ظلت معضلة العطالة وسط خريجي الجامعات والمعاهد العليا متفاقمة وعصية العلاج الأمر الذي دفع بقطاعات كبيرة من الخريجين للعمل في مهن أخرى بعضها يمكن ان يطلق عليه مهن هامشية وهي كلها خارج نطاق تخصصهم الأكاديمي. * لسنا من أنصار (ان فاتك الميري تمسح في ترابه) خاصة في ظل السياسات المالية والاقتصادية التي جعلت الميري في قاعدة الهرم الاجتماعي ولكن مازال هناك متسع في القطاع الحكومي والعام لاستيعاب الخريجين. * العام الماضي صدر قرار باستيعاب عدد من الخريجين، لا ندري بالتفصيل ماذا تم فيه، إلا ان هذا العام ترك أمر تعيينهم على غارب الولايات، وليس لدينا أيضاً تفاصيل عن ما تم في هذا التوجيه الجديد. * لكن لدينا حالات تحت ايدينا وأمام أعيننا لعدد من المستوعبين من الخريجين لحوالي الستة أشهر في مجالات المختبرات الطبية والهندسة الطبية وفنيي الكمبيوتر في وزارة الصحة الاتحادية تم استيعابهم في مستشفيات الخرطوم، والذرة، وابن سينا ومعمل استاك منذ يناير من هذا العام وذلك حسب قرار عام 2007 باستيعاب الخريجين. * استنفد المعينون المشار إليهم كل إجراءات التعيين من لجنة الاختيار حتى تسلمهم خطابات تعيينهم ولكنهم منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يصرفوا رواتبهم الشهرية وليس لدينا ما يبرر هذا المسلك الغريب الذي لم نعهده في مجال الخدمة العامة ولا نرى وجود منطق يبرره. * ان الاهتمام بتشغيل الخريجين، ليس من باب الوجاهة الاجتماعية وانما إلى جانب كونه حقاً من حقوق المواطنة فإنه ضرورة حياتية لهم ولأسرهم ولا ينبغي تركهم هكذا للضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. * كما لا ينبغي دفعهم في اتجاه ما لجأ إليه أطباء مركز غسيل الكلى لأخذ حقوقهم. * ونرى انه لا بد من مراعاة أنهم قبلوا بهذا الحد الأدنى الذي توفره لهم المؤسسات الحكومية للعمل بها بل ينبغي تشجيعهم وتحفيزهم للاستمرار في خدمتهم بدلاً من دفعهم دفعاً لترك العمل الحكومي والعام الذي لا بد من استمرار تقديم خدماته للمواطنين الأولى بالرعاية. كلام الناس - السوداني-العدد رقم:943 - 2008-06-28 [email protected]