عبارات عفوية إخترعها الشارع السوداني دخلت قاموسنا اللغوي، أردنا أم ابينا، وليس دائماً لكنها لأنها كلمات اراد اصحابها إستخدامها في أماكن أخرى غير معانيها الأصلية. اي أن المقصود بتلك الكلمات التمويه والتضليل للسامع غير المدرك للشفرة الحقيقية لتلك الكلمات وقد إعتاد الناس على إطلاق كلمة (الرندوك) على تلك اللغة غير المفهومة لعامة الناس عدا فئتها المعينة. من الكلمات العادية عند أي متحدث وسامع للغة العربية (القطع – السلك- التركيب- الغسيل – دق – نوم) والكثير من الكلمات التي لا حصر لها نجدها في قاموس أهل المدن والخرطوم بصفة خاصة تدخل كل يوم. ما جعلني اتناول هذا الموضوع اليوم في محاولة توثيق مرحلة زمنية بها كلمات شفرة خاصة بها، هو حدث بسيط متكرر على الدوام حدث لي أمس اليوم جعلني أستخدم إحدى العبارت في جميع حالاته – الحقيقية والشفرة التي أراد البعض أن يأخذوها بها- وتلك العبارة كانت في صيغة إستغراب وانا اقول بعفوية (الناس مش يتكلموا ويقولوا قطعها معاي ساكت... ياها الكهرباء هسع قطعها معاي بالحقيقة). وانا فعلاً لقيت الكهرباء قاطعاها معاي بطريقة حاسمة وجازمة وشايل في يدي مكواة الكهرباء اريد إنجاز قميص واحد فقط البس صباح اليوم التالي وكان الزمان هو مساء السبت الماضي بالسامراب. المعني الحقيقي لما حدث هو إنقطاع تيار الكهرباء وهذا حدث سئ غير محمود طبعاً، أما المعنى الآخر الذي يستخدمه الشباب فعندما يقال بأن فلان دا قطعها معاي فهذا يعني أنه لم يحسن التعامل.. وقفزت على الفور في بالي كلمة مرتبطة بالكهرباء يستخدمها الشباب للمدح والتغزل في الشئ الجميل واي شئ في قمة المتعة يوصف بالقول (في السلك) وهنا ايضاً وجدت بأن عودة التيار الكهربائي كان حدثاً بالنسبة لي (في السلك). وأما التركيب فعندما يقال الزول ركبني – بتشديد الكاف- فهذا يعني أن الشخص اغفلك واقنعك بقبول شئ تافه جدا، وفي الآونة الأخيرة دخلت عبارة جديدة بدلاً عن التركيب وصار الشباب يقولون عن ذلك(بتاع مواسير) او (ماسورة) في إشارة إلى مهنة العامل في تركيب المواسير الذي يذهب على الفور بمجرد إنتهائه من أداء عمله اينما كان!!!. وعندما يقال لك الزول دق نايم او عمل طناش فهو الذي يعدك بعمل شئ في زمن ومكان محددين ثم لا يعيرك اي إهتمام ولا يجيبك ابداً على ما طلبت. ورغم وجود (الجمرة الخبيثة) في كل من الكهرباء والمياه، إلا أن ناس الكهرباء ديل بقوا زي ناس الموية فهم بقوا بتاعين (مواسير) واخير ناس الموية عرفنا دي شغلهم وناس الكهرباء مالم؟. طبعاً ما ممكن نحلم بالمستحيل ونقول بأننا نحلم يوم نلقى المياه في كل أنحاء السودان والخدمة (في السلك)، لكننا نحلم بوصول خدمة التوصيل الكهربائي بدرجات عالية إلى مرحلة (في السلك). ويبطلوا لينا (القطع). لويل كودو - السوداني-العدد رقم 965- 2008-07-21