حذرنا اكثر من مرة من الاتفاقات الثنائية خاصة عندما تُعلن وكأنها الحل السياسي الشامل لاقتناعنا بأن الحل السياسي الشامل يستوجب اتفاق كل الاطراف المعنية. * لا نريد هنا تقليب مواجع الماضي والحاضر، فالشواهد امامنا لا تحتاج إلى دليل، ولا نريد ايضا التراجع عن اي اتفاق سابق ولكننا نتحدث تحديدا عن المفاوضات الجارية حالياً في الدوحة للوصول إلى اتفاق اطاري لاعاة الثقة ووقف العدائيات. * ان قضية دارفور التي بدأت بنزاعات بسيطة اصبحت قضية معقدة تداخلت فيها العصبية القبلية والاجندة الاقليمية والدولية، لذلك فإنه لا يمكن التعويل على اتفاق ثنائي مع فصيل مهما كان وضعه الميداني عسكرياً او حتى سياسيا ولكنه يبقى اتفاقاً ضروريا لوقف النزاعات القائمة وللمشاركة بفعالية في الحل السياسي السلمي الشامل الذي يحقق السلام في دارفور. * لذلك نحن نتفق مع الوسيط الاممي المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي جبريل باسولي على ضرورة اتفاق الطرفين المتفاوضين في الدوحة، الحكومة وحركة العدل والمساواة على وقف الاعمال العدائية والانخراط بعد ذلك في اجراءات السلام للتحضير لمباحثات السلام النهائية. * نحمد ايضا لباسولي انتباهته لدور دول الجوار في تحقيق السلام في دارفور ولابد من اشراكهم في المرحلة المقبلة اما مباشرة واما من خلال مفاوضات تفاكرية معهم لازالة التشوهات المصطنعة التي حدثت في علاقاتنا معهم بسبب تداعيات نزاعات دارفور وفتح صفحة جديدة من العلاقات الطبيعية معهم. * وفي ذات السياق نبارك التوجه الذي بدر من الحزب الغالب في الحكومة – المؤتمر الوطني- لاشراك الاحزاب الفاعلة خاصة الأمة القومي والاتحادي الديمقراطي في المرحلة المقبلة من مفاوضات الدوحة التي تستهدف تحقيق السلام العادل الشامل ولا يكفي الاعتماد على آلية مؤتمر اهل السودان وانما لابد من استصحاب الآخرين الذين لم يشاركوا في مبادرة أهل السودان خاصة حزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي السوداني. * ان تحقيق السلام في دارفور يجب ان يتم عبر معالجات موضوعية تستجيب لمطالب اهل دارفور وليس المتفاوضين – الآن في الدوحة- او الذين سبقوا في ابوجا او حتى الذين سيلحقون في المرحلة المقبلة، وان ينصب الاهتمام نحو المعالجة الجذرية وليس الترضيات المبنية على اقتسام السلطة والثروة دون ان يعني اغفال هذه القضايا اللصيقة الصلة بالنزاعات القائمة. * ان اهلنا في دارفور خاصة اولئك الذين دفعت بهم النزاعات إلى اللجوء والنزوح بعيدا عن مناطقهم واهلهم هم الاكثر تضررا من هذه النزاعات الفوقية التي فرقت نسيجهم الذي كان متماسكا ودفعت بهم دفعا إلى محرقة النزاعات والاجندة القبلية والاقليمية والدولية يتطلعون إلى سلام عادل شامل يتراضون عليه ويرضيهم ويفتح الطريق امام الحل السلمي السياسي الديمقراطي القومي السوداني. كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1171- 2009-2-15