! أكره المجلات النسائية لأسباب عديدة أهمها ان زوجتي تنقل عنها أكلات واطباق معينة وتستخدمني وعيالي كفئران تجارب حتى بلغت الامور الحد الذي اصبحت فيه تطبخ الدجاج بالزبادي وتضيف جوز الهند الى كل شيء! مع أن جوز الهند ضرب من نشارة الخشب ولكن أقل منه قيمة غذائية.. كما ان تلك المجلات تزرع الوهم في النساء عموما فتحسب واحدة في وسامة شعبان عبدالرحيم أن كريم القاورما بالبرسيم سيجعل منها قمر 14 (بالمناسبة هل فيها تنقيص لقدر امرأة لو قلت لها إنها تشبه قمر 12 أو 13؟.. يعني فرقت على يوم واحد او يومين؟) ومؤخرا حصلت بعلتي على عدد خاص من تلك المجلة ومعه ملحق عن الأبراج، وقد قررت إشراككم في متعة مطالعته: فمواليد برج الحمل مبشرون بأنهم لن يمرضوا خلال عام 2009 يا بختهم! فهم يستطيعون أكل أطنان من الزبدة يوميا وتذوق اللحم البقري البريطاني من دون خوف من ان تذهب عقولهم كما ذهبت عقول تلك الابقار، فطالما ان عطارد هو المسؤول عن صحة مواليد هذا البرج الحمل فبإمكانهم شرب السم بلا خوف او وجل! ولكن هناك استدراكا محيرا: الحكيم الكوكبي ينصحك بتغيير دمائك! ومن حقي ان اتساءل كما عادل امام: ودي تيجي ازاي بأه (بقى)؟ كيف تبشرون انسانا بكمال العافية ثم تنصحونه بتغيير دمه؟ لماذا لا تصارحونه بأنه يعاني سرطان الدم؟ ثم ان ذلك الحكيم ينصح جماعة برج الحمل بالتركيز على نوع واحد من الدواء! طيب هل أتعاطى نفس دواء الإسهال للامساك؟ ام هل أعالج كسور العظام وتليف الكبد وضعف النظر بالبندول؟ ولأن جزءا من القمر سيكون في البيت الرابع حتى أكتوبر (زوجتي الثانية طالق ان كنت اعرف ما المقصود بذلك!) المهم لان القمر سيكون في البتاع فإن أفراد الحمل سينعمون بالسعادة العائلية، ولأن الزهرة كوكب الحب (من الذي قرر أنه كذلك بدون استشارتنا؟) فسيكون نصف السنة الاول من عام 2009 حافلا بالرومانسية للحملاويين، ولكن الحب سيجلب لهم المتاعب والأحزان (طيب ما فائدة الرومانسية إذاً؟ وهل يكمن الحل في ان يطلق الجماعة زوجاتهم او أزواجهم او يفسخوا الخطوبات تفاديا للأحزان!) وينصحك الخبير الكوكبي (غالبا خواجة ابيض لان لقب خبير لا يمنح عندنا إلا للأبرص!) بأخذ دروس في فن المحادثة والحوار (يعني تتابع برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة)! ولم يسأل ذلك الخبير نفسه كيف يبشر الناس بالرومانسية وهم لا يجيدون فن الكلام مع ان الرومانسية أساسا طق حنك واستهبال متبادل!! وليسامحني مواليد بقية الأبراج لأنني لم أتمكن من مواصلة قراءة تلك التخاريف واكتفيت بالحمل الذي هو النعجة البيبي ولم أقرأ ما يخص برج الجردل (الدلو).. أو العقرب أو التيس (الجدي) وأرجو ألا يغضب مني مواليد هذه الأبراج، فهذه الأشياء \"قسمة ونصيب\". وبوضوح أكثر فإن ربط الانسان ببرج معين يستفزني، وبعبارة أخرى فإن أكثر ما يضايقني هو ان يسألني شخص ما: برجك شنو؟.. هل أقول له: برج الضفدعة؟ الضب؟ الصرصار؟.. وهو سؤال لا يقل سخافة - في تقديري - عن أن كثيرا من المصريين يلتقون بك ويعرفونك أو لا يعرفونك ويسألونك: أهلاوي وللا زملكاوي؟.. يعني لا يفترضون أنك مقاولون عرباوي أو اسماعيلاوي .. لا تختار بين الزمالك والأهلي.. الحكاية مش سايبة وعلى كيفك يا روح أمك! زاوية غائمة [email protected]