كل المنزل يتحدث عن التغيير الذي يطرأ عليه هذه الأيام أقلاه تحريك الأثاثات من هنا إلى هناك.. وبالعدم البحث عن أي لمسة مغايرة لما هو مألوف كأن تقطف أغصان بعض الشجرة وتضعها في كوب نصفه ماء ونصفه فارغ.. بل في بعض الأرياف يتخذون من آفة «البودا» التي تهلك المحاصيل يتخذون منها «مزهرية» على الكبابي.. وموسم العيد فرصة للفرح الذي يستعصي أحياناً كثيرة على الإدراك، ربما يحتاج فرح هذا الزمان للمزيد من الاستجداء واللهث ليكون واقعاً وحقيقة.. قد تجد نفسك منكفياً على ذاتك متقوقع الأحاسيس إلا لما هو ضروري من انفعالات على الوجه ترسمها أحياناً مضطراً تجمل بها أحداث الواقع من حولك وتتفاعل بها مع معطيات تفاصيل بعض الحياة المملة، أحياناً كثيرة تضمر خلافاً لما تبطن من أوجاع تصيبك في غائر من الآخرين لا تلمك إلا أن تتحملها في الحشايا.. ما أثقل الحمل الذي نلقيه على العفو والعافية عندما تتداعى الخصومات والفجور.. قد تقول لنفسك ليست لي عداوة مع احد ولكنك مضطر لأن تصنف بعض الأذى الذي يتبدى من البعض في خانة العداء المحتمل أو المضمر.. لا يمكنك أن تقول زيد أو عبيد عدوي، ولكنك من باب الحيطة والحذر تضعه في موقع العدو المحتمل، والعفو والعافية للأصدقاء وعليهم.. قد تكتشف فجأة أن الاندماج والانغماس الزائد في العمل أو في المواضيع المترابطة بتوفير بنود المعيشة أخذت الزهرة الحلوة «المفرهدة» وتركتك جملة من الأعراض المرضيّة العضويّة والمعنويّة.. وكم من مرّة تكتشف أن شخصاً بعينه قد أصبح كبيراً في السن لطول المدة التي لم تره فيها وبالتالي كم كبرت أنت ولا تملك إلا أن تقول العفو والعافية.. آخر الكلام: ما بين العيد والعيد مواسم تترى مليئة بالزخم الذي تعلو فيه وتنخفض معنوياتنا ومحسوساتنا ولكننا عند الوقوف أو الاضطرار لذلك قد نكتشف دقائق وأسرار تنبيء عن محطات للعودة للبعض أو مراجعة خط وسير خارطة طريق الحياة.. عزيزي القاريء العفو والعافية. سياج - آخر لحظة الخميس 24/09/2009 العدد 1125 [email protected]