!! تعليقا على انتقادات الرأي العام لاعتقال الاستاذ ياسر عرمان وزملائه أصحاب المناصب والحصانات الدستورية في صبيحة السابع من ديسمبر، قال أحد المسؤولين إن ياسر عرمان لم يعتقل وانما ركب الدفار من تلقاء نفسه !! * عندما قرأت هذا التصريح في الصفحة الاولى لاحدى صحف الخرطوم الصادرة في اليوم التالي، تذكرت في تلك اللحظة القولة الشهيرة لعادل امام .. (ضربني بوشو على ايدي يا سعادة البيه)، وتوقعت أن أقرأ تتمة للتصريح في الصفحة الثانبة تعليقا على تعرض ياسر عرمان للضرب .. ب(ان عرمان لم يضرب وانما استخدم ايادي بعض الحراس التي تحمل الهراوات ليضرب بها نفسه، ولم يغم عليه، وانما كان يلعب استغماية مع زملائه في المعتقل تزجية للفراغ وطردا للملل) .. وهكذا، ولكن والحق يقال فإننى لم أجد مثل هذه التتمة وخاب حسن ظني في خفة دم السيد المسؤول!! * هذه التصريحات الكوميدية التي تؤكد أن مواهب بعض مسؤولينا لا تقل بأي أي حال من الأحوال عن مواهب الاخ عادل إمام في اضحاك الجماهير ..أوحت لي بفكرة جهنمية تستطيع حكومتنا ان تستفيد من تطبيقها الى اقصى حد في دحض مزاعم واتهامات بعض الجهات المغرضة مثل منظمة العفو الدولية بانتهاك الحكومة السودانية لحقوق الانسان السودانى بالاضافة الى الحصول على ايرادات مالية اضافية خاصة مع الازمة الاقتصادية العالمية وانخفاض اسعار البترول وانهيار مشروع الجزيرة !! * ملخص الفكرة ان تتصل سلطة الاعتقال بالشخص المطلوب اعتقاله بعد احكام الرقابة عليه بدون ان يعرف هو او اى شخص آخر وتطلب منه أيضا بدون أن يعرف أحد أن يتصل بها تلفونيا على رقم هاتف معين ويجرى معها محادثة هاتفية معدة سلفا وبإحكام دقيق بواسطتها، طالبا اعتقاله وملحا في الطلب وذلك حتى يبدو الاعتقال وكأنه جاء تنفيذا لمشيئته، لا لمشيئتها هي، وبطلب منه كما توضح التسجيلات المحفوظة في الارشيف التي لا يمكن لأحد أن يجادل في صحتها .. ويتم تحذير طالب الاعتقال بأن لا يتحدث اطلاقا عن أسرار هذه المحادثة التي تجرى على النحو التالي لأي أحد: * السلام عليكم + وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وامنياتنا لكم بموفور الصحة والعافية والسعادة !! * والله يا اخوانا انا دايركم تجوا تعتقلوني لأنو أنا طلعت في مظاهرة غير قانونية بدون علمكم وبستحق عليها الاعتقال !! + يا زول اعتقال شنو، انت مجنون؟.. بعدين طلعت في مظاهرة ولا ما طلعت انحنا مالنا؟ بعدين شوف ليك زول تاني أرمي عليو بلاويك دي، انحنا ما فاضين ليك !! * عليكم الله يا اخوانا تعالوا اعتقلوني، أنا غلطت ولازم ألقا جزاي !! + يا زول قلنا ليك انحنا ما عندنا اعتقال، بعدين لا عندنا ليك أكل ولا شراب !! * أنا بجيب أكلي وشرابي معاي ، ما داير منكم حاجة، تاني عندكم كلام؟! * آآي عندنا، المحل ؟! + محل شنو؟ * محل شنو كيف، انحنا حنعتقلك في الشارع؟! + مالو المحل، ما المحلات راقدة عندكم !! * آى عندنا، لكين بالليل بنفتحها لى المتشردين المساكين ينوموا فيها، ومكانك حيفرق معانا !! + خلاص انا بسوق واحد من المتشردين ينوم في بيتنا وبنوم في محلو، أو بأجروا منكم وبدفع مقدم زي ما عايزين !! * طيب انتظر شوية نتصل بالوزير ونرجع ليك !! * ويتصل الجماعة بالسيد الوزير، وفي هذه الاثناء يستمتع طالب الاعتقال بموسيقى حالمة تتخللها بين حين وآخر توسلات ورجاءات مسجلة تناشد الشخص بالعودة عن طلب الاعتقال !! *وبعد بضعة دقائق تتواصل المكالمة : * يا أخونا الوزير موافق بشرط إنك تدفع الايجار بالعملة الصعبة وتتحمل ماهية الحرس وتمضي على تعهد انك تطلع لو احتجنا للمحل وإلا حنطلعك بالقوة ونشتكيك لي منظمة العفو الدولية واحتمال لي مجلس الامن كمان !! + موافق ما عندي مانع !! * بس في شرط أخير.. + شرط شنو؟! * تجيب سيطانك معاك .. ولمن تنجلد ما تقول جلدوني زي ياسر عرمان !! صحيفة السوداني [email protected] 11 ديسمبر ، 2009