«متطورين ومتحضرين» !!! دائماً ما تدهمنا حالات من الإحباط عندما نحس بأن تعاملنا مع الزمن ليس بالحساسية المطلوبة، وأن بعض سلوكنا يقع ضمن الفوضى الخلاقة.. وكثيراً ما تخرج من أفواهنا عبارات من شاكلة «البلد دي أصلها ما بتمشي لقدام»... «وعمرنا ما نحترم الزمن» و... و... ولكن مؤشرات التحاليل الاستراتيجية أخرجت لنا نتائج غير تلك العبارات بل كلها تطمينات بأننا أمة متحضرة وفي طريقها للتطور.. ومن واقع الملتقى الاستراتيجي الذي ترأسه السيد رئيس الجمهورية إبان دورة الإنعقاد الأولى للمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي للعام 2010م لاستكمال بناء أمة سودانية موحدة آمنة.. متحضرة متقدمة متطورة.. يمكننا القول أننا في حالة «جيد» أو «مقبول» على أسوأ الفروض .. في ما يلي محاور التطور المتعلقة بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية... ونحتاج للطَرق الزائد على مبدأ إعلاء روح الوطنية وعشق الوطن.. ومبروك علينا فقد تم إثبات أننا (متطورين ومتحضرين) ولو بأقل النسب والمعدات. زواج وفق الانتخابات... عندما هم «عبدو» بتقديم متطلبات واشتراطات نزوله لانتخابات الدائرة... بدأ برنامجاً على مستوى أسرته الصغيرة اعتماداً على أنه مؤكد «فائز فائز» وبناءاً على ذلك فإن أحلامه أصبحت أكبر من حدود منزله وأسرته«ما قبل الانتخابات» فأحلامه تقوده إلى أنه سيكون شخصية «هدف» لكل مواطن فكل واحد منهم يتمنى أن يتودد إليه «باعتبار ما سيكون» وأم العيال سوف تكون غير مواكبة لوضعه الجديد بعد الفوز... إذاً لابد من الزواج بأخرى تتناسب مع نائب الدائرة القادم.. وعندما أعلن هذا البرنامج الأسري أعلنت «المدام» أيضاً استراتيجية مناهضة لنتائج الانتخابات «فإن فاز فيها تطالب بالطلاق لاحتقاره لسنين العُشرة ،وإن خاب فيها تطالب أيضاً بالطلاق لربطه ما بينها وبين خيبته».. إذن نتائج الانتخابات تدلف إلى داخل القطاعات والأمانات الأسرية.. وربك يسترمما تحمله رياح وعواصف الانتخابات على الأسر. خذوه فلاشاً... كنا في زمن غير بعيد نأخذ مذكراتنا ومحاضراتنا في الأوراق نقلاً وتصويراً ونبذل بعض الجهد.. الآن قد تطورت وسائل وتقنيات «النسخ واللصق».. حتى صار جيل اليوم من الطلاب داخل عالم الدراسة الإليكترونية قبل دخول الحكومة هذه المرحلة.. والحديث العام «فلاشي وفلاشك» وبقدرما لازمت التداولات الدراسية هذه التقنيات، فربما لازم «المشاعر» نوع من الاندفاع الإلكتروني فيحق تبادل المشاعر بالفلاشات والنواقل الإليكترونية.. في زمن التعبير الجامد «سلكياً ولاسلكياً»... وحق للجميع أخذ فتاويهم من ذات النبع وليوصي به رجالات الدين «خذوه فلاشاً». بعض من التفاؤل يفتح وجه بعض الحقائق القائمة أملاً في الغد.. وغد السودان مرتبط بالمدعوة الانتخابات القادمة فهل تُدخلنا عصر التقانة أم تذهب بنا إلى الجحيم. العمل الطوعي ثقافة أصبحت عالمية..لا غنى عنها تعتمد عليها الحكومات والجهات الرسمية وبصورة كبيرة، فقد وعى العالم أن اليد الواحدة لا تصفق وأنه لا غنى له عن منظمات المجتمع المدني التي كثرت وتعددت وأصبح بعضها يجد دعماً وتصل ميزانياته إلى مليارات الدولارات، حتى أن هذه المنظمات قد «تشيكت» وأصبحت كل مجموعة ذات أغراض متشابهة تعمل شبكة ليكون العمل جماعي.. المهم تابعتم قبل اليوم ما حدث من المنظمات التي كانت تعمل في ولايات دارفور وكيف أن بعضها الآن يعمل بهمة ونشاط، وكيف أن بعضها استغل وجوده هناك وعمل على تشويه صورة السودان حتى أوصلت رئيسه لمرحلة المتهم في قضايا الإبادة الجماعية رغم براءته منها.. ولما كانت هذه الثقافة أساسية وداعمة ولا يمكن تجاوزها كان لابدلنا في السودان أن ننشي منظمات مجتمع مدني حتى نكسب ونكتسب هذه الثقافة، وشخصي الضعيف يقف دائماً مع هذه المنظمات لأنني أعلم فوائدها على الفرد وعلى المجتمع.. لذا دائماً ما أكون «حضوراً» لمناشط الشبكة الطلابية للمشروعات والمنظمات الطوعية والتي تضم عدداً من المنظمات التي تعمل في مجال مساعدة الطلاب، وهي المنظمة الطلابية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمنظمة الطلابية للمشروعات الصغيرة والمنظمة الطلابية لمحو الأمية والمنظمة الطلابية لمكافحة الايدز والمخدرات ومنظمة مدكر الطلابية وصندوق الإعانة الطبية الطلابي والوكالة السودانية لحماية البيئة .. قد كنت حضوراً في اجتماع مجلس أمناء هذه «الشبكة» والذي يضم عدداً من كبار رجال السياسة والعلم والثقافة ورأس المال عندما أكد المتحدثون من أهل الشبكة أن برامجهم ينقصها المال. وقلت في نفسي لماذا لا تدعم الدولة والمنظمات والمؤسسات الأخرى هذه المنظمات، وهي لن تندم لأنها على الأقل ستكسب كادراً بشرياً مؤهلاً «ومكسب»آخر هو مساعدة الطلاب المحتاجين لبعض الخدمات التي تقدمها تلك المنظمات ولو عملت أي واحدة من هؤلاء لكفت الطلاب شروراً كثيرة.. ولنا عودة.. سياج - آخر لحظة - 1247 [email protected]