تقول الطرفة إن القط عاد من الحج فذهبت الحيوانات لمباركة الحجة له فتردد الفأر ولكنه قال لابنه ربما يكون الحج غيّر من سلوك (الكديس) تجاه الفئران وترك أكلها فمن الأوفق أن يذهب ابن الفأر ليرى ذلك الأمر بنفسه وبالفعل ذهب ولد الفأر وما أن رآه القط حتى فجّ الحضور وذهب إليه مرحباً به وهو يقول (أهلا أهلا ياود أب راساً حلو) فغفل الفأر راجعاً وهو حزين فأخبر أباه أن القط عاد بصورة أسوأ من تلك التي كان عليها قبل الحج. مناسبة هذه الرمية أن الصفافير والغرامات توقّفت في شارع مدني أيام الانتخابات ولكن بمجرد إعلان النتيجة عادت أكثر شراسة وأكثر صرامة وكأن الجماعة أرادوا أن يعوضوا أيام الغياب ولسان حالهم (اها قدامنا أربع سنوات كاملة) ومن جانبنا نقول لهم (بخّتكم لكن الله كريم على هذا الشعب الفضل). قبل الانتخابات كانوا لا يوقفون العربات الصغيرة إلا لماماً ولكن هذه الأيام أصبحوا يتشددون فيها ومن جانبنا نقول ما عندنا مانع ولكن اتركوا العربات المُنتجة تمر، الحافلات التي تعمل في خط المسيد الخرطوم لا تتحرك إلا بمنفستو والمنفستو هذا يبدأ من المسيد وينتهي في الخرطوم أو العكس ولكن هذه الحافلات إذا تحركت إحداهن أي حركة داخلية ينبغي أن لا تحمل ولا راكب وإذا فعلت سوف تتعرض لغرامة ثلاثين ألف جنيه لعدم وجود المنفستو فمثلاً حافلة تحرّكت من المسعودية إلى المسيد حيث بداية الخط إذا حملت ركاباً من المسعودية أو النوبة الراكب يدفع خمسمائة جنيه فإذا كانت كل مقاعدها مليانة سوف يدفعون أربعة عشر ألف جنيه بينما الغرامة ثلاثون لا بل حتى إذا كان هناك نفر من أهل صاحب الحافلة يقصدون النوبة أو المسيد لا يمكنه حملهم لأنه قد يتعرّض للغرامة وليس لديهم خيار إلا ركوب الحافلات القادمة من الخرطوم لأن هذه لديها منفستو(نأسف للإطالة في الحتة دي لكن كان لا بد من ذلك لأهمية الفقرة القادمة). في يوم الأحد الماضي حمل سائق حافلة متجهة من المسعودية الى المسيد بعض الركاب ولكن اشترط عليهم إذا ظهرت عربة الشرطة أن يترجلوا بأعجل ما تيسّر وبالفعل بين المسيد والنوبة كانت ترابط العربة فطلب منهم أن يترجلوا ليمروا من عند (الجماعة) بأرجلهم وهو سوف ينتظرهم على بعد ثلاثمائة متر تقريباً ليقلهم مرة أخرى لكي يصلوا المسيد وهذا ما حدث مرّت الحافلة وبعد قليل مرّالركاب راجلين وذهبوا إلى حيث كانت الحافلة تنتظرهم فاستغرقت العملية قرابة الربع ساعة علماً بأن المشوار كله ما كان يحتاج لأكثر من خمس دقائق اسألكم بالله هل يمكن أن يحدث إزلال للمواطن أكثر من هذا ؟ هل يمكن أن يُهان مواطن في بلده أكثر من هذا ؟ نحن لا نسوق الحديث للسيد رئيس الجمهورية (المُنتخب) ولا السيد وزير الداخلية الذي أصبح في حكم المعفي ولا السيد مدير عام الشرطة ولا مدير شرطة المرور إنما للسيّد والي ولاية الجزيرة (المُنتخب) البروفيسور الزبير بشير طه ونقول له إن كان لديك شك في هذه القصة فأنا على استعداد لإحضار عدداً من الذين قاموا بهذه التمثيلية المُهينة لتسمع منهم مباشرة وبعد ذلك فكّر في كيفية تغيير هذا الواقع المؤلم، أما اذا كنت تعتبر هذه الأشياء من الصغائر فيعوضنا الله في الفدرالية وفي الانتخابات ولتشبع القطط من لحوم الفئران وحسبنا الله ونعم الوكيل. صحيفة التيار - حاطب ليل - 5/5/2010 [email protected]