يبدو أن الحيلة التي يظنها بعض الاقتصاديين أميركية المنشأ خلال آخر ثلاث سنوات تريد الالتفاف حول الولاياتالمتحدة بل حول عنقها.وعنق الولاياتالمتحدة هو اقتصادها القوي بسبب صادراتها عند تعاملها مع العالم بدولار رخيص.!! قد يستغرب البعض منا.. كما كنا نفعل وإلى عهد قريب جداً عندما كنا نعتقد انخفاض سعر الدولار ضد اقتصاد الولاياتالمتحدة... نعم قد يستغرب البعض في الإشارة إلى دولار رخيص يتسبب في تقوية اقتصاد الولاياتالمتحدة أكثر. طالعت تقريراً اقتصادياً صادر عن محلل اقتصادي ومنشور في صحيفة خليجية كبيرة تعتبر دولتها من كبرى الدول المربوطة بالدولار. يتحدث التقرير عن مخاطر انخفاض سعر اليورو مما يهدد بحدوث حرب تجارية بسبب شعور الولاياتالمتحدة بخطورة ارتفاع الدولار عليها. ويتوقع التقرير ذلك بين ثلاث كتل اقتصادية في العالم هي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوربي والصين، ولا ينسى التنبيه إلى لقاء مرتقب لوزراء مالية ومديري بنوك مركزية قمة العشرين في وقت لاحق من هذا الشهر بمدينة تورنتو الكندية. حسب ما جاء في التقرير فالولاياتالمتحدة الأميركية تدفع في الوقت الراهن ثمن سياستها المالية التي انتهجتها في آخر ثمانية أعوام عندما تخلت عن فكرة الدولار القوي في عهد بيل كلينتون بالتضييق على وزير الخزانة بول أونيل فاستبدل بآخر هو جون سنو واستمرت اللعبة إلى ما بعد ذلك.وفي خلال ثمان سنوات منذ 2000 م حتى 2008 ترك الأمريكان الدولار يهبط ثلاث مرات مما نتج عنه كارثة اقتصادية كبيرة أدت إلى الكساد. وفي عهد بوش تم خفض سعر الفائدة بشكل مفرط وأصدار سندات دون ضوابط وإنفاق عسكري ضخم في العراق وأفغانستان والإرهاب، وإقناع بعض الدول بفك ارتباطها بالدولار، ومفاقمة العجز. ويمضي التقرير إلى الإشارة بأن استمرار هبوط اليورو في الوقت الراهن بجانب هبوط كل من اليوان الصيني يشكل مصدر خطر على اقتصاد الولاياتالمتحدة ببساطة لأن إنفاق الولاياتالمتحدة الحكومي قد يتحول إلى الخارج بسهولة في صورة واردات رخيصة تأتي من أوربا والصين. تخشى الولاياتالمتحدة أوربا كثيراً لأنها تعتبر قلعة صناعية كبيرة ذات منتجات جيدة ومعروفة عالمياً. إن انخفاض اليورو سيعزز مبيعات طائرات الأيربص الأوربية مقابل تراجع الطلب للبوينغ الأميركية. وكذلك فالمبيعات الدوائية الأوربية إلى العالم سترتفع مقابل مبيعات الأدوية الأمريكية، ونفس الأمر في السيارات خاصة وأن أمريكا ما تزال تعيش كبوة السيارات لليوم. تراجع مبيعات الشركات الأمريكية عالمياً بفعل قوة الدولار أو ضعف اليورو وخسارتها الحصص السوقية أمام اليورو ينذر بدخول الولاياتالمتحدة في ركود اقتصادي جديد وقد تضررت الأسواق الأمريكية بالفعل من دخول منتجات رخيصة جيدة إلى اقتصادها دون عوائق حسب قواعد منظمة التجارة العالمية، وعليه فمن المتوقع أن تكون الفترة القادمة مفتوحة إلى تنازع سيادة العملات للمواقف والأوراق الرابحة في عصر العولمة. لويل كودو - السوداني 15 يونيو 2010م [email protected]