توصل فريق من الباحثين في جامعة كونراد بأمستردام بهولندا بقيادة البروفيسور كريستوفل هيسينبروك، الى ان السماء بدأت تفقد زرقتها مما يعني ان الأجيال المقبلة ستتطلع الى السماء لترى فقط لونا رماديا، سرعان ما يتحول بمرور الزمن الى اللون الأصفر، وكل ذلك ببركات ظاهرة الاحتباس الحراري وانحسار طبقة الأوزون، وغني عن القول ان ذلك سيتسبب في أزمة عاطفية وشعرية لان زرقة السماء ظلت تلهم العشاق كلاما حلوا يضحكون به على عقول بعضهم بعضا بينما بنى معظم شعراء الوصف والغزل أمجادهم الشعرية بالحديث المعسول عن زرقة السماء، ولا احسب ان عاشقا عاقلا سيجد في نفسه الشجاعة ليقول للمحبوبة: عيناك تعكسان رمادية السماء..أو (بعد ان يصبح لون السماء اصفر): يا لروعة أسنانك الصفراء التي تذكرني بصفرة السماء..وبالنسبة إلي شخصيا فإن لون السماء الاصفر سيذكرني بلون شعر نادية الجندي وشنب فاروق الفيشاوي وكلاهما يسبب لي مرض الصفار الذي هو اليرقان الذي هو نوع من التهاب الكبد، بمجرد إطلالتهما على الشاشة. ستصبح السماء رمادية ثم صفراء بسبب تكاثر ملوثات البيئة على هيئة حبيبات دقيقة في الغلاف الجوي للأرض، واذا كان الرئيس الامريكي السابق بلبل كلينتون قد لوث البيئة بأحماضه النووية والسيجار الكوبي، فان خلفه بشبوش البشوش قد بارك قيام الصناعات الامريكية بضخ الغازات السامة والنفايات في كل الاتجاهات برفضه اتفاق كيوتو الخاص بخفض انبعاثات تلك الغازات، ولكن تكمن مصيبتنا في أننا ملوثون كبشر، فنحن نعاني من لوثات عقلية بسبب التناقض بين ما تراه أعيننا وما تسمعه آذاننا، فنحن نرى منذ اكثر من نصف قرن كيف ان امريكا تواصل توسعة ثقب اوزوننا الاجتماعي والثقافي والسياسي ولكننا نسمع من ولاة الأمر ما يفيد بان الخير معقود على ناصية امريكا، وان علينا ان نسلمها القياد، يحدث ذلك رغم اننا لا نستطيع ان ننسى للحظة واحدة ان امريكا هي التي جعلت من اسرائيل ورما بواسيريا يشل حركة العرب..ومن فرط أننا ملوثون، فإننا بتنا عاجزين عن تمييز النظيف من الوسخ والطيب من الخبيث فنعلي شأن التفاهة والتافهين ونمسح الأرض بمن يستحقون التكريم والتقدير: استوقف أي شاب في الشارع واسأله عن نجوى كرم وشعبولا وليدي غاغا ومادونا ولوسي وملكة جمال جزر فيجي وستكتشف انه موسوعي المعرفة في هذا الميدان، ثم اسأله عن مفكرين من شاكلة عابد الجابري ومحمد اركون وجعفر عباس الذي لا يبوس ولا ينباس، وسيرتد صاحبك الى الامية، اسأله عن عمرو دياب وسيرد عليك شعرا ونثرا مسجوعا ثم اساله عن امل دنقل وسيرد عليك: هل امل هذه ممثلة من جيل زينات صدقي وماري منيب؟ عزاؤنا هو ان امل دنقل لن يحزن أكثر في قبره، فقد مات من فرط الحزن بعد ان ترك لنا وصيته الشهيرة: لا تصالح على الدم حتى بدم.. لا تصالح ولو قيل رأس برأس.. أكللا الرؤوس سواء؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟.. لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام.. كيف تستنشق الرئتان الكلام المدنس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف انك لا تستطيع حمايتها؟.. كيف تحلم او تتغنى بمستقبل لغلام.. وهو يكبر بين يديك بقلب منكس؟ لدينا جيل كامل يعاني من غربة ثقافية لأن جيل الآباء أورثهم نظاما تعليميا متعفنا يسبب العقم الفكري، وجاء عصر المعلومات ولم يجد هذا الجيل فيه إسهاما عربيا إلا من شاكلة أن هيفاء وهبي تسعى للحمل الاصطناعي.. وهذا النوع من المعرفة ينتج عنه جهل سفاحي. أخبار الخليج - زاوية غائمة [email protected]