لا أدري لما يُدمن البعض تقليل قيمة ما يقوم به الآخرون تحت ذرائع نظرية خاطئة اعتقاداً في أنفسهم أنهم هم دائماً الأفضل والآخرون مغردون خارج الأسراب فتقع موازين ظنونهم في وكس وبخس واضحين يصيبون بهما معايير الآخرين.. بدءاً من النظرية السياسية السائدة في الكثير من الدول حيث يعتقد من بيدهم الحكم أنهم هم العقلاء والحكماء الذين يحملون البلاد إلى حواف النجاة بينما معارضيهم مندسين ويعملون من أجل أجندتهم الخاصة جداً.. بل أحايين كثيرة تجد هؤلاء الحكام يعمدون إلى جرجرة الآخرين إلى خانات توكيس الصور الذهنية فيجدون هم بذلك التحسين المقابل.. وقس على ذلك مفهوم الآخرين الذين هم على دين حكامهم وملتهم لتجد أن هذه النظرية عظمها الأساسي هو الإقصاء والتمايز على المبعدين.. ومن هنا تنداح الفكرة في دوائر الصغار والكبار.. ليرفض كل واحد منهم الآخر فتصبح الوقائع الحياتية مجرد تشاكس وتنافر وتناحر حتى داخل حدود المنازل والبيوتات. الشبيحة! الثالث.. العنصر الذي تتشبث به الحكومة السورية الآن هو وجود عناصر ثالثة ما بين النظام والشعب.. تعرفهم على أنهم «شبيحة».. وتعتمد الفكرة على أن نظام الحكم يتذرع بفاتن غريب.. يفتن ما بينه والشعب.. ونظرية الشبيحة هذه أقرب لنظرية المؤامرة التي دائماً ما تعمد الحكومات في المنطقة على تعليق الأخطاء عليها.. ومثلها ومثل الاتكال على نظرية محاربة الإرهاب والقاعدة التي بدأ يتشبس بها القذافي وعلي عبد الله صالح عند بدء الثورة عليهما فأراحتهم أمريكا من هذه الشماعة جملة وتفصيلاً حتى إشعار آخر... ولا تنتهي نظريات السياسة والحكم إلا على بعض المفاجأة مثل «الفطور معاي والعشاء معاهم». الإسكاي باي والفيسبوك! لا تستطيع أن تستجلي حقيقة أن الشاب الذي أمامك شحماً ولحماً أم أنه اليكتروني مصمم وفقاً لبرمجيات خارجية.. تراه يتكلم بلا رفيق واضح ولكنك تبحث عن السماعة فتجدها مربوطة على الأذن.. أو تعمد إلى معرفة إلى أين تتجه أنظار ذلك المتمجلس في الركن القصي وهو مشدود إلى «اللاب توب» فتدرك أنه إما تحت طائلة الفيسبوك أو الإسكاي باي.. فتدرك أن هناك من اقتحم خصوصيات المجالات حولك فربما التقطتك زاوية عدسة وجعلتك مباحاً للكل لذا وجب أن تكون في كامل الهندام وآخر شياكة.. لعلك تتفاجأ بالمشهد في إحدى القنوات من باب المشاركة التفاعلية.. «أها قلت شنو يا زول». آخر الكلام قابلون نحن لكل النظريات ما دامت فئران التجارب لا تبعد عن المجال الذي نعيش فيه.. فربما كان مجالاً واحداً وما أكثر النظريات وكس وبخس.. شبيحة ومؤامرة.. إسكاي باي وفيسبوك «بس خليك مستعد». مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]