صفتن البقت للاكرمين صفاية ما كفاها أحمد كوكب الحلفاية للكباشي جات بعمرتها الكفاية كايسة الجيلي عرقانة ورجولة حفاية *لا أعرف أبلغ مما قاله شاعرنا الراحل عكير الدامر عند رحيل صديقه الجيلي الكباشي، تعبيراً وسلوى لرحيل شيخ علي عن الوظيفة العامة وترجله عن القصر الجمهوري، والرحيل بالرحيل يذكر. *ولما ننفق المقالات الحسان ونريق قوارير الشعر والنثر بين يدي هذا الرحيل الاختياري ذك لأن الفقد جلل، وخير من يعالج هذه الحالة هو شاعرنا الضخم العبادي وعلى لسان طه البطحاني لحظة قتل شيخ العرب حمد ود دكين، سألته ابنة عمه ريا، ليه بتتأسف له كان دار يعمل العملة، قال طه: لرحيل المتلو نقصان للعرب في الجملة هو الكان بقود الجراري ويعبئ الحملة *وتكمن خطورة هذه النقلة في أن الأستاذ علي عثمان محمد طه لم يكن مجرد أفندي رحل عن وظيفة، بل هو (الرجل الفكرة) بمعنى أننا يمكن أن نؤرخ لمرحلة فاصلة بين فلسفتين، على الأقل سترتبك قرارات الذين يبحثون في علاقة (الدولة بالفكرة) إن كانت الفكرة تحكم! فمهما قيل يبقى علي عثمان محمد طه كما لو أنه الحركة الإسلامية تتحرك في جلباب أبيض ناصع وعمامة وفكرة، علي عثمان هو (الإخوان المسلمون) لساناً وسمتاً ورسماً، الفكرة الأم هكذا ربما ينظر الآخرون من خلف شرفات الوطن، أما عن نظرة الداخل فحدث ولا حرج. *فرحيل علي عثمان عن منظومة الإنقاذ وكابينة قيادتها تنظيماً ودولة وحزباً، ثم الاستعاضة عن هذه الوظائف مجتمعة برجال من (المؤسسة العسكرية)، مهما قيل عن انتمائهم للفكرة، يبدو أننا بحاجة في هذه الحالة عن تسميات اخرى تليق بهؤلاء الإخوان العكسريين، حتى ينصف التاريخ كل مرحلة ويفرزها والتاريخ لا يظلم ولا يرحم. *ويمكن أن يقرأ ذلك في سياق مفاصلة الدكتور حسن الترابي، الرجل المؤسس، ثم برحيل شيخ علي عثمان وقبله الدكتور غازي صلاح الدين وعدد من الآباء المؤسسين للحركة الإسلامية، إن جسماً وفكراً جديداً يتشكل فيه بقية مما ترك آل موسى وهرون وعلى من خطاب، وتيارات أخرى بعيدة المشارب والمضارب. *اعتلى الطالب علي عثمان منصة الاتحادات الطالبية منذ وقت مبكر، والتمع نجمه هناك، ثم واصل في الاجتماع في منابر وفترات مختلفة، غير أن الالتماع الفاصل كان يوم أن احتاج حزب الجبهة الإسلامية إلى نائب إلى الشيخ المؤسس حسن الترابي، يوم أن قُدِّمت لستة فيها عشرين اسماً إسلامياً، قال يومها الشيخ الترابي وهو يحدق في تلك اللستة، قال من غيره! قيل من قال، قال علي عثمان وهو منذ دخوله التنظيم ظل يصعد بقوة، وصدقت نبوءة الشيخ وعلي عثمان يخلعه على الدولة والتنظيم. *وشيخ علي في الإنقاذ قصة أخرى، ظل هو فيلسوفها الأول، سيما فيما يتعلق بالسلام والحرب، فكلما حمي الوطيس كنا ننتظر شيخ علي ليخرج للإعلام والناس وكانت في إطلالته راحة وطمأنينة. *مهما يكن من أمر، يفترض أن شيخاً لم يخرج إلى التقاعد، بل قد خرج لتأسيس منبر أهلي فكري يعرض فيه وهو حر طليق كل أفكاره التي كانت مقيدة بأواصر السلطة، فكل الشعوب الحية تستفيد من مفكريها وقادتها التاريخيين، بعد تفرغهم من أعباء السلطة، فعلى الأقل إن مرحلة أخرى أفيد للوطن يفترض أن نبشر بها.. مخرج ما دايرالك الميتة أم بناياً قش دايراك يوم لقى بدميك تتوشح الميت مسلوب والعجاج يكتح حيا على سيفو البسوي التح ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي