والقاموس السياسي للعالم اليوم يوجزه حوار صغير في مصر.. يسبق حظر تنظيم الإخوان هناك.. والدولة حين تتخوف من ردة الفعل الداخلية والعالمية تقول لها جهة ما.. استالين حين يحذرونه من غضب البابا يقول لهم.. كم دبابة عند البابا؟ قالوا في حوار مصر.. الخوف من ردة فعل شعبية ضد قرار حظر الإخوان وضد اتهامهم ظلماً بتفجير مخفر الشرطة هو.. كم جهاز تحقيق وجهاز معلومات يملكها الجمهور؟ الجمهور يصدق ما يقال له.. والحكاية نموذج للعالم السياسي وقاموسه اليوم.. «2» وامرأة في دولة عربية حين تبيع طفلها تقول للمحكمة: بعته حتى يجد هو من يطعمه.. وأجد أنا ثمن طعام آكله.. هل لديك أنت/ القارئ الكريم/ رداً على المرأة.. «3» وقيادة الجماهير اليوم توجزها طرفة ممتعة يبعث بها صديق عزيز.. الحوار يصب لشيخه «الأنشا» من إبريق حبشي.. و«الأنشا خمر صاعقة».. والشيخ «يكرع».. وحين ينكر عليه من حوله شرب الأنشا.. كان رد الشيخ عليهم هو أنه يشرب ماء.. وإثباتاً لهذا يجعل كل من الجالسين «يكرع» كأساً روية.. بعد دقيقة كانوا كلهم يشهدون أنه.. ماء قراح.. الشيخ لم يبدل الأنشا.. الشيخ بدل العقول.. قيادة الجمهور في القاموس الجديد هي هذا. «4» وعقول القاعدة الإسلامية التي تكرع من إعلام الدعوة «أو الدعوى» تصدق ما يقال بالأسلوب ذاته.. لكن عقولاً يجعلها إدمان الخداع تعجز أو ترفض أن تسكر.. وتظل تنظر بريبة إلى ما يجري.. والعقول هذه تسأل القاعدة الإسلامية. إسلامي أنت: إذن تكرم بذكر أسماء اثنين أو ثلاثة من مكتب قيادة الحركة الإسلامية الآن. وقبل أن يكمل الإخوان تلفتهم في الأفق محتارين يأتي السؤال عن: على عثمان، والجاز، وأسامة، وكمال... و... و... وعتاة قادة الحركة الإسلامية كيف يستقيم أن يتسللوا بهدوء من قيادة الدولة والتنظيم.. ويلزموا بيوتهم صامتين.. ينظرون من فوق السور إلى العالم وهو يلتهم الإسلاميين.. ويدمر السودان. «5» شيء ما إذن يجعل قادة الحركة الإسلامية يسبحون إلى جبل يعصمهم من الماء. ولا الجبن.. ولا الجهل.. ولا التحرف لقتال هو ما يجعلهم يفعلون هذا. شيء آخر إذن هو جزيرة السندباد.. «جزيرة السندباد.. حكاية تقول إن السندباد يوقف سفينته ويهبط إلى جزيرة وسط المحيط عليها الأشجار والثمار.. والبحارة يوقدون النار لطهي الطعام.. ويفاجأون بالجزيرة تغوص بهم.. ويجدون أن الجزيرة لم تكن إلا حوتاً نائماً أيقظته النار. والحوت الذي يغوص من تحت الإسلاميين الآن شيء نجهله.. «6» وفي القاموس الذي يدير العالم اليوم يطل القانون القديم.. لكل فعل رد فعل مضاد.. وما يدير الإسلاميين اليوم مخيف.. وما «نشعر» به هو أن رد فعل مخيفًا يدبَّر.. ولا شيء مما يجري اليوم.. داخل وخارج السودان إلا وله صلة بكل شيء.. والأسد «الأصم» لا يسمع مزمار الساحر.. والساحر الذي اعتاد أن يسحر الأسود بمزماره ويجعلها تنام ثم يقتلها لا يعلم أن الأسد الذي يقترب منه أسد أصم. ٭٭٭ بريد استاذ عبد الجليل سليمان «اليوم التالي» الشهيد الزبير حين يسمع كلمة «التوالي» الكلمة التي يطلقها الترابي ويعلم أن معناها هو إشراك الأحزاب يقول رداً عليها: الله لا حضرنا تواليكم ده.. لكن التوالي يمضي ويجعل الخدمة المدنية والمال.. و كل شيء يجعله في أيدي جهات هي عدو مباشر للإنقاذ جاء بها التوالي. والجهات هذه هي من يفعل بالدولة وبالخدمة وغيرها ما يفعل. ليس الإسلاميون إذن هم الذين حطموا عظام الخدمة المدنية. ولا هم الذين جعلوها «سواماً». وإعادة الخدمة المدنية سيرتها الأولى.. وإبعادها عن «أهل التمكين» هي دعوة نقتسمها معكم أمام الله.. فالله يعلم من أرادوا التمكين لله ومن أرادوا التمكين للشيطان. وتعالوا ندعو.. ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على من أفسد البلاد. آخر الليل: صحيفة الانتباهة