ماذا لو كنت لا أعشق صابون الغسيل .. و لم أعش تجربة غسل بنطال جينز في حياتي كلها , ماذا لو كانت ليفة غسل الأواني ليست مفضلة عندي أو كانت مكنسة القش عدوتي اللدودة التي يحلو لها ان تترك جروحاً صغيرة في يديّ .. هل هذا يجعلني أنثى أقل ؟؟ أنا اتستفتيكم مثل بلقيس في امرنا هذا . أأعرافكم هي في قداسة نسك ؟ .. و هل تحكمون على امرأة بأنها أحسن تبعلاً لزوجها فقط لو أنها عاشقة أصيلة للتلميع و المسح و الفرك بالصابون ؟ , هل كل أمراة ضليعة في التدبير المنزلي هي بالضرورة مشروع زوجة ممتازة , و هل ما يهم فعلاً بالنسبة لكل رجل هو الزواج أم منافعه , و ما بين أمراة تجيد فن الحوار .. فن الحب و التعاطف و الاحتواء .. تفهمك جيداً وتعرف كيف تكون حبيبة ممتازة و صديقة جيدة .. صاحبة حياة مهنية ناجحة و لكنها مدبرة اقل من جيدة أو طباخة رديئة , و امرأة أخرى لا بأس بها لكنها تجيد التودد اليك عبر معدتك , ايهما سوف تختار ؟ و ايهما تظن انها سوف تسعدك أكثر . برأيي الفرضيات في حياتنا ليست سوى سخافة فالبشر مختلفون الى درجة الاعجاز فلماذا علينا الخضوع لقوانين موضوعة بحكم تقليد الغير و العادة , ماذا لو كنت أحب أن أكون زوجة مختلفة .. منذ عصور حصلت النساء على الدعم في أداء المهام المنزلية سواء باستئجار الخدم او المربيات و المرضعات .. و مع هذا لكل زمن قوانينه فهل على كل أمرأة هذا الزمن تسديد ضريبة تمدنها غالياً من يوم عمل طويل لا ينتهي ! ماذا لو كنت أطمح إلى شيء أفضل .. أهداف أسمى و أكثر تأثيراً في عالمي أنفق وقتي و طاقاتي عليها عوضاً عن نفض الغبار من فوق و تحت الطاولة , هل هذا سيجعلني زوجة سيئة ؟ ماذا لو طالبت بحقوقي الاصيلة كامرأة مالذي يعنيه هذا عندكم ؟ أنانية !.. متكبرة .. أو حتى مسترجلة ؟ لماذا يخشى الرجل الشرقي من انثى متمردة .. تريد أن تكون سيدة البيت لا مكوكه الذي لا يستريح . يمكنكم ان تسموا بيتي جنتي و لكن هذا لايعني ان طموحي لن يكون مختلف .. لا أريد التنصل من أدواري .. أدرك تماماً أن الحياة عمل ... و الحب عطاء و لكني كم أود أن يتم إعفائي كامرأة رسمياً من بعضها لأقوم ببقية أدواري بشكل أفضل .. و في الوقت ذاته كي لا افقد ذاتي بالكامل .. لأجد شوطاً كاملاً لي وحدي بدلاً عن وقت مستقطع بدل الضائع .. وقتاً يخصني .. لهواياتي .. لمهنتي .. لثقافتي .. لصداقاتي .. من أجل أن امتد بعطائي لحدود لا حدود لها .. للعالم بأسره عوضاً عن أن أكون أمرأة مستنزفة عاطفياً و منهكة .. حكراً على غرور رجل واحد يحب أن يجد رائحة يدي على قميصه المغسول . (أرشيف الكاتبة) ساندرا طه - صحيفة حكايات