استمعت لحلقة برنامج المحطة الوسطى في قناة الشروق أمسية الأربعاء الماضي والتي استضاف فيها الاستاذ طلال مدثر كلاً من البروفسير كرار عبادي رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة والبروفسير مأمون ضو البيت عضو مجلس الإدارة وكان محور الجلسة تقرير لجنة الدكتور تاج السر مصطفى تلك اللجنة التي شكلها السيد علي عثمان محمد طه نائب أول رئيس الجمهورية السابق لدراسة وتقييم الأداء في مشروع الجزيرة وقدمت اللجنة تقريرها منذ مايو الماضي فتكتمت الحكومة عليه ولكن تم تسريبه وقد عرضه طلال ولم ينكر تاج السر الذي تداخل هاتفيا أنه هو ذات تقريره كما أن وجود بروف عبادي وهو نائب رئيس لجنة تاج السر وعدم اعتراضه على شيء ذكر في الحلقة يؤكد أنه لم يكن هناك أي تزوير فالتقرير المسرب هو ذات التقرير الذي وضعته اللجنة (تاني دسدسوا كويس), عليكم الله البلد فضل فيها أسرار. أقسم بالله أنني قد اطلعت على التقرير في نفس الشهر الذي رفع فيه وكان حائما مثل كبابي الشربوت في عيد الضحية . حاول طلال أن يسجن ضيفيه في التقرير ويستخلص منهما ما يودان عمله بشأن التقرير الذي نسف قانون 2005 لا بل طالب بتدخل العدالة لمحاسبة الذين تلاعبوا في أصول مشروع الجزيرة وعندما تم الاتصال بالسيد عباس الترابي رئيس اتحاد مزارعي الجزيرة هذا الاتحاد الذي من المرجح أن يستمر الى يوم الدين وهذه قصة أخرى، السيد عباس يريد من مجلس الإدارة أن ينسى حكاية التقرير ويستمر في الموال القديم العروة الصيفية والخطة التأشيرية وزراعة القطن والقمح والسعر التركيزي لكن البروفين عبادي وضو البيت استطاعا بعلمية الطرح وسلامة الطوية أن يخرجا بنجاح من كماشة طلال والترابي فقدما برنامجا مقبولا لعمل المجلس. الحكومة لم تقبل تقرير لجنة تاج السر جملة ولم ترفضه جملة بدليل أنها لم تمس قانون 2005 ولو بتغيير شولة فهو القانون الساري الآن ولكن في نفس الوقت تعيين بروف عبادي كرئيس لمجلس الإدارة وهو نائب رئيس اللجنة التي وضعت التقرير يدل على تقدير وعدم رفض للتقرير فمجلس الإدارة الجديد يمكن أن يستغل حالة السيولة القانونية هذه ويحقن قانون 2005 بكثير من الملاحظات التي وردت في تقرير لجنة تاج السر وفي تقديري أن هذه فرصة ذهبية لمجلس الإدارة أن يخط طريقا ثالثا يضع كل تجارب الماضي وتشريعاته بما فيها قانون 2005 وتقرير لجنة تاج السر أمام ناظريه ويرسي سوابق تصلح أن تقنن ليصاغ منها قانون جديد يحكم المشروع للمرحلة القادمة. الواضح من خلال الحلقة أن مجلس الإدارة سوف يعمل وفق أجندة إيجابية ما أمكنه ذلك وتتمثل هذه في إدخال تقنيات جديدة لزيادة الإنتاجية وهذا ما ركز عليه بروف مأمون ثم تطوير شبكة الري وتحسين إدارتها وعدم الدخول المباشر في القضايا الخلافية التي لا تؤثر مباشرة على وضع المزارع الحالي وفي تقديري أن العمل فيما هو متفق عليه سيكون أنفع وأجدى ومن خلال سياسة تطوير الإيجابيات يمكن التقليل من السلبيات تلقائيا. مثلا لو رفع المجلس شعار زيادة الإنتاجية فقط وقال إن هذا همه الوحيد سوف يجد نفسه قد عالج الكثير من المشاكل كالري والإدارة والاستثمار والتمويل وعودة المزارع للحواشة لا بل وشراب الشاي على ضفة أب عشرين فيا مجلس الإدارة الجديد احذر أصحاب الأجندات الخاصة, المنتفعين, المكنكشين, البعاعيت. حاطب ليل- السوداني [email protected]