"وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا" الآيات 90-93م سورة الأسراء. *كثيراً ما حدثنا من فوق منبر الجمعة الداعية التشكيلي الأستاذ عبد المنعم الزين، الذي انتهت به (الفنون الجميلة) إلى منابر الدعوة، كثيراً ما حدثناعن مقاربة (دولة خير الخطائين)، على أن الأزمة الكبيرة ليست في الخطأ نفسه، وإنما الأزمة كل الأزمة في التمادي والتماهي والإصرار. *الأستاذ الزين كان يتمنى على (أطروحة الإسلاميين)، ومنذ وقت مبكر أن تشهر مبدأ (الطهارة)، أن تتطهر الإنقاذ أمام الأشهاد، أن تخرج مجرميها إلى ساحة العدالة. *فكان شيخ عبد المنعم، والحال هذه، أسعد الناس (بموجة الفساد) التي تتفجر الآن في أكثر من مكان، أعني أنه فرح بتقديم كل متهم إلى جهارة العدالة، وذلك حتى تعلم الدنيا أن القوم هم القوم كأنهم قريش، ومن ثم لنصعد على قمة (والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها).. *وكان تصور الداعية عبد المنعم الزين بأن الآخرين سيأتون داخرين مهللين ومكبرين (لطهارة الإسلاميين) وشفافيتهم، ومن ثم ستخرج الأرض أثقالها من نفط وذهب، وتتدفق السماء أملاً ورحمة، على أن إنفاذ حد من حدود الله خير من أربعين خريفاً. *ثم فتحت ملفات الفساد على مصراعيها ورفعت الحكومة يدها، ليس على مكاتب ولاتها، بل لقد رأينا أن وزير الإرشاد يذهب إلى عدالة المحاكم لا يملك إلا حجته ومستنداته. *غير أن شيئاً من أمنيات شيخ عبد المنعم لم يحدث، على أن (مشركي أطروحة الإسلاميين، لم يتخذوها فقط حجج لفساد الإسلاميين فحسب بل اتخذوها حجة شاهقة على خطل نظرية (الإسلام هو الحل) برمتها.. *وعلى أن الذين ينادونكم من وراء حجرات الفساد أكثرهم لا يقدمون بديلاً قيمياً، بقدرما يقدم الإسلاميون أنفسهم إلى محاكمة التاريخ، على أن الحل يكمن في الماركسية تارة والليبرالية تارة أخرى. *وهذا يجعل بعض المتزمتين يتمسكون بالمفسدين التأبين في مواجهة المرتدين، فعلى الأقل إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. *ويعيد التاريخ نفسه، أعيدكم إلى صدر المقال لو تفجرت الأرض ينابيع تحت حكم الإسلاميين، وكانت لهم جنات عنب ونخل، ولو ارتقوا في السماء.. لن يؤمنوا لرقيهم.. *القصة ليست في طهارة الإسلاميين، ولكن القصة في الإسلاميين أنفسهم! ملاذات آمنه - صحيفة اليوم التالي [email protected]