يحكى أن قبضة الثالوث المرعب (الفقر، المرض والجهل) تزداد في كل يوم إحكاما حول عنق المواطن السوداني (المسكين)، وتمظهرات هذه القبضة العنيفة تتبدى بشكل واضح في التراجع المريع للخدمات التي تقدم له؛ سواء في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وغيرها، كما تبدو بينة في أشكال التدهور المعيشي والفقر المدقع الذي بات يحيط بالجميع ويجعلهم عاجزين عن توفير وجبة طعام لأطفالهم أو حبة أسبرين لمرضاهم، وفوق هذا يأتي مثل هذا التصريح لأحد مختصي الزراعة ليؤكد حالة (الضياع) التي يعيشها هذا المواطن؛ تصريح الخبير الزراعي البروفسير أزهري عبد العظيم حمادة – مدير هيئة البحوث الزراعية سابقاً – والمنشور بموقع مجلة سودانايل الإلكترونية يقول ببساطة إن (الطماطم) الموجودة في السوق الآن ممرضة ومميتة ويجب تجنبها! قال الراوي: وللتفصيل أكثر ننقل هذا التصريح والتحذير الخطير كما هو: "أي زول بياكل طماطم الأيام دي لازم يعرف إنو بياكل في سم وحيمرض بسرطان أو فشل كلوي". وأضاف في المنتدى الذي خصص لمناقشة (منتجات البيوت المحمية)، أن منتجات البيوت المحمية الموجودة بالبلاد تستخدم فيها مبيدات تحتوي على سميات عالية، وأنها لا تخضع لأي رقابة حكومية كما لا تحصل على أي نوع من أنواع الإرشاد زراعي. كل شيء في السطور السابقة خطير ومحزن ومأساوي؛ بداية من الأمراض التي ستنتج عن (طماطم) هذه الأيام وانتهاء بانعدام الإرشاد الزراعي وغياب الرعاية الصحية. قال الراوي: هل ما زالت (الطماطم) هي الوجبة الأولى والأرخص (في موسمها) التي يعتمد عليها أغلب السودانيين في طعامهم، سواء ب (زيت السمسم) أو (الدكوة)، أو وهي سلطة تزين بقية أنواع الخضار (العزيزة)؟ هل يفسر التصريح السابق لخبير الزراعة هذا التفشي والانتشار المتنامي لأمراض الكُلى والسرطان بأنواعه كافة؟ هل يصلح مثل هذا التحذير المصرح به (بعيدا) عن المواطن العادي في إيجاد حلول (عاجلة) لهذه الكارثة؟ أن تباد الكميات المتوافرة من الطماطم بالأسواق؟ أن تدشن حملة توعوية كبرى تحذر من شراء طماطم الأسواق؟ أن يتم إيقاف هذه الطريقة من الزراعة (منتجات البيوت المحمية)؟ ومصادرة أنواع السماد المشكوك في سلامتها كافة ومدى مطابقتها للمعاير الصحية؟ ختم الراوي؛ قال: بالتأكيد الأمر لا يتوقف عند (الطماطم) فقط بما أنه متعلق بالزراعة؛ سواء أكانت (بيوت محمية) أو غيرها، فكل منتج زراعي (استنتاجا) خطر، ما دامت الرقابة غائبة والفوضى هي التي تسود. استدرك الراوي؛ قال: لا تأكلوا الطماطم.. لا تأكلوا أي شيء! أساطير صغيرة - صحيفة اليوم التالي