ليكونوا أهلًا لتسميتهم «حراقّة » ألغوا أيّ احتمال للرجوع ، بإحراقهم جوازات سفرهم وأوراقهم الثبوتيّة . حتّى لا يتركوا لحرّاس الشواطئ على الضفّة الأخرى إمكانيّة طردهم من « الجنّة » ، إن هم وصلوها أحياء . فسيكون صعبًا على بوليس الهجرة فكّ فوازير أصولهم ، ومعرفة من أين جاؤوا ، وإلى أين يجب ترحيل هؤلاء القادمين من بوّابة البحر الواسعة . أمّا إذا غرقوا فلن يدقّق البحر في هويّتهم ، ستختار الأمواج عنوانًا لقبورهم . أولئك الذين ما كانوا يملكون شيئًا يعزّ عليهم فراقه ، عدا أهلهم ، كيف لا تحمل الأمواج آخر رسائلهم ، وهم يصارعون عزّلّا آخر موجة ستسحبهم حيث لا عودة . الرسائل غدت أغاني « راني في الموج نتقلّب يا امّا الحنينة..ما بقَى لي رجوعْ.. إداني البحر..مُحال اِنوَلّيِ » . " الأسود يليق بكِ " الكاتبة : أحلام مستغانمي