* سؤال ( أخلاقي) يحجم الكثيرون عن توجيهه للمعنيين به تأدباً ربما: * هل يحق لمن كان جزءاً من نظام شمولي سابق أن يعيب على آخر لاحق (شموليته)؟!.. * (يعني) نفترض مثلاً- عندنا هنا في السودان- أن شخصاً ما كان مشاركاً أصيلاً في نظام مايو، هل من حقه أن يعارض نظام الإنقاذ بحجة افتقاره إلى (الديمقراطية) ؟!.. *أم أن مما يتسق مع طبيعته الشمولية- الشخص هذا- أن (يندغم!!) في أي نظام مماثل ببلده على نحو ما يفعل فلان وعلان وفلتكان الآن؟!.. * ثم تتفرع عن السؤال هذا أخرى جانبية على نحو تلقائي: * إن افترضناأن شمولياً سابقاً تحجج بأنه قد أضحى ديمقراطياً فجأةً بعد زوال نظامه الذي كان ينتسب إليه، فهل تُقبل منه حجته هذه أم يُقال له: لماذا لم تفعلها في (عزِّ) تمتعك بنعيم نظامك الذي ظننت أنه لن يزول؟!.. * وهل يحق لمن كان يدين بالولاء لنظام البعث الصدامي أن يعيب على نظام في بلده كل الذي غض الطرف عنه هناك أم أن التبريرات ذاتها تصلح هنا ؟!.. * وهل يحق لمن هو كارهٌ للديمقراطية مثل زميلنا إسحاق فضل الله- إلى حد القول (ديمقراطية؟ اللهم لا)- أن يبكي على الديمقراطية المُنقلب عليها في مصر أم أن يكون متسقاً مع نفسه ؟!.. * وهل يحق لمن يغض الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في بلد ما أن (يصرخ) في وطنه مطالباً بمراعاتها أم أن يواصل غض طرفه هذا.. * وهل يحق لمن كان مشاركاً في خنق الحريات إبان عهد دكتاتوري سابق أن يجأر بالشكوى من عدم اندياح الحريات في عهد لاحق أم أن يخنق إن وجد فرصة؟!.. *وهل يُفاخر بنضالات سابقة- في بدايات الإنقاذ - بين يدي (وثبات!!) لاحقة تجاه كل ما يعين على (التمكين)، أم أن العبرة بالخواتيم استلهاماً من الحديث النبوي : (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع..)؟!.. * وهل يحق لمن كان في (سيرورة!!) مع النظام الحالي أن ينقلب عليه ويصير معارضاً بين عشية وضحاها - فور أن تُنزع عن فمه (البزَّازة)- أم أن يستمر موالياً (من منازله) ؟!.. * وهل يحق لمن كان يصرخ منادياً بالحرية والديمقراطية والشفافية أن يسكت ما أن يناديه ( منادي) التمكين - كحال البعض الآن- أم أن يظل متمسكاً بمبادئه؟!.. * وهل يحق لنا- نحن أنفسنا- أن نجهر بتساؤلاتنا هذه أم أن (نُقطِّعها في مصاريننا) مراعاة لأعرافنا السياسة ؟!.. * الأعراف هذه التي تستند على حقيقة (الضعف الجمعي!!) للذاكرة السودانية؟!.. * أو إن شئت قل : حقيقة أننا شعب (طيب أكثر من اللازم)؟!.. * والمسكوت عنه بيننا- تأدباً- (على قفا من يشيل).. * إلا (أقفية) الذين (لا يستحون !!!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة المستقلة