* وإسحاق يكتشف بين (آخر ليله) وضحاه أن الديمقراطية التي كان يقول فيها (ديمقراطية؟ اللهم لا) قد أضحت- فجأةً- شيئاً يجمع بين الجمال والمشروعية الدينية.. * ثم يكتشف- كذلك- أن مخابرات أمريكا هي التي تقود الجماهير كما (الأغنام!) في العالمين العربي والإسلامي.. * ثم يكتشف- أيضاً- أن جرجرة الناس من (أقفيتهم) ليُساقوا إلى حيث أمكنة (الإحتشاد) سببها كراهية أمريكا الشديدة للإسلام.. * وإن كنا نحمد لصاحب (آخر الليل) اكتشافه جمال الديمقراطية هذا إلا أن الاكتشافين الآخرين من تلقائه لم يكونا يستحقان (سهراً!).. * ونُبسِّط لإسحاق دونما (لولوة)- وقد وصفنا مرةً بأننا (نلوْلو)- ونقول إنَّ أمريكا إذا كانت تكرهُ الإسلام بالقدر هذا كلّه... * وإن كانت تُحِّرك الجماهير ب(الريموت كونترول) ذي القوة الجبارة هذه كلّها..... * وإذا كانت تستهدف أيما حاكم (إسلامي!) عبر مخابراتها ذات (الإبداع المدهش) هذا كلّه..... * إن كانت أمريكا قادرةً على فعل كلّ ذلكم الذي ذكرناه، فلماذا- يا فالح- أعجزها تأليب السودانيين ضد نظامٍ يقول إنها ظلت تعاديه لأكثر من عشرين عاماً؟!.. * ولا تقل لي يا إسحاق- الله يرحم والديك- إنها حاولت وفشلت لأنّك أحد الذين يعزون زوال نظام مايو إلى مباركة أمريكا (حركة) الجماهير.. * فما الذي يجعل السودانيين قابلين ل(الحراك!) أمس ومستعصين عليه اليوم؟!.. * إذن؛ فإما أن نخلص إلى أن أمريكا لا تستهدف الإنقاذ لعدم اقتناعها ب(توجّهها الإسلامي!) يا إسحاق.. * وإما أن نخلص إلى حقيقة أن أمريكا لا تستهدف الإسلام (من أصلو).. * وما يرجّح الفرضية الثانية هذه أنَّ أمريكا- وليست أية دولة إسلامية - هي من أنقذت (مسلمي!) البوسنة من الإبادة أيام كانت الإنقاذ تنشد (أمريكا قد دنا عذابها).. * وبعد أن (خلصنا) من حكاية نظرية المؤامرة الأمريكية هذه- عبر ما ذكرنا من خلاصات منطقيّة- نرجع إلى قصة الديمقراطية يا إسحاق.. * ودونما أية (لولوة) نقول لك (مبروك عليك) إدراك (أنصاص الليالي!) المتأخر هذا لمشروعية صناديق الانتخابات حتى وإن كان الفضل في ذلك يعود إلى (أخ في الله) شمالاً.. * ومن منطلق (حب الكبر!) هذا للديمقراطية نرجو من إسحاق أن يعتذر عن مقولة (ديمقراطية؟ اللهم لا).. * ثم يعتذر لأصحاب (المشروعية الديمقراطية!) السابقة لما أصابهم على أيدي الحاكمين الآن.. * ثم يعتذر- أخيراً- لكاتب هذه السطور شخصياً لنعته له بما يشابه (الكُفْر) بسبب عشقه (المستدام) للديمقراطية.. *وبُورك في (آخر ليل) يُنتج (فهماً!).... *لا....... (لذة دمامل!!!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الأهرام اليوم