نظرة عابرة وحيدة ل(حالات) الاصدقاء والمعارف بموقع التواصل الاجتماعي الاشهر (واتساب)، كافية تماماً لمعرفة كل المعلومات عن تلك الشخصية، ليس لأن الموضوع (فهلوة)، ولكن لأننا وكسودانيين نمتلك (شفافية) عالية جداً في تعريف الآخرين بمشاكلنا الخاصة وذلك عبر العديد من الوسائل ومن ضمنها (حالة) الواتساب، و...(دي الشفافية يابلاش). كثيرون منا يلجأون فوراً لتغيير (حالة الواتساب) فور تعرضهم لأي حدث سواء اكان حزيناً او سعيداً، اما البعض فيفضل ان تكون حالته دوماً رهناً لمتغيرات (علاقته العاطفية)، تماماً مثل صديقي الذى كانت (حالته) ذات صباح: (بأسم الحب اقدم ليك حياتي)، اما في المساء فقد قام بتغييرها الى: (تروح انشاء الله في ستين)، وطبعاً انتم لستم بحاجة لأي شرح لمتلازمات تلك الحالتين. امس الاول ظللت اقلب جميع الاسماء التى لدي بموقع الواتساب واتأمل في (حالاتها)، بعضها حالات جميلة تفوح منها رائحة القرنفل والياسمين، وبعضها مقيت تطل من نوافذها كل شياطين جحيم الحب، وجزء منها (محايد)، فلا هو قادر على الانضمام لركب الفرح، ولا هو معترف بالهزيمة، وتلك الحالات اسميها انا ب(الحالات المستعصية)، اما (الحالات العاقلة)-والتسمية من عندي كذلك- فهي تلك الحالات التى لم تخرج عن (طوع) الحالات الاساسية للواتساب، تماماً مثل: (مشغول)، (في السينما)، وغيرها. البعض منا ايضاً يتعامل مع (حالة) الواتساب وكأنها (اداة للردع)- حلوة الردع دي - فتجده يختط اقسى العبارات والتى يهدف من خلالها لرسم صورة له وسط اصدقائه بأنه صعب المراس و(داهن الهواء دوكو)- كما يقول اخوتنا في شمال الوادي- اما البعض فيختطون في حالاتهم عبارات (خبيثة) للغاية تهدف الى جذب الجنس الناعم بطريقة ذكية، تماماً كتلك الحالة التى قراءتها ذات يوم والتى كانت تقول: (مافي بت بتملأ عيني).!..وطبعاً اي فتاة ستقراء تلك الحالة ستكون مجبرة على ان تفند ذلك الإتهام لذلك الشاب وبالتالي لابد من توفر نقاش، وهو كل مايبتغيه صاحب تلك (الحالة).! جدعة: صديق لي، اقام علاقة عاطفية مع فتاة، لكن شاءت الاقدار الا تكتمل فصول تلك العلاقة، فظلت الفتاة في كل دقيقة تقوم بتغيير حالتها في الواتساب بعبارات في غاية القسوة، وذلك من اجل ان يقراء صديقي عباراتها فيعيد التفكير في الموضوع مرة اخرى، ولكن لدهشتها وجدت صديقي يختط لنفسه حالة فريدة من نوعها وهو يكتب: (يابت...حصل شفت ليك حالة كتلت ليها زول).؟ شربكة أخيرة: نسيت ان اخبركم انني واثناء قرأتي لحالات الاصدقاء في الواتساب، صادفت حالة لطفل- هو أبن قريب لنا - لم يتجاوز (الثانية عشر من العمر) وهو يكتب: (سنيني كملت بي وراك)، فضحكت بشدة قبل ان اهاتف والده واخبره بأن ابنه (حالتو صعبة).! الشربكا يحلها - احمد دندش صحيفة السوداني