الأستاذ: هيثم كابو تحية طيبة * وصلتني دعوة كريمة من الأستاذ عادل سيد أحمد خليفة للمشاركة في برنامجه (نادي الاعترافات) الذي يقدمه عبر شاشة قناة أم درمان الفضائية في حلقة استضاف فيها الأخ الأستاذ المطيع محمد أحمد مدير الإدارة العامة للحج والعمرة حول اخفاقات موسم حج 1435 هجرية وما لحق بالحجاج. * كانت الحلقة التي بثت مساء أمس بمشاركة كريمة منك أخي الأستاذ هيثم كابو وأنت الذي كنت حاجاً هذا العام وقدرك أنك تحملت نقل معاناة الحجاج الذين جأروا بالشكوى ضد بعثة الحج السودانية. وبالطبع مثل هذه البرامج لابد فيها من الصدق والشفافية والصراحة لتمليك الرأي العام الحقائق. * كانت مقدمة الأستاذ عادل عن تلكؤ الإدارة العامة للحج والعمرة في تنفيذ قرارت مجلس الوزراء والتحايل مرة أخرى لإعادة الهيئة العامة بمسمى آخر هو (المجلس الأعلى للحج والعمرة) بمثابة قفزة في الظلام، أضف إلى ذلك تقرير المراجع العام عن حسابات الحج والعمرة، والتقرير الذي كتبه شخصي بموجب تكليف من وزير الإرشاد والأوقاف. * تابع المشاهدون الكرام الحالة الهستيرية التي كان عليها مدير الحج والعمرة وهيجانه وفقدانه للمنطق، بالإرهاب الفكري تارة، وبالتهديد والوعيد بفتح بلاغات تارة أخرى، وكل تلك الجلبة الهدف منها تغطية القصور الواضح، وسعي مضحك لتخويف وإسكات الأقلام التي بدأت تهز عرش (مملكة وادي ضياع الحجاج). * أكرمني مدير الحج والعمرة بوضعي ضمن قائمة المهددين بعد كتابتي لتقرير كامل عن مشاكل الحج بتكليف من الوزير نقلت فيه الصورة الحقيقية، وبالنسبة لي هذه البلاغات جاءت متأخرة جداً، فالتقرير لم يأت الآن فجأة، إنما قدمته للوزير الفاتح تاج السر في موسم حج 1435 ه وأحاله لمدير إدارة الحج للرد عليه، وللأسف هذا التقرير إدارة الحج تتعامل معه بسياسة الإيمان ببعضه والكفر ببعضه الآخر. * أولاً: قدم التقرير المشكلات والحلول، ففي ما يلي المشكلات ذكرنا أن السلطات السعودية منحت ألف فرصة إكرامية للبعثة، وكانت هناك مشاكل كثيرة في توزيع هذه الفرص، والحل الذي قدمه التقرير هو أن توزع هذه الفرص بالتساوي للقطاعات للمساهمة في تكلفة أمراء الأفواج وقد تم العمل بهذه التوصية في هذا الموسم. * ثانياً: في الجزئية الخاصة بوظيفة المنسق المقيم قدم التقرير رؤية لذلك، وبالفعل عمل الوزير بهذه الرؤية وقام بتعيين منسق جديد مقيم بالمملكة العربية السعودية. * ثالثاً: في الجانب الخاص بتوزيع الحصص قدم التقرير مقترح القرعة وقد تم العمل به في هذا العام. * أما الجانب الذي تكفر به إدارة الحج والعمرة فهو تعاقدات (الإسكان والخدمات الإضافية) وتعتبرها اتهاما في الذمة و(تهددنا بالمحاكمة كمان)، وأنا أقول لمدير الحج والعمرة مرة ثانية بلاغاتك جاءت متأخرة نسبة لأن التقرير رفع إليك قبل سنة ونشرت جزءا منه في الصحف، بل وسألت عن هذه الدوافع في مؤتمر صحفي مشهود في مكةالمكرمة العام الماضي وحينها تم حذف هذا السؤال من وقائع المؤتمر الذي بث بتلفزيون السودان، وقد حضرت بث المؤتمر من أوله إلى آخره ولم أشاهد تساؤلاتي التي طرحتها وإنما شاهدت عملية (القطع واللصق والمنتجة) التي بدت واضحة وتنم عن فعل شيء ما وحينها عاتبت الإخوة في تلفزيون السودان عندما قابلت الأخ محمد الشنيدي، فهل المسألة مرعبة ومربكة لدرجة أنهم خافوا من وقوف المشاهد على مثل هذه الأسئلة الصادمة والمشروعة عن الإسكان وطبيعة التعاقدات ومن يقومون بها، أوَ لم يكن من باب أولى أن تفتح وقتها بلاغاتك هذه وتحرك محاميك بدلاً من الجلوس وراء المكاتب. * بالطبع تكرم الأخ الوزير وتقبل هذا التقرير الذي كلفني به مشكوراً ودفع لي استحقاقي المالي عن الجهد التحليلي والإحصائي والأكاديمي الذي قمت به في هذا التقرير، وبعد أشهر طلب مني الوزير أن أذهب في حج هذا العام كمستشار ولكني شكرته على ثقته واعتذرت له عن المشاركة في البعثة لأن التقرير لم ينفذ الكثير منه، وكنت بصراحة شديدة أتوقع هذه المشاكل التي حدثت لحجاج بيت الله الحرام هذا العام. وأستغفر الله لي ولكم. د. أحمد التجاني محمد * غداً بإذن الله تعالى نعقب على رسالة د. أحمد التيجاني، ونعود للرد على مغالطات مدير هيئة الحج والعمرة و(حقيقة الاختشوا ماتوا). نفس أخير * غياب المحاسبة الرسمية يصنع نموراً من ورق، ويغري أصحاب السقطات على التطاول الأخرق. ضد التيار - صحيفة اليوم التالي