بالتزامن مع منافسات خليجي 22 التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، وهي بطولة في كرة القدم شعارها المحبة والتضامن بين أبناء الخليج العربي، حملت الرياض الخبر السار بأن صفحة الخلافات الخليجية قد انطوت تماما بعد مرور أكثر من عام على جفاء الأخوة الدبلوماسية وتوتر الأشقاء الذي كان الجسد العربي عموما يتداعى له متوجسا من انتقال العدوى التي توترت في العلاقات الثنائية والجماعية ما يضعف العمل العربي المشترك. والجمهور الخليجي معلق قلبه بالرياض يتابع مجريات بطولة خليجي 22 التي جاءت غير هذه المرة، فمنتخب اليمن السعيد يواصل عناده بعدم قبول الخسارة والحفاظ على نظافة شباك في مباراتين متتاليتين في كأس الخليج، وهو إنجاز يجلس لأول مرة لمنتخب اليمن الذي لم يفز مطلقا ليس باللقب البطولة، ولكن في مباراة وحيدة بالبطولة في مفارقات مثيرة مع بطل مثل الكويت التي تفرد بالرقم القياسي في الحصول على بطولة خليجي بعشرة ألقاب. إذن الرياض هذه الأيام هي عاصمة كرة القدم الخليجية ولعبة السياسة والدبلوماسية، وفي الأخيرة نجحت الرياض في إحداث اختراق كبير في جهود عودة العلاقات الخليجية الخليجية إلى طبيعتها عندما قررت قمة مصغرة ضمت وفود 5 من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين، بينما تغيبت سلطنة عمان عن القمة قررت القمة عودة سفراء الرياض وأبوظبي والمنامة للعمل مجددا في العاصمة القطرية الدوحة، بعد أن غادروها في الخامس من مارس الماضي. ولكن هل تم طي الصفحة وحسب دون معالجة أسباب الخلاف الخليجي الخليجي البيان الصادر عن قمة الرياض التصالحية يشير إلى فتح صفحة جديدة ستكون مرتكزا قويا لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، خصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها. الاتفاق السياسي على تجاوز الخلافات داخل منظومة دول الخليج جاء في توقيت مناسب وحاسم لمستقبل هذا التكتل الإقليمي المهم، ففي ديسمبر المقبل يفترض أن تستضيف الدوحة قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فكيف كانت ستكون هذه القمة والبلد المضيف يواجه مقاطعة دبلوماسية على الأقل من ثلاث من أهم دول المجلس، وكانت المخاوف من تحويل أوتأجيل قمة الدوحة يعني انتكاسة كبرى للمجلس، ولكن الخليجيين تنفسوا الصعداء في ليلة انتصار المنتخب السعودي بثلاثة أهداف على نظيره البحريني بعد سلسلة تعادلات رتيبة في البطولة الخليجية في ذات تنفس عموم الخليجيين الصعداء بأن صفحة الخلافات الدبلوماسية الخليجية قد انطوت إلى الأبد.. إذن خليجي 22 سيكون غير في أجواء سياسية ورياضية جيدة. محمود الدنعو - العالم الآن صحيفة اليوم التالي