*وأنا صغير - بكريمة - حاول ابن أحد الجيران تجنيدي للحركة الاسلامية.. *كنا بحي موظفي مصنع التعليب وهو يكبرنا بأعوام عدة .. *كان يأخذنا إلى حلقات التلاوة بمسجد (العُقدة) - عصراً - ولا نعود إلا عقب صلاة العشاء.. *تذمرت - بعد حين - من التقييد هذا الذي يحرمني من لعب الكرة، وسينما (الروس) ،وجلسات شاي المغربية.. *وفشلت أولى محاولات جعلي (إسلاموياً !).. *ثم كانت المحاولة الثانية وأنا طالب بثانوية حلفا الأكاديمية العليا .. *وبعد أول جلسة - بإحدى الداخليات - نفرت من (التصنع) البادي في عبارة (أخوكم في الله فلان الفلاني).. *شعرت أنه كان تعريفاً (تمثيلياً) بما أن كلاً منا يحفظ الآخر كما نحفظ أفلام (الممثلة) ماجدة الصباحي.. *وتحرياً للدقة أقول أن (بعضهم) كان عاشقاً لماجدة هذه إلى حد مشاهدة فيلم (السراب!) أكثر من خمس مرات .. *وبعد مشاهدة (التجربة !) الآن حمدت الله كثيراً .. *ثم كانت لي تجربة مع اليسار المتطرف انتهت مع النهاية الغريبة لأحد (زملائنا).. *فقد أكثر - قبيل رحلةٍ ما - من عبارات سأفعل وسأعمل وسأسوي ... *وحين ذكره أحدنا - ممازحاً - بعبارة (إن شاء الله) رد عليه غاضباً (ما عايز هزار في الحاجات دي).. *ثم أدركنا أنه لم يكن (هزاراً) الخبر الذي جاءنا ذاك عن موته المفاجئ عند محاولة إيقاظه صباح يوم الرحلة.. *لقد رحل - دونما مرض - رحلةً نهائية لم يتحسب لها وهو (يتحدى!) مشيئة الله.. *هو شيءٌ مثل غرق السفينة التي لا تغرق (تايتانيك) ، وانفجار مكوك الفضاء المتحدي (تشالينجر).. *ثم يممت وجهي صوب (أنصار السنة) لأفارقهم سريعاً - إلى غير رجعة - جراء (عدم مصافحة النساء!).. *وليس ذلك بسبب رغبةٍ في الذي عناه الشاعر (كتير بتناسى إيديا وأسيبها عنية فوق إيدك) وإنما لشيء آخر.. *فقد أحجمت عن مصافحة ابنة عمي - وهي قادمة من سفر - لأظل خَجِلاً منها إلى يومنا هذا .. *فإن كانت المصافحة ليست من الدين فإن (الكسف!) ليس من الدين كذلك.. *وذلك فضلاً عن الاهتمام ب(الظاهريات) على حساب جوهر الدين وهو (الحريات!).. *والصوفية لم أفكر فيها أصلاً لمفارقة كثير من أطروحاتها العقل والنقل و(المنطق).. *أما قصتي مع حزب الأمة فيمكن اختزالها في مفردة واحدة وهي (الخذلان!).. *وكفرت - من ثم - بكياناتنا الدينية والسياسية والآيديولوجية كافة .. *ولم أرد من ذكر مواقفي هذه التشبه بأنيس منصور وهو يسرد قصص تنقله القلق بين (المحطات).. *وإنما أردت الرد على الذين يقولون لي (كنت وكنت) بأن هذا تاريخي الذي (لن أبصق عليه أبداً).. *وأظن أن الفطرة السليمة قادتني - بحمد الله - إلى أن أكون ما أنا عليه الآن.. *أي أن أكون سودانياً ديمقراطياً مسلماً و(كفى!!). بالمنطق - صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة