"نحنا بنسميه في البلاد فول العبيد "هكذا خاطبني صديقي اللبناني، ونحن ندير نقاشا عن الفول المدمس.. دونما اشعر بالحرج أخبرته نحن نسميه الفول السوداني.. اعتذر الأستاذ عيسى الذي كان يرأسني في العمل في تلك المدينةالأمريكية الهادئة حينما أدرك أن المطابقة بين الاسمين تعبر عن ثقافة عنصرية تنظر بدونية لأهل السودان. حملت صحف الأمس خبر اختيار المشير عبد الرحمن سوار الذهب، رئيساً لمجلس أمناء الأشراف العباسيين الهاشميين.. تفاصيل الخبر تقول إن وفدا كبيرا من الأشراف العباسيين من كافة أنحاء العالم العربي حل بفندق برج الفاتح.. الوفد الزائر اختار السودان دولة مقر.. الرابطة العباسية تم تسجيلها بالسودان وجار البحث عن مبنى أنيق ليكون مقرا لعباسيي السودان.. ومن قبل أعلنت الدكتورة مريم المهدي من نيويورك أنهم أحفاد سيدنا الحسن رضى الله عنه. ليست المشكلة في أن يدعي أي سوداني الانتماء للدوحة النبوية.. لكن مثل هذا الاصطفاف يولد اصطفافا مضادا.. في ذات صحف الأمس تم الإعلان عن كيان نوبي.. الكيان الجديد سيدشن نشاطه عند منتصف ظهيرة هذا اليوم.. الغريب أن صحيفتنا "التيار" حملت أمس تصريحات لوالي الخرطوم قائلا إنه لن يسمح بإقامة أي كيان قبلي أو جهوي بالخرطوم. قبل يومين كان مجلس شورى قبيلة عظيمة يعلن عن انتماء اثنين من أعاظم أبناء السودان لعضوية تلك القبيلة.. المفارقة أن الشخصين اللذين شملهما النعي القبلي كانا شامة في جبين السودان.. السفير تاج السر محجوب كان مسئولا عن التخطيط الإستراتيجي.. المهندس الراحل الطيب حاج علي أسهم بقدر كبير في رسم المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم.. بمعنى أن تعريفهما لا يحتاج لفحص الجينات القبلية. في تقديري أخطأ الرئيس الأسبق المشير سوار الذهب، في ارتداء الجلباب القبلي.. هذا الرجل يجب إلا يفصح عن انتماء جهوي محدد ليكون رمزا لكل السودانيين.. سوار الذهب هو أول جنرال يتخلى عن السلطة في المنطقة ولا تحدثه نفسه بالاستمرار رئيساً مدى الحياة أو لحين حدوث تغيير عنيف.. بل يصل الحذر مرحلة ألا يعلن رجل بهذه المواصفات القومية عن ناديه الرياضي المفضل أو حزبه السياسي. ليست تلك المرة الأولى التي يبدو فيها المشير سوار الذهب اقل من توقعات كل السودانيين.. من قبل رضى الرجل أن يقود حملة ترشيح البشير، في آخر انتخابات رئاسية.. بل بات استثمار اسمه في كثير من الأنشطة أمرا لا يحتاج إلى جهد كبير.. هذا الرجل يحتاج إلى أن يستشير أهل الكفاءة والخبرة قبل أن يوافق على المغامرة باسمه الذهبي. بصراحة باتت القبيلة خطرا يهدد السلام الاجتماعي في السودان.. ومن قبل كانت رابطة تحض على المحبة والسلام حتى يُشار إلى كريم الخصال ب(ود القبائل).. المطلوب وقفة تبدأ بإثناء الرئيس سوار الذهب بخلع العمامة العباسية.