قالت دراسة ألمانية: المرأة تتزوج من رجل في نفس عمرها، من أجل ضمان حياة طويلة وصحية، وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد أخذ آراء نحو مليوني زوج وزوجة عبر (الإنترنت) ومن جنسيات مختلفة، وأضافت الدراسة أن السبب، بحسب اعتقاد هؤلاء، هو أن الفارق الكبير في السن بين الرجل والمرأة يقلص من سنوات عمر المرأة، وهذا ينطبق على الجنسين، وأشارت الدراسة التي قامت بها مؤسسة اجتماعية ألمانية إلى أن هناك أربع حقائق مهمة حول هذا الموضوع نعرض إليها لاحقاً. البحث عن رجل ناضج تبحث المرأة الشابة أحياناً عن رجل ناضج يحتويها ويقودها في دروب الدنيا الوعرة مستعيناً بخبرة السنين وحنكة الأيام، ومن جانبها فإنها تسعى لتجديد حيويته وتمنح وجهه وقلبه أكسير الشباب والحياة، لكن قد يصاب هذا الاعتقاد بتعطل ماكينة الأحلام الوردية، التي رسمها كلا الزوجين لحياته مع الآخر، تحت وطأة الاختلاف الفكري وتنافر الخصائص النفسية وعدم قدرة الزوج على تلبية نداء جسد شاب، ومسألة فارق السن بين الزوجين تثير زوبعة نقاشية عاصفة في حال تم تداولها، كما أن وجهات النظر فيها تختلف من شخص لآخر ما بين مؤيد ومعارض... فماذا قال أصحاب الشأن؟؟ معادلة صعبة قال "الطيب السر" بعض الفئات تستنكر فرق السن بين الزوجين لاعتبارات كثيرة، لكنها لا تنظر للرجل والمرأة في الوقت الحالي فقط يتخيلوا كيف سيكون الحال بعد مرور عشرات السنين وكيف سيتحمل الزوج الزوجة بعد هرمها وهو مازال يريد الاستمتاع بحياته، وبحسبه فهذا مفهوم خاطئ، ولو نظرنا للأمر من منظور معاكس نجد أنه في حال كان الزوج أكبر من المرأة بفارق كبير فإنه قد يهرم والزوجة ما تزال في ريعان شبابها ولديها العديد من الطموحات الزوجية التي تحلم بها. و يرى "جمال محمد" موظف أن تكوين الأسرة ليس بالأمر الهين على الإطلاق فكلا الزوجين يبحث عن الحب والتفاهم والاحترام تجاه الآخر وهذا هو الأهم في الزواج وليس فارق السن بعامل أساسي، إذ لابد من توافق فكري واجتماعي بينهما وأن تكون اهتماماتهما النفسية والروحية مشتركة، بجانب التكافؤ الديني أي قيمهما الدينية وهذا ما نص عليه حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم" بقوله (إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه)، وهذا هو العامل الأساسي لبناء حياة زوجية سعيدة. ولنا في الرسول "صلى الله عليه وسلم" أسوة لا أرى أن هناك ضرورة لتوافق العمر ولكن نظرة المجتمع غالباً ما تكون قاسية خاصة تجاه المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها سناً بعكس الرجل الذي يتمتع بإباحية مطلقة في الأمور المتعلقة بالزواج بما في ذلك الزواج من امرأة تصغره حتى لو الفرق يتجاوز العشرين عاماً. وأضافت "سهير" معلمة أساس أن الزواج من امرأة أكبر من الرجل ليس معناه فشل الحياة الزوجية بل العكس، واستدركت ومع ذلك التقارب في السن مهم، يتبع ذلك تقارب نسبي في الأفكار والاهتمامات وهو ما يجعل الزوجة أكثر دراية ونضجاً وتفاهماً ومن ثم تتحمل مسؤوليات وأعباء الحياة معه. وختمت بقولها: ولنا في رسول الله أسوة. أما الحقائق الأربع التي ذكرتها الدراسة الألمانية الاجتماعية فهي أن المرأة التي تتزوج من رجل يصغرها كثيراً في العمر تتعرض للتمييز في المجتمع، وهو ما يؤدي إلى زيادة احتمالات وفاتها بنسبة (30%)، والرجل المتزوج من امرأة تكبره بكثير لا يهتم بنفسه لا من الناحية الصحية ولا الجمالية، لذلك فإن خطر تعرضه للموت يزداد بنسبة (30%)، أيضاً المرأة التي تتزوج من رجل يكبرها في السن تعتني به كزوج وتهتم بصحته كيما يعيش فترة طويلة. ولكن النتيجة العامة للبحث الألماني أشارت إلى أن (60%) من النساء يفضلن الزواج من رجال يكبرونهن بخمس أو سبع سنوات على أكبر تقدير. مراهقة متأخرة وبحسب بعض الدراسات الاجتماعية التي حامت حول الموضوع فقد تبين وبعد نظرة سريعة على بعض البيانات الإحصائية أن متوسط سن الزواج تغير في السنوات الأخيرة كثيراً، فارتفع عند الرجل من سن (23 – 26) سنة إلى (29) أو أكثر، وللنساء من (18 و17) سنة إلى (23 و24) سنة، وقد يتأخر سن الزواج عن ذلك في بعض الأحيان. من جهة أخرى، وضعت الدراسات النفسية تفاسير لتداعيات الزواج مع فارق السن بقولها: قد يصاب الرجل بعد سن الخمسين بالمراهقة المتأخرة، وعندما يبدأ في البحث عمن تشاركه هذه المرحلة العمرية، يختار عروساً صغيرة، لكن وبمرور الوقت يبدأ في فرض سيطرته عليها بدعوى أنه الأكبر وصاحب التجربة الأهم في الحياة والرأي والثقافة، وقد يمنعها من التعلم من أخطائها وتجاربها بدعوى الحفاظ عليها، وبالتالي عليها أن تنصاع لأوامره من دون مناقشة، حيث تظهر شخصية الأب أكثر منها من شخصية الزوج. المجهر السياسي
