(1) قبل ان تتوقف العربة التي تقلنا، بنحو مائة متر تقريباً من المياه الآسنة التي تملأ شارع مصانع «الشركة الثلاثية المتحدة للاستثمار ومصنع مينا للثلاجات ومصنع الوصيد للالمنيوم.. قد لا ابالغ ان قلت بان رائحتها النتنة قد اصابتنا بالاختناق.. رائحة نتنة وقوية تأتيك من كل صوب دون الالتزام بحركة الرياح. (2) الوضع البيئي متردٍ جداً في المنطقة الصناعية ببحري ويكشف مدى الاهمال الذي يلاقيه الجانب البيئي من المسؤولين- فخلال جولتنا التقينا بالعاملين في بعض المصانع جاء حديثهم بان المنطقة يمكن ان تفجر كارثة بيئية اذا استمر الحال على هذا النحو «فعلي امتداد الشارع لا تجد موضعاً يابساً» فالمكان تملأه المياه الخضراء الآسنة.. احد العاملين بمصنع مينا للثلاجات قال: لقد ضقنا ذرعاً من هذا الوضع .. هل تصدق بأن هذه المياه تركد هنا منذ اكثر من شهر ولا مجيب لنداءاتنا- واضاف بأن هناك اكثر من «ثلاثة» عاملين اصيبوا بالاغماء نتيجة الرائحة القوية التي تملأ المكان. فيما تحدث لنا يوسف محمد ابراهيم ايضاً من مصنع مينا بأن هناك تلكؤاً من المسؤولين.. لاننا ابلغناهم اكثر من مائة مرة- قد تجد الحال جيداً في هذه الساعة من النهار ولكن بعد غروب الشمس تأتي جيوش البعوض مع الرائحة النتنة تفتك بنا ولا تترك موضعاً خالياً في جلدنا من هجومها ولسعاتها. (3) تعطل الشاحنات وبداخل مصنع «المتحدة» أو الشركة الثلاثية للاستثمار الوضع كان اسوأ من الشارع حيث هناك عدد من المنهولات تدفع بمياه الصرف الصحي الى داخل وخارج المصنع في مشهد مقزز. وتحدث الينا العميد معاش هجو يعقوب الشيخ المدير الاداري لشركة الثلاثية المتحدة قائلاً بان مشكلة طفح مياه الصرف الصحي قديمة فمنذ 2002م نحن نعاني من اشكالية الصرف الصحي الذي بذلنا من اجل معالجته مجهودات جبارة من نفقاتنا الذاتية ولكن المعالجات الرئيسية التي كنا ننتظرها من المسؤولين في ادارة الصرف الصحي لم نجدها حتى الآن.. وفضلاً عن الرائحة النتنة التي تصل حتى مكاتبنا فان شاحنات المواد الخام لا تستطيع الدخول الى المصنع واصبح مرورها عبر تلك المياه امراً صعباً. والتقينا بالاستاذ ابوعمر مدير عام شركة الثلاثية المتحدة للاستثمار الذي ابدى تذمره من عدم تحرك المسؤولين لمعالجة مشكلة الصرف الصحي. بالرغم من اهتمام وزير الدولة بالصناعة الذي اعطى هذه المشكلة اهتماماً كبيراً واتصل بالجهات المسؤولة.. واضاف بأن المشهد الحالي غير مشرف لدولة تبحث عن مستثمرين. واستشهد بموقف حيث اتصل هو «بمستثمرين المان» للاستثمار في مجال الحديد الصلب وطلبوا منه ان يعطيهم موعداً لزيارته في المصنع ولكنه اعتذر لهم اكثر من مرة حتى لا يحبطهم الوضع البيئي ولكنهم اصروا على الزيارة، فانظر كيف يمكن ان يأتي مستثمر للمنطقة الصناعية وهي بهذا الوضع.. حقيقة انا اناشد الجهات المسؤولة بتحسين الخدمات في المنطقة خاصة خدمة الصرف الصحي لاننا ندفع كل التزاماتنا في مواعيدها ولا نتأخر يوماً أو نتلكأ كما يفعل هؤلاء في اصلاح المياه الطافحة، واضاف وبما أنهم يوفون بالتزاماتهم يجب على المسؤولين الالتزام بما عليهم في تحسين الوضع البيئي في محيط استثماراتنا. ويجب على الدولة ان تشعر المستثمر بأنها تقف بجانبه. (4) ويضيف العميد معاش هجو بأنهم يدفعون شهرياً «054» جنيهاً رسوم الصرف الصحي ويتساءل قائلاً: اين الخدمات التي ندفع مقابلها هذه الرسوم؟. مسبح الكلاب وفي ذات الشارع وجدنا عدداً من الكلاب الضالة تسبح في المياه الآسنة. وتزيدها تلوثاً..وعلق عدد من العاملين في المصانع بأنهم الفوا هذه الرائحة النتنة وربما يواجهون مشكلة ادمان اذا تم تجفيفها!! فيما حذر عدد منهم بأن الوضع الراهن ربما لا يشكل خطراً كبيراً. بل ابدوا تخوفهم من الامطار التي قد تؤدي الى كارثة بيئية لا يعلم عواقبها سوى الله.. وناشدوا المسؤولين بادارة الصرف الصحي ببحري بان يعالجوا هذا الامر على وجه السرعة قبل ان تصيبهم امراض تلوث البيئة من اسهالات وملاريا- والحساسيات التي زاد معدل اصابتها في اوساط العاملين منذ طفح المياه الآسنة في الشارع.