القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ﺍﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﺩ ﻗﺼﺔ سيدنا “ﻳﻮﺳﻒ” ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ام شوايل
نشر في النيلين يوم 01 - 12 - 2015


( ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﺄﺧﺮﻭﻥ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﺪﻣﻮﻥ )
في ذمة الله ريا المشهورة باسم (ام شوايل) .
سبحان الله قضت 40 يوما في البئر حية بعد أن رماها والدها وهاهي تفارق الحياة بعد سنوات!!
كانت ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺍﺣﺪﻯ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻣﻊ
ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺃﻣﻬﺎ , ﻭ ﻟﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻊ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ , ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﺭﺓ ﺑﻮﺍﻟﺪﻫﺎ , ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺮﻋﻲ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻭ ﺣﻠﺒﻬﺎ ﻭ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻋﻲ
ﺳﺮﺣﺖ ﺑﺨﻴﺎﻟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﻃﻔﻠﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ , ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺇﻟﻰ
ﺃﻏﻨﺎﻣﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻤﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﻨﺎﻡ ﻣﻔﻘﻮﺩﺓ , ﻭ ﻇﻨﺖ
ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﻱ , ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﻤﺎ
ﺣﺼﻞ , ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ , ﻓﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻣﺴﻚ
ﺑﻌﺼﺎﻩ ﻭ ﺍﺧﺬ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎ ﻣﺒﺮﺣﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﺴﺮﺕ ﻋﺼﺎﻩ , ﻟﻢ
ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ , ﻓﺄﺧﺬ ﺳﻮﻃﺎ ﻭ ﺍﻧﻬﺎﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻭ ﻫﻲ
ﺗﺼﺮﺥ ﻭ ﺗﺴﺘﻨﺠﺪﻩ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ” ﺳﻮﻑ ﺃﺣﻀﺮﻫﻦ ﻳﺎ ﺃﺑﻲ ” .
ﻭﻗﻒ ﻟﺒﺮﻫﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻬﺎ , ﻭ ﻓﺮﺣﺖ ﺭﻳﺎ ﻇﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺍﻛﺘﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ , ﻟﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻗﺎﺳﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﺸﻌﺔ , ﻓﺄﺳﺘﻞ ﺳﻜﻴﻨﺎ
ﻭﺧﻴﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ , ﺃﺫﺑﺤﻚ ﺃﻡ ﺃﺭﻣﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ؟ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻷﺑﻴﻪ .. ﺍﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﺍﺭﺣﻢ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﺬﻫﺎ .
ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ ﻓﻲ ﺃﺗﻌﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺒﺌﺮ , ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ
ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻩ , ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ
ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﻤﻌﺘﻪ : ” ﻻ ﺗﻘﻞ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﻧﻲ ﺭﻣﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻋﻘﺎﺑﺎ
ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﺧﺘﻄﻔﺘﻬﺎ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻣﺎ ” . ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺧﻮﻓﺎ
ﻋﻠﻲ ﺳﻤﻌﺘﻪ , ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ” ﺁﺧﺮ ﻳﻮﻡ ﻳﺎ ﺭﻳﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
” .. ﻭ ﺭﻣﺎﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻰ ﺷﻔﻘﺔ .
ﻫﺒﻄﺖ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﺻﺎﺭﺧﺔ ﻭ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻌﻴﺪﺍ , ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺌﺮ
ﻳﺮﻫﺒﻪ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ ﻣﻦ ﻇﻼﻣﻪ ﻭ ﻣﺼﺎﺋﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻠﺊ ﺑﻄﻨﻪ ﻣﻦ ﺛﻌﺎﺑﻴﻦ ﻭ ﺷﻮﻙ
ﻭ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭ ﻫﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ .
ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻇﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺭﻳﺎ ﺃﻛﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎﻉ . ﻭ ﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻓﺴﻤﻌﻮﺍ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻐﻴﺚ ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﻭ ﺍﺧﺒﺮﻭﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻃﻔﻠﺔ ,
ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﺴﻜﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﺣﺪ ﻭ ﺣﺬﺭﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﺣﺪ ﻓﺮﺳﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻳﺪﻋﻰ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺳﻌﻴﺪ , ﻗﺎﻝ ﺳﺄﺫﻫﺐ ﻷﺭﻱ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ
ﺑﺎﻟﺒﺌﺮ ﺟﻦ ﺃﻭ ﺍﻧﺲ , ﻭﻓﻌﻼ ﺫﻫﺐ ﻭ ﻣﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﺌﺮ .
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﺮﺩﺩﺍ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ : ” ﻫﻞ ﺃﻧﺘﻲ ﺑﺸﺮ ﺃﻡ ﺟﻦ ؟ . ” ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ” ﺑﺸﺮ .. ﻟﻜﻨﻲ ﻣﻈﻠﻮﻣﺔ ” .
ﻭﺑﺮﻏﻢ ﻗﺴﺎﻭﺓ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﻭ ﻋﺰﻣﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻮﻯ ﺑﺎﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﺮﻱ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ
, ﻭ ﻗﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺎﺳﺘﺠﻮﺍﺑﻬﺎ : ” ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ؟ .. ﻭ ﻛﻴﻒ ﺃﺗﻴﺖِ ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎ ؟؟!!! .. ﻛﻴﻒ ﻟﻚِ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺸﻲ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺑﺌﺮ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺭﺏ
ﻭﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ ؟ ” .
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ” ﺇﻟﻬﻲ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﻛﻔﻴﻠﺔ . ”
ﻗﺎﻝ : ” ﻛﻴﻒ ﺷﻬﺮ ﻭ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺗﻌﻴﺸﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ؟ ” .
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﻴﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺇﻧﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻲ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺑﺄﻧﻲ
ﺳﺄﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻗﺮﻳﺒﺎ .. ” ﻭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺗﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭﻗﺼﺘﻬﺎ .
ﺍﻧﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﺩ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ , ﻭﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﻭ ﺭﻳﺎ ,
ﻳﻮﺳﻒ ﺫﻧﺒﻪ ﺃﻥ ﺃﺑﻴﻪ ﻳﺤﺒﻪ , ﻟﻜﻦ ﺫﻧﺐ ﺭﻳﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺿﺎﻋﺖ ﺑﻀﻌﺔ
ﺃﻏﻨﺎﻡ , ﻗﻀﻲ ﻳﻮﺳﻒ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﻟﻜﻦ ﺭﻳﺎ ﺷﻬﺮ ﻭ
ﺯﻳﺎﺩﺓ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻳﺎ ﻳﺮﺛﻲ ﻟﻬﺎ ﻭﺗﻢ ﺇﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﻣﺸﻔﻲ
ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭ ﺗﻜﻔﻠﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳﺘﻬﺎ , ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
ﺳﺎﻣﺤﺖ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﺘﻔﺮ
. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﺷﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﺟﺪﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻦ ﺍﻟﺮﺷﺪ ثم تزوجت وعاشت مع زوجها بكل سعادة ﺑﺎلعاصمة الخرطوم.
لتفارق الحياة يوم الإثنين بمنزلها بعد عدة سنوات من حادثة البئر, تغمدها الله بواسع رحمته.
انا لله و إنا إليه راجعون.
بقلم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.