* بذكاء ماكر تم الترويج ، وبشكل واسع ، لطرفة لمصلحة والي البحر الأحمر وقتها محمد طاهر إيلا ، ومفادها أن مواطناً شرقاوياً قال : (لو تخلي باب بيتك فاتح ، تلقى إيلا دخل ليك زلط). * لكن الواضح أن إيلا سيجلب (المشاكل) ، لولاية الجزيرة الوادعة ، رغم حالة التفاؤل والاستبشار بقدومه ، وإن كانت تلك حالة سودانية عامة مع كل قادم جديد .. انتظرت لأيام تعليق أي مسؤول رفيع بالمركزعلى ما حدث في الجمعة الماضية بالجزيرة عندما خرجت مسيرة بالولاية مؤيدة ل (إيلا). * وحبابو إيلا لو خرجت كل الجزيرة لتأييده ، لكن الغريب في الأمر أن إيلا خرج هو الآخر في المسيرة وخاطبها ، وهي هدفت بشكل كبير لإعلان الحرب على المجلس التشريعي بالجزيرة ، والذي تجرأ وقال ل (إيلا) ، (لا) .. وهي الكلمة التي لم يعتاد عليها الرجل ولذلك ضاق ذرعاً بالتشريعي فكانت النتيجة تلك المسيرة الغريبة. * إن خروج هكذا مسيرة هو مؤشر خطير لبروز تيار داخل الحزب الحاكم لا يؤمن بالمؤسسية ، ويكرس لحكم الفرد ، وهو ماسيقود الحزب الى درك سحيق ، ويجعل أمثال إيلا يتجرأ ويتمادى في تحدي الحزب وشيئاً فشيئاً يتمرد عليه. *خطة إيلا ستقوم على إضعاف مؤسسات المؤتمر الوطني ، وهو الأمر الماثل الآن بدليل أن نائبه بالحزب خورشيد لم يحتمل أفعال إيلا ، وغادر موقعه ، يحاول إيلا أن يظهر بأنه المنقذ للجزيرة ، ولذلك يدغدغ مشاعر المواطنين بالحديث الكثيف عن محاربته الفساد والمفسدين. * رغم أن الفساد أنواع منها العمل خارج المؤسسات ، الإستعانة بشخصيات أشبة ماتكون ب (حكومة الظل) ، إستجلاب شركات تقوم باعمال دون طرح عطاءات .. استهداف إثنيات بعينها وتهميش مناطقها في محاولة لإضعافها. * قد يقول قائل طالما إيلا أعلن الحرب على الفساد فهذا أمر جيد ، ونحن نؤيد ونقول ذلك ولكن لا يعقل أن يكون ذلك هو الخطاب المكرر ، عدد من الولاة مضوا في ذلك الطريق – تصحيح الأوضاع – أمثال كاشا بالنيل الأبيض واللواء د.عيسى آدم بجنوب كردفان. * لكن عيسى وكاشا لم يقوما بكل تلك (الهيلمانة) ، التي يمضي فيها إيلا .. الأخطر في حكاية إيلا أنه صور للمواطن في البحر الأحمر وكأنما المركز عدوه ، من خلال إثارته لملف مياه بورتسودان والميناء وغيرها من الملفات ونخشى أن يفعل ذات الأمر في الجزيرة. * عدد من الولاة الذين تعاقبوا على الجزيرة كانت نتيجة عملهم مثل نتائج فرقنا الرياضية خارجياً ، مما جعل المواطن يتلهف لوالِ ينقذ الولاية ، ولذلك سيشعر للوهلة الأولى أن أيلا هو الهدف ، ولعمري هذا ليس صحيحاً طالما يغرد الرجل خارج السرب. * هاهي البحر الأحمر تمضي وبقوة ، إلى الأمام ويكفي أن نسيجها الاجتماعي بدأ في التعافي ، مما يعني أن إيلا ليس بيده عصا موسى .. ومهما يكن من أمر لو استمر نهج الرجل بهكذا صورة سيولد هتافاً جديداً (بلد فيها إيلا ياحليلا).