*وليس المقصود هنا الغرام العاطفي- بالتأكيد – بما أن (الظلم!!) من تلقائي كان هو عنوانه.. *وهو ظلمٌ مجازي – إن صح التعبير – ما دامت العواطف (الغرامية) ليست بيد الإنسان.. *وقبل سنوات عدة خلت – حين كان الغرام غراماً – حضرت مناسبة عرس كان ما علق في ذهني منها أغنية (يا غرامي الأول، ذكرى لا تتحول).. *ورائعة رمضان حسن هذه أداها – ليلتذاك – مطربُ شاب بفرقة حي (القنا) الغنائية اسمه بدر الدين.. *وروعة الأداء هي ما جعلت للأغنية المذكورة صدىً يتردد داخل عقلي – ووجداني – من حينٍ لآخر.. *ثم تشاء الصدف – يوماً – أن يكون بدر الدين هذا هو من يجلس خلف مقود (التاكسي) الذي أشرت إليه بالتوقف لأُفاجأ بفضاء العربة المعطر يضج بأغنية (يا غرامي الأول).. *وبعد فترة – و(الشخبطة) على الجدران تُنذر بالثورة – كانت عبارة (تعيش إنت) هي الرد على سؤالي عن صاحب (غرامي الأول).. *لقد مات فجأة مأسوفاً على شبابه – بدر الدين – مثلما ماتت (مايو) غير مأسوفٍ على قمعها (ذكرى غرام ثورة أكتوبر الأول!!).. * والتي هي – الذكرى هذه – (لا تتحول!!) عند كل من أخلص لدلالاتها إلى أن أنجبت لهم أختها (أبريل).. *ولأن كاتب هذه السطور من الذين عايشوا معاناة الإخلاص للغرام (الديمقراطي) فهو يقسو الآن على من يمارسون الظلم تجاه (محبوبتنا) هذه.. *ونعني ب (الظلم) هنا اختزال النضال من أجلها في محض هتافياتٍ تذروها الرياح دونما (نضج!!) تنشده الحبيبة لدى حبيبها.. *وصاحب هذه الزاوية قام بواجب الإخلاص لذكرى ثورة (أكتوبر)- التي تحل علينا ذكراها بعد أيام قليلة- كاملاً – رغم عدم معايشة أحداثها – عبر دفع ضريبة الوطن في (أبريل).. *ثم ظل (يدفع!!) – في زمان الإنقاذ هذا – ما لا يعلمه الذين (يُزايدون) عليه في (حب الديمقراطية).. *والإخلاص لذكرى المحبوب (السياسي) يتطلب من صدق الانفعال ما كان لدى بدر الدين وهو يتغنى بذكرى المحبوب (البشري) .. *أما المخلصون لذكرى (أكتوبر) – من المنفضين عن الندوات – فسوف يفضلون الجلوس داخل بيوتهم في انتظار أوان ظهور (الحبيبة!!).. *ويناجونها – إلى ذلكم الحين – بأغنية (يا غرامي الأول!!!!!). صحيفة الصيحة