السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أرجو مساعدتي في مشكلتي: منذُ شهرِ اكتوبر 2013، وحتَّى الآن ، وأنا تقريباً كلّ يومٍ أمرُّ بنفسِ المشكلة وهي: أنِّي حينما أرجع من العمل أو أكون متضايقةً أو مضغوطةً أُفرِّغ كل ذلك بمشاهدةِ الأفلامِ الإباحيةِ -والعياذ بالله-، وأحياناً أُمارس العادة السِّرية، وفي كلِّ مرَّةٍ -أي كل يوم- وبعد المشاهدة أستغفر ربي، وأقوم أصلي صلاةَ التَّوبة، وأُعاهد الله على عدم العودة، وفي اليوم التَّالي وفي الصَّباح وأنا ذاهبةٌ للعملِ أقوم بذكرِ الله، وأقوم بلومِ نفسي، وأبكي على مافعلته بالأمس، وفي مساء نفسِ اليوم أعود وأُشاهد من جديدٍ، ونفس الموَّال أرجع أستغفر وأتوب… وهكذا، وأحياناً أُصارع نفسي بأن لا أُشاهد وأُرغمها ثمَّ أصبرُ لأيامٍ قليلة، ثم أعود من جديد، وأحياناً أحاول عدم المشاهدة لكن أعوِّض ذلك بالتَّخيل. حاولتُ التَّخلص بشتَّى الأسباب، ومارستُ هواياتٍ، وصمتُ وصليتُ، وطبختُ، وخرجتُ وتفسَّحتُ، واشتريتُ، وقرأتُ القرآن…، وعلى نفس الحال. هل ذلك لأنِّي لست متزوجة؟! وشبه عدم إقبال العرسان لخطبتي؟ أم هي ضغوطٌ نفسية؟. علماً أنِّي -ولله الحمد- أعملُ بجدٍ وإتقان وامتيازٍ، وأسرتي لا تُضايقني بأي شيءٍ بل كلمتي مسموعة، ولكن هذا ما أُعانيه وأعيش في دوَّامته يومياً، وإن لم يكن بالمشاهدة يكون بالتفكِّير. ماذا أفعل؟ سئمت هذا الحال، وأخاف من الله أن يعاقبني؛ فإنَّه يُمهل ولا يُهمل. وشكراً لكم. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد: فإننا بدايةً نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد لك أنَّ الشعور بالخطأ هو أوَّل وأهم خطوات صلاح الحال بعد اللجوء إلى الكبير المتعال. نحمد الله لأنَّك مدركةً لخطورة ما يحصل، كما أنَّك متضايقة ورافضة لتلك الممارسات الخاطئة، وقد أسعدتنا المحاولات مثل الصيام والانشغال بالخير والمهام، والانتصار على الشهوة يكون بالسمو الرُّوحي عبر الصيام والقيام، ومراقبة من لا يغفل ولا ينام، أو بالاستبدال بالأنشطه المفيدة والهوايات، أو بالتأجيل، ويُساعد على ذلك تجنّب المشاهدة السَّالبة، وترك التفكِّير أو قطعه مباشرة وبسرعة، وندعوك إلى تجنُّب الوحدة؛ لأنَّ الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وسوف يساعدك على كل ذلك هذا التَّوافق الأسري بعد الاستعانه بالرَّب الموفِق للخيرات سبحانه. ونحب أن نذكرك بأنَّ الشَّيطان يحاول أن يوصلك إلى اليأس، ونحن نؤكد لك سعة رحمة الرحيم، ونذكرك بمغفرة الغفور، وننبه إلى تلك الممارسة أنَّها لا توصل إلى الإشباع لكنَّها تورث السعار والتمادي، وفيها خصمٌ على السعادة الزوجية مستقبلاً، وليس عدم الزواج سببٌ مقبول، ومن تركت شيئاً لله عوَّضها الله خيراً. وننصح بعدم الذهاب لمكان النَّوم إلا عند الحاجه للنوم، وعدم البقاء بعد الاستيقاظ، والنوم على الطهارة وذكر لله. نسأل الله لك التَّوفيق. د. أحمد الفرجابي شبكة المشكاة