لم تحط الحرب المشتعلة داخل دولة جنوب السودان رحالها بعد لتمنح الجنوب شكل الدولة التي تتمتع بالاستقرار الامني والسلام ويتحلى مواطنها بالوضع الطبيعي للإنسان، بل انفجرت الوضاع في أهم المحاور الأساسية بالجنوب وهو الأمن الغذائي مما جعل الحكومة الجنوبية تعلن حالة الطوارئ الإنسانية لإنقاذ الوضع الكارثي الذي عصف بالمواطن وبلغ درجة المجاعة التي حصدت الأرواح وشردت الملايين ، وأصبحت الأوضاع بجنوب السودان تنذر بالخطر مما دفع حكومة السودان بتمثيل دورها الإنساني عقب توجيهات رئاسية من الرئيس عمر البشير لإعطاء الجنوب اولوية في العمل الانساني ,وتنادت على اثره منظمات العمل الطوعي قاطبة للتوافق على إيجاد رؤية واستراتيجية لإنقاذ الموقف وإيصال المساعدات للمحتاجين قبل دخول فصل الخريف الذي قاربت أيامه وتبقى له حوالي ” 58″ يوماً والذي يعيق الحركة امام المنظمات لوعورة الطرق ويصعب عليها إيصال المساعدات الى المحتاجين. أرقام مخيفة وكشفت تقارير رسمية صادرة من جوبا استعرضها مركز الإنذار المبكر بمفوضية العون الانساني ان الأوضاع الانسانية بالجنوب وصلت مرحلة الأزمة خاصة وان الأمن الغذائي بجنوب السودان تأثر منذ العام 2013 بتأثير الإنتاج الزراعي وانعزال الأسواق بجانب ارتفاع الأسعار وسوء التغذية ، وبلغ عدد المتأثرين بالمجاعة (4.9) مليون بنسبة 42% ، من جملة سكان جنوب السودان ، وتوقع المركز بحسب التقارير ارتفاع عدد المتأثرين الى (5.5) مليون شخص بنهاية مارس الحالي حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة ، مبينا أن مقاطعة الوحدة أكثر القطاعات المتأثرة وبلغ التدهور أعلى من نسبة 15% ، حيث بلغ سوء التغذية 30% بالاضافة الى تدهور حالات الأمن الغذائي في مقاطعة الاستوائية الكبرى وبحر الغزال, فضلا عن سوء الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار وضغف اصحاح البيئة ، وذكرت التقارير ان نسبة المتأثرين بلغ 61% واعتبرها أعلى نسبة في شمال بحر الغزال ومقاطعة الوحدة ووصلت نسبة انعدام الأمن الغذائي 100 الف فرد . تدفق مستمر للاجئين ووفقاً للتقارير أن عدد اللاجئين المتواجدين في ولايات السودان حتى يناير الماضي بلغ 456,83 ، بينما بلغ عدد النازحين بسبب بالمجاعة 31,2990 نازحا ، وتوقع مركز الإنذار المبكر ارتفاع نسبة التدفق المستمر لهم خاصة فى ولاية بولاية النيل الأبيض ووصول ( 3 )آلاف لاجئ بنهاية مارس الحالي ، الف فرد بتوفير ( الغذاء ، الدواء ، الماء ) و(9,800) طن غذاء و(800) وحدة ايواء ، إضافة الى (40) وحدة دواء . نفرة إغاثة ولم تتوان المنظمات في إنزال توجيهات رئيس الجمهورية الخاصة بإعطاء الجنوب الأولوية بتقديم كافة التسهيلات لايصال المساعدات الانسانية، واستنفرت مفوضية العون الإنساني المنظمات الوطنية والأجنبية والجميعات لتشكيل بوابة موحدة لجمع المساعدات وإيجاد سبل لتوصليها لمواطن الجنوب الذي يعاني من سوء التغذية لانعدام الموارد الغذائية ، واشارت الى وجود 2,600 طن من الحبوب الغذائية. واكدت المفوضية سماح الحكومة السودانية للأمم المتحدة شراء الحبوب من المخزون الاستراتيجي وتسهيل حركة مرور المساعدات عبر النقل البري والنهري. غرفة طوارئ وأشار مفوض العون الإنساني احمد محمد آدم التزام حكومة السودان باتفاقية توصيل المساعدات التي تقدر ب 62 الف طن مواد غذائية مؤكدا ايصال 60 الف طن من الغذاء ، وكشف عن فتح مسارات جديدة للمساعدات وشدد على أهمية التدخل السريع والمباشر لإنقاذ الوضع, وقال لابد من العمل الجماعي ووصف المشكلة بأنها كبيرة في ظل الامكانيات المحدودة ، إلا انه أكد على ضرورة تدخلات تكاملية في الفترة المتبقية من فصل الخريف ، ولفت الى التزام حكومة السودان بإنشاء غرفة طوارئ واحدة مشتركة وتبادل المعلومات، واقترح تقسيم المنظمات الطوعية الى مجموعات بالتنسيق مع حكومة جنوب السودان، منبها الى أن السودان ظل يبذل جهود حثيثة في المجالات السياسية والانسانية عبر الإيقاد والاتحاد الافريقي حتى يعم السلام بالجنوب . الجنوب يستنجد طالب سفير دولة جنوب لدى الخرطوم ميان دوت حكومة السودان دعم دولته وشكا من توقف عمليات انتاج البترول وانخفاضها من 250برميل يوميا الى 135 برميلا، مشيرا إلى ان الولايات المنتجة للبترول هي اكثر المناطق تأثرا بالأوضاع ، لافتا الى انخفاض الإنتاج الزراعي لعدم استقرار المواطنين ، ودعا الى ضرروة دعم الجنوب من قبل المنظمات وابنائه فى دول المهجر , بجانب السماح للقطاع الخاص لتصدير بضائع لدولة الجنوب وقال ” حتى لو في قروش ما في مواد ” . عوائق الحدود ودعت المنظمات الطوعية بتوسيع السعة التخزينية لتجميع أكبر قدر من المساعدات الانسانية ، وشددت على اهمية التنسيق بين المنظمات بجانب تأمين الطرق وتوفير طائرات لإيصال المساعدات وفتح الحدود وتوفير المعلومات وتحديثها، ونبهت الى ضرورة إزالة التوترات القبلية بالجنوب باعتبارها تحديات تواجه ايصال المساعدات للمحتاجين، واعتبروا أن مشكلة دولة الجنوب مشكلة سياسية والوضع الآن هو وضع سياسي ، ومن جانبه أكد رئيس مجلس الادارة ” اسكوفا ” د. نصرالدين شلقامي, على ضرورة التعاون لإخراج دولة الجنوب من أزمتها باعتبارها انسانية ، وأضاف لابد من النظر الى الظروف المناخية القادمة التي تبدأ بعد أسابيع وشدد على أهمية فتح المعابر جميعها حتى تنساب المساعدات الى الجنوب, بجانب استنفار الجهود المجتمعية في المجتمع السوداني، وأوضح أن عدد المنظمات العاملة بلغ ( 4) آلاف منظمة, وقال لا بد أن تشارك في تقديم المساعدات .