يبدو أن (الخرطوم) مقبلة على مرحلة كبيرة تتطلع من خلالها للعب ادوار كبيرة ومقدرة في المنطقة الافريقية، وذلك انسجاماً مع الانفتاح الكبير التي تشهده على مستوى العلاقات الخارجية والاستقرار السياسي بالداخل. وما جعلني اسوق المقدمة الموجزة هو حديث المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق اول ركن محمد عطا المولى الذي يترأس ايضاً رئيس لجنة الأمن والمخابرات الافريقية المعروفة اختصاراً ب(السيسا)، ومشاركة الرجل الناجحة في الاجتماع المشترك الاول للترويكا والسيسا ورؤساء الاقاليم، وذلك بمقر الاتحاد الافريقي بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا امس الاول (الثلاثاء)، ونوقشت خلاله القضايا الاستراتيجية والمهمة لافريقيا، والاجتماع يعد الاول الجامع للترويكا والسيسا ورؤساء الأقاليم. ووصف المراقبون المشاركة بالناجحة، وابرزت الدور الريادي الذي قامت به البلاد خلال السنوات الاخيرة، وتبرز مدير الجهاز الفريق اول ركن محمد عطا تحت (مجهر) المراقبة الدائمة والقاء الضوء على موقعه رئيساً لأجهزة المخابرات الافريقية السيسا وما سيقدمه عبر هذا المنصب المهم للبلاد، لجهة انها المرة الاولى لمدير جهاز امن وطني يتقلد فيها منصباً اقليمياً مرموقاً كهذا. ملفات متشعبة الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة قال ل(الإنتباهة) ان المشاركة تعد من اولى المشاركات لمدير مخابرات وطني يتقلد منصباً في منصة اقليمية. ويضيف محدثي ان الجديد في النشاط ان السيسا انتقلت الى مناقشة الملفات الامنية مثل ملف الهجرة غير الشرعية الذي يعد من الملفات المتشعبة، بجانب ملف اسكات البنادق في افريقيا 2020م، وبالإمكان ان يلعب السودان دوراً كبيراً عبر مدير الجهاز الفريق اول ركن محمد عطا، من خلال الجهود الكبيرة التي قدمتها البلاد عبر مشروع الحوار الوطني وعمليات التفاوض المستمرة، بجانب اجراءات الدولة في جمع السلاح. وبالتالي كل هذه العوامل ستؤسس تجربة سودانية يتم الاقتداء بها، اضافة الى قضايا الارهاب والجماعات السالبة. وأضاف جمعة قائلاً: الاهم ان الكثير من المراقبين يراهنون بعد تقلد الفريق اول ركن محمد عطا المولى هذا الموقع كونه رئيس اجهزة الامن والمخابرات الافريقية، يراهنون على أنه يستطيع احداث تطوير وتفعيل كبير لهذا الموقع عبر الانشطة والمبادرات والمشروعات العملية على الارض عبر هذا الجسم الافريقي المهم، بجانب نقل تجربة السودان في التنسيق والتدريب الامني الى آليات عمل أجهزة المخابرات الإفريقية، وهو دوماً يتحدث عن اهمية التعاون والتنسيق الامني بين دول القارة، مما يشير الى انه يمتلك رؤية فاعلة بهذا التوجه من واقع الوضعية المميزة في جهاز الأمن والمخابرات السوداني في محيطه الاقليمي ونطاقه الدولي، حيث يظل جهاز الامن من إحدى اهم المؤسسات الأمنية ذات الحضور والجهد على هذين النطاقين. قضايا مهمة فيما اهتمت وسائل الاعلام المحلية والاقليمية بالحدث الذي جمع بين (السيسا) و(الترويكا)، اجمع المراقبون على ان السودان ينتظر منه الكثير عبر ممثله مدير أجهزة السيسا ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا المولى وما سيقدمه للموقع المهم، كما اشاد المراقبون بالأدوار الكبيرة التي ظل يقدمها السودان أخيراً للقارة الافريقية بمحاربته قضايا كبيرة مثل الاتجار بالبشر وغيرها. وبدا واضحاً من خلال حديث عطا المولي بأنه ينشد التركيز على قضايا مهمة تؤرق افريقيا، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب والتطرف والقضاء على الهجرة غير الشرعية. وبرز ذلك خلال حديثه حينما شدد على ضرورة التنسيق الأمني والتعاون على هذه المهددات، وذلك خلال الاجتماع المشترك الاول ل (الترويكا والسيسا) ورؤساء الأقاليم بمقر الاتحاد الافريقي، ومشيراً في ذات الوقت الى ان الاجتماع يهدف الى الخروج ببرنامج عمل قابل للتنفيذ في الفترة من نوفمبر الجاري وحتى يونيو القادم، كما أكد على ان المجتمعين اتفقوا على مواصلة عقد عدد من ورش العمل بأقاليم السيسا الخمسة، وذلك لمناقشة قضايا مهمة على غرار الهجرة غير الشرعية والانتشار غير المشروع للأسلحة بانواعها المختلفة وضرورة ايجاد حلول للقضاء عليها، بجانب مواصلة مناقشة ظاهرة الإرهاب والجرائم المرتبطة بها التي تشمل تجارة المخدرات وغسل الأموال والقرصنة وأنشطة الحركات السالبة والارتزاق والتحديات الأمنية التي تشكلها الانتخابات في بعض أجزاء القارة. وأضاف أن الاجتماع خرج بعدد من المقررات والتوصيات في مقدمتها تقديم رئيس (السيسا) تنويراً لمجلس السلم والأمن الإفريقي عن حالة السلم والأمن في القارة خلال الربع الأول من عام 2018م بحضور أعضاء الترويكا ومكتب (السيسا)، ويتبعه تنوير آخر منتصف العام، كما قرر الاجتماع مواصلة مساهمة (السيسا) في تنفيذ تكاليف الاتحاد الإفريقي بشأن الخطوات العملية لإسكات البنادق في القارة بحلول عام 2020م.