*أشهر حالة نوم هي نومة أهل الكهف.. *وفي بلادنا يُفترض أن تُستبدل عبارة نوم العوافي بنوم النواب.. *فمن شدة إدمان نوابنا النوم سُموا (نوَّام) البرلمان.. *ويقظتهم أسوأ من نومهم ؛ إذ حين يتم إيقاظهم يبصمون… ويصفقون… ويهلِّلون.. *وأغرب تجربة نوم عايشتها كانت من تلقاء قريب لنا (نوَّام).. *ففي نهار أحد أيام رمضان أغلق عليه باب غرفة بعيدة ومارس هوايته في النوم.. *وظل نائماً – دون علم أحد – إلى حين موعد إفطار اليوم التالي.. *ورب العزة شبَّه في كتابه الكريم الموت بالنوم.. *ولكن الناس يحبون النوم ويخشون الموت… رغم إنهم كانوا ميتين من قبل.. *وقراءة القرءان بدهشة فلسفية تكشف جوانب مذهلة.. *والأطفال لديهم مثل هذه الدهشة – بالفطرة – وهم يستكشفون الوجود من حولهم.. *ثم مع الدهشة ربط بعض الآيات – ذات الصلة – ببعضها.. *يعني الحق يقول مثلاً (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم).. *ولنعرف كيف كنا أمواتاً – من قبل – علينا استدعاء آية أخرى.. *وهي (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ثم أشهدهم على أنفسهم).. *وتمضي لتقول (ألست بربكم قالوا بلى).. *بمعنى أن الله أشهدنا (عنده) ربوبيته ؛ ثم أحيانا من بعد موت…حياتنا هذه.. *وبمثلما لم نشعر بزمن موتنا السابق لن نشعر بزمن موتنا القادم.. *فقط ننوم كنومة أهل الكهف… وحين نستيقظ يبدو لنا الزمن (يوماً أو بعض يوم).. *وتبدو لنا موتتنا كنوم عميق… مثل نومة قريبي تلك.. *والدليل قوله تعالى في آية أخرى (قالوا يا ويلنا من أيقظنا من مرقدنا).. *ولاحظ هنا مفردتي النوم ؛ (أيقظنا)….و(مرقدنا).. *فقراءة كتاب الله بدهشة طفولية – فلسفية – هي ممتعة… وجميلة… ومفيدة.. *وتقفز بك إلى حقائق أشياء مذهلة… تثبت عظمة الخالق.. *بينما قراءته بعيون الذين وضعوه في قوالب (جامدة) تقتل بدواخلنا متعة الدهشة.. *وتجعلك تؤمن – دونما تفكُّر- بعذاب القبر… ونزول المسيح.. *ومن آيات الله العظيمة – في أنفسنا – آية النوم… وهي موضوع كلمتنا هذه.. *وهي تصادف (اليوم العالمي للنوم)… فهو معجزة إلهية.. *فبه يجدد الإنسان نشاطه ، كما يجدد الثعبان جلده… ولولا هذا التجديد لمات كلاهما.. *وقد تتجاوز فائدة النوم – أحياناً – هذا التجديد التلقائي.. *فقريبنا استيقظ ؛ فوجد أن يومين من أيام رمضان قد سقطا عنه.. *وأهل الكهف استيقظوا ؛ فوجدوا مستهدفيهم… وأبناءهم… وأحفادهم… قد ماتوا.. *و(نوَّام) البرلمان استيقظوا ؛ فوجدوا بيوتاً جاهزة في انتظارهم.. *وفيها يواصلون (نوم العافية !!!). صلاح الدين عووضة صحيفة الصيحة