من الدعاة الذين يتزاحم الناس للاستماع إليهم ، ويتداول رواد الميديا دروسه وفتاواه عبر مقاطع الفيديو في جوالاتهم ، وتنتشر جهوده الدعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، قوي الحجة والاستدلال ، حاضر البديهة ، يواظب على دروسه وحلقاته بالأسواق لعشرات السنين ، أسس مجمع الرشاد الإسلامي لتأهيل وإعداد الدعاة بمسجده بالفتيحاب ، (قطوف) جلست إليه ودردشنا معه حول دراسته والدعوة ورمضان . حاوره : عمر عبد السيد ماذا تقول للمسلمين بين يدي العشر الأواخر من رمضان ؟ أدعو المسلمين جميعاً للحرص وبذل مزيد من الاجتهاد ، فهذه أيام وليالي التنافس للفوز بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر . ما العبر والفوائد التي ينبغي أن يغتنمها المسلم ويخرج بها من شهر رمضان ؟ العبر والمقاصد كثيرة ، وأولها تحقيق عبادة الصيام ، ثم تأتي المقاصد الأخرى التي يلتمسها من وراء العبادة بفعل الخير عموماً ، حيث يعظم في شهر رمضان الثواب ، كما أن السيئات معظمة ، كذلك مغفرة الذنوب والقيام في صلاة التراويح والتهجد ، ويتحرى ليلة القدر ، ومنها التعبد بالصدقة ، وهو فرصة للتبرؤ من البخل ، عبر التصدق وإخراج صدقة الفطر . وكل هذه الفوائد لمصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة . أبرز ما يميز رمضان في السودان ؟ العادات والتقاليد التي توارثها الآباء عن الأجداد ، مثل الإفطار في الشوارع والطرق ، ويفهم من هذا السلوك الجميل أنهم يريدون أن يشاركهم الآخرون في طعامهم وعابري السبيل ، كذلك من المميزات حضور النساء والرجال لشهود صلاة التراويح والتهجد ، وكثيرون يؤخرون صدقاتهم وزكاتهم في هذا الشهر ، فينعم الفقراء والمحتاجين . مظاهر لا تعجبك في سلوك الصائمين ؟ المفهوم الخاطئ للدين في مقام المعتقد والسلوك التعبدي ، حيث يقبل كثيرون على الاستماع لبعض القصائد والأغاني التي تحتوى على مقاطع مخالفة لعقيدة المسلم . وآخرون يستمعون للنكت والتسلية بحجة تكسير الزمن ، وهذا من شأنه أن يكون سبباً في نقص الأجر والثواب . تقييمك لدور الدعاة إلى الله في الدعوة ؟ الدعاة ينقسمون إلى دعاة هدى ودعاة ضلال ، فدعاة الحق معروفون ، أما دعاة الباطل فلا يقدمون دعوة باسم الباطل ، ولن تجد على مر التاريخ داعية نسب نفسه بأنه داعية إلى الباطل ، ولكن قد يقدمون الدعوة إلى الضلال باسم الدين ، وهذه المشلكة ، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” دعاة على أبواب جهنم ” . تحديات تواجه الدعاة ؟ الدعاة مطالبون بمصارعة الباطل ، وواجبهم لا يقتصر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . من واقع تجربك في مجال الدعوة إلى الله كيف تنظر لترتيب الأولويات لدى الدعاة ؟ أعلى درجة في المعروف الدعوة إلى تحقيق التوحيد وإفراد الله بالعبادة ، وأعلى درجة في المنكر التحذير من الشرك ، ثم الواجب ثم المحرم ثم المندوب والمكروه . تكثر من الحديث عن البدع والشرك وهناك قضايا أخرى نفتقدك فيها ؟ هذا من فقه الدعوة ، فالداعية يبدأ بالأهم فالمهم ، فتحقيق التوحيد ونبذ الشرك قبل كل شيء ، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاَ إلى اليمن قال له : ” إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله … ” . وإذا لم يحقق العبد التوحيد في كل عباداته فهو في خطر عظيم وعليه مراجعة عقيدته في ربه . وليس ذنب أخطر من الشرك . تتعالى أصوات الضحك في دروسك ومحاضراتك ، ويقول البعض إنك تستخدم الكوميديا في إيصال رسالتك ، ما تعليقك ؟ هذه ليست كوميديا ، وهي أقوال أنقلها من بعض الكتب ويُضحك منها ، وكان الصحابة كانوا يضحكون عندما يتذكون ما كانوا عليه في أيام الجاهلية من عبادة الأصنام ، وأنا عندما أنقل بعض السلوكيات الخاطئة التي تسيء للإسلام والمسلمين كأن يعتقد المسلم في التراب والحجر والبشر النفع والضر فهذا مضحك ، والقرآن صوَّر بعض هذه المشاهد (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . كما كانوا يطوفون بالبيت عراة ، وهذا الطوف بهذه الهيئة يعتبرونه عبادة في تصورهم ، وهذا ما يُضحك فعلاً ، وشر البلية ما يُضحك كما قال أبو الدرداء ، والضحك من الباطل منهج رباني ، والضحك للحق عبادة يثاب عليها كما قال تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) . في مراحل تعليمك السابقة درست الفنون بكلية ميرت الفنية ، هل استفدت من هذه الدراسة في الدعوة إلى الله ؟ أبداً ، الدراسة التي درستها عبارة عن معلومات تتعلق بأساطير ، والتمثيل والكوميديا مبنية على الوهم ، وتقمص شخصيات تراجيديا أو كوميديا ، وهذا عبارة عن وهم وافتراضات ونكت ، أما أنا في مجال الدعوة إلى الله فلا أقول نكت ولا أساطير لأضحك الناس ، وإنما أنقل بعض الأقوال الباطلة التي يضحك منها ، بغرض الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والضحك ليس مقتصراً على الكوميديا وحدها . ما الذي دفعك لدراستها ؟ درستها على أساس أنها مباحه ، وبعد أن علمت أنها غير مباحة ، ندمت على درستها وعلى الزمن الذي ضيعته فيها ، لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع . بعض الفضائيات تعرض مسلسلات تصفها بأنه دينية ، كيف تنظر لأثرها في تحقيق الدعوة إلى الله ؟ التمثيل عموماً لا يعتبر وسيلة لنشر الإسلام ، وليست هناك ضرورة تدعو إلى ذلك ، حتى إن كانت هذه المسلسلات تحكي عن قصة واقعة مرتبطة بالإسلام وتاريخه ، لأن التمثيل يرتبط بمحرمات كثيرة . البعض يقول إنك لا تتواصل مع المجتمع وفئاته المختلفة ؟ أتواصل مع كل من أعرفه ، وهذا أحققه باعتباري سوداني ، فالسودانيين أكثر مجتمع متواصل ، والعمل الدعوي يلزمنا بالتواصل مع الجميع ، وأنا أكثر شخص متواصل مع العالم وذلك عبر وسائك التكنولوجيا المختلفة . هل تتواصل مع المتصوفة ؟ نعم أتواصل مع الجميع ؛ من أتفق معه ومن أخلتف معه ، وهذا منهج ، سيما مع من تربطني بهم الرحم والقربى . إذا قدمت لك دعوة للإفطار مع إحدى الطرق المتصوفة ما إجابتك ؟ سأجيب الدعوة وأذهب وهي فرصة لتقديم واجب الدعوة . رمضان خارج السودان ؟ صمت مرة واحدة عندما كنت مغترباً بالسعودية وذلك في السبعينات . البعض يسافر ليصوم رمضان خارج السودان ، ما رأيك ؟ أقول لهم رمضان أحلى في السودان ، فالصيام له طعم خاص ، وكل شيء أحلى في بلدك ، لذلك ربط النبي صلى الله عليه وسلم هذا كما قال في الحديث ” من بات آمناً في سربه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها ” فآمن في سربه أي : بين أهله وعشيرته . وجبة مفضلة في الإفطار ؟ الفول مع السلطة إذا وجدته فهو وجبتي المفضلة . وجبة مفضلة في العشاء ؟ الفول أيضاً . بماذا تتسحر إذن ؟ أشرب شاي وعصير . مشروب رمضاني مفضل ؟ الكركدي