لم يعد من شك ان إخراج خبر القوة المصرية -بقيادة ضابط – التي اختطفت بواسطة ما سمي قوة ليبية متفلتة في ليبيا اختطفتهم او (اسرتهم) في نقطة حتما داخل الحدود الليبية عند المثلث المشترك بين السودان ومصر ليبيا وهو ما يشير الى ما يعرف بمثلث (العوينات) لم يعد من شك ان القوة المصرية التي من خفة تشكيلها عناصر من رتب صغيرة وشابة فيبدو انها قوة خاصة اذ لم تكن في تمام الفصيلة كما كانت اقل من الجماعة وقد تكون بين ذاك والصنف وهي تعابير لوصف عدد القوات . وهذه القوة واضح اما إنها عينت لمهمة ما داخل الحدود الليبية في تلك الناحية وبشكل ما ضبطت واحبطت مهمتها مما إستدعى مناشدة من السلطات المصرية في سياق برامج تعاون متبع وله تقاليد بين اجهزة الامن والاستخبارات ربما يعتمد على نفوذ الشريك سواء بالمصادر او إدراك طبيعة الارض والدربة بالمسرح وواضح من الصور وبعض التفاصيل ان كل المهمة للانقاذ والتحرير تمت بقوات سودانية انجزت عمليتها كيف وباي الوسائل ليس ذاك مهما طالما ان الهدف قد اوصل الى مأمنه ليبقى بعدها الاهم وهو استخدام جهاز الامن السوداني لمتاح القفز البهلوانية إعلاميا والتي تمت بحساب دقيق لاغراض معلومة اذ معلوم بداهة في العمليات الخاصة ان الاصل فيها الستر والمدارة والحفظ تحت خط (سري ومحظور) لكن ذلك لم يتم اذ كان يمكن وبهدوء نقل القوة المصرية مباشرة الى القاهرة او اسوان لكنها نقلت للخرطوم بسيرة موثقة الملامح والإفادات ؛ وهو عمل لا يتم في مؤسسة دقيق الخطى مثل جهاز الامن والمخابرات وتحت قيادة صارمة تحيط بكل التفاصيل. والراجح ان (قوش) معنويا يريد تقوية عظم عناصره وشد عزمهم بذيوع علامات النفوذ والنباهة والمقدرات ؛ فما تم لا يتم باجتهاد وسهو و(تصرف ) دون مراجعات واذونات ومتاحات سماح بقدر ما انه محسوب لذاته ودلالاته والتى يبدو ان اولها إشهار قوة ازرع جهاز الامن السوداني والدولة السودانية قبل ذلك التي صارت مؤخرا متهمة ان خرجت من المسرح السياسي والامني الاقليمي وكأن الجهاز اراد القول طالما اننا في (ليبيا) بسيولتها الماثلة نقدر فاننا في سواها اقدر ؛ وقد يحتمل الامر رسالة اعمق من ذلك لمصر نفسها خاصة اذا اتضح او إفترض ان القوة المصرية الخاصة والمختطفة كانت اصلا تقصد بالتفاف دخول الاراضي السودانية او دخلت وخرجت وعثرت عليها القوة الليبية المتفلتة . عموما اظن ان لغز هذا الحدث هو ما استدعى حرص الخرطوم على (شر) القصة وصورها وان كانت اللغة ملطفة واظن اي كانت الاهداف فربما تكون المرة الاولى التي يجد فيه إعلام مصر نفسه متلقيا للحدث بشكل اصابه بالدهشة والحيرة التي تصاعدت مع بيان رسمي يشكر السودان على إسهامه في إرجاع قوة مصرية تائهة …تواه انا كل الدروب جربتها !. بقلم