حين يكون حميدتي مابين سندان الأحزاب العقائدية ومطرقة المخابرات الإقليمية يصبح الأمر صعبا معقدا جدا وتحتاج كل خطوة فيه الي أجهزة رصد ومتابعة متطورة .وقرون استشعار دقيقة. وقد تعودوا أن يزجوا بحميدتي والدعم السريع في كل موقف حرج. ثم يخرجون هم منه كماتخرج الشعرة من العجين. وقبل الثورة حاول عمر البشير ومن خلفه تنظيم الحركة الإسلامية ذلك. ليضع حميدتي وقوات الدعم السريع في مواجهة الجيش والشعب. ولكن اسقط في أيديهم جميعا وصار تدميرهم في تدبيرهم. وكان لوجود قوات الدعم السريع الأثر الإيجابي في نجاح الثورة وذلك من ناحيتين. الناحية الأولي هي حماية سلمية الثورة من أن تتحول إلي عنف وصدام مثلما حدث من بعد حادثة سقوط طائرة العقيد جون قرنق. وكانت قوات الدعم السريع تحصن الثورة من حولها وهي تقف بالمرصاد لكل من يحاول استغلال الفعل السياسي المتمثل في الثورة الشعبية الي اعتداء علي ممتلكات الناس والدولة.وكانت قوات الدعم السريع تحيط العاصمة وتمنع اي نوع الأضرار بالأمن. ثم استمرت المؤامرة علي الدعم السريع الذي قوبل في اول الثورة بالترحيب والتأييد من قبل الثوار لدرجة أن صورة كبيرة لحميدتي كانت تتوسط ميدان الاعتصام. ولكن من بعد ورود بصات. وإقامة منصات. تغيرت كيمياء الاعتصام الي عداء واستفزاز لحميدتي وقوات الدعم السريع. وتوج ذلك باستجلاب عربة للدعم السريع وتفكيكها وتشليعها وتعليق اجزاء منها إمعانا في استفزاز قوات الدعم السريع لجرها للمواجهة مع المعتصمين .ولكن قوات الدعم السريع ظلت متحلية بضبط النفس وعدم الاستجابة للاستفزاز .مع استمرار التعبئة والحملة الإعلامية الشرسة ضدها وفي ظل عدم وجود اعلام مضاد لذلك الافي حيز ضيق وبشكل رسمي ومحدود..من ناحية أخري ورغم حملات التحريض والاستفزاز ومحاولة إثارة الغيرة المهنية ظلت القوات المسلحة تتعامل بكامل المسؤولية ورباطة الجأش .وظل الاحترام قائم ومتبادل بينها وبين قوات الدعم السريع .والتي كانت الساعد الأيمن للقوات المسلحة وهي تواجه التمرد المسلح في مناطق النزاع بالإضافة إلي دورها المتعاظم من بعد الثورة في ظل هشاشة الوضع الأمني الداخلي في العاصمة والولايات. اخذت المؤامرة علي قوات الدعم السريع شكلها المباشر والمروع بخلق جو عام لم تنقضي اثاره بعد. بنسبة فض الاعتصام اعلاميا الي الدعم السريع وببث شعارات وهتافات واغاني تروج سريعا بين فئات الشباب تأجج نيران الغضب ضد الدعم السريع و شكلت محاكمة سياسية وإعلامية له من قبل أن تصدر لجان التحقيق بمايفيد بذلك و توجيه الاتهام. وحتي لجنة التحقيق ليست هي الجهة المنوط البت في الأمر ولكن ذلك من شأن المحاكم والقضاء السوداني العادل عبر مراحل التقاضي المختلفة. من ناحية اخري فقد اوصدت كل الأبواب أمام الدعم السريع لتقديم خدمات مباشرة ومساعدة للمواطنين في مجال الخدمات كالمواصلات مثلا. فانطلقت السنة السوء واقلام الباطل تحتج علي أي محاولة الدعم السريع للتخفيف من وطأة المعاناة علي الشعب وذلك حتي لا تتغير الصورة الذهنية التي صنعها اعلامهم ضد الدعم السريع .وليضعونه في موضع الدفاع دائما ويشغلونه بتوجيه الاتهام إليه اثر الاتهام مستخدمين التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المباشرة? واكتملت دائرة التآمر امامي وعلمت انها القاضية للدعم السريع حين أعلن عن ان حميدتي اصبح رئيسا لآلية الأزمة الاقتصادية. وهم حين يفعلون ذلك فهم يحققون اكثر من هدف. فهم من ناحية يستغلون علاقات حميدتي مع دول الخليج للتخفيف من شدة الأزمة ووطأة المعاناة التي بات يئن تحتها الشعب السوداني بأزمات الخبز والوقود والكهرباء وارتفاع سعر الدولار. وحينئذ يمكن أن يبدو حميدتي كأنه المنقذ وترتفع أسهمه في بورصة السياسة موقتا ولكنه لا يمكنه الاستمرار في ذلك بالإضافة إلي أنه لايملك آلية إعلامية كافية تبرز ذلك. ولديهم من الآليات والأدوات الإعلامية ما يجعلهم ينسبون هذا الفعل إليهم وتستمر حملات الإساءة المتعمدة والتقليل من شأن ذلك و التي يمارسها بعض صبية السياسة والإعلام. أما في حال عجز الآلية في تخفيف الضائقة المعيشية ورفع المعاناة فلن ينسب الفشل الزريع إليهم وحدهم ولكنهم يجرون معهم قائد قوات الدعم السريع وعضو مجلس السيادة. اذن فإنهم بفعلهم هذا يصطادون عصفورين بحجر واحد ويحققون اكثر من هدف ولكن فاتت عليهم أن هنالك من يعرفون الاعيبهم ومؤامراتهم ويكشفونها .وقد انسحب حميدتي من الآلية وتركهم يواجهون مصيرهم وحدهم برغم محاولاتهم المضنية واليائسة لأثنائه عن قرار الاستقالة.