شاهدتُ بالتلفزيون برنامج ولقاء مع الاستاذ قدور حول عدم انضباط اهلنا بالزمن وكثرت الاقاويل الخالية من التفسير العلمي السليم والذي يرتكز علي القاعده الاقتصادية التي اسسها الاقتصادي ارثر لويس من الكاريبي حامل جايزة نوبل في الاقتصاد التي تقول ان السبب وراء ذلك في الدول النامية عموما يرجع لانخفاض فرصة العمل البديلة. Low opportunity cost of labour لهذا فإن الزمن لايعني لهم شيئاً. مثلا في المجتمعات التقليدية بعد انتهاء فترة الزراعة وموسم الخريف يصبح لديهم فايض من الزمن يقضوه في قضاء حوائجهم الاجتماعية كالزواج ولعب الورق (الكتشينة) وقضاء حاجات أبنائهم وبناتهم، حيث لا عمل بديل . عليه لابد من توفير الفرص البديلة المجزية لهم حتي يحافظوا علي الزمن المرتبط بها ... الموضوع الثاني يرتبط بإصلاح القطاع الزراعي حتي نقضي علي الازدواجية الاقتصادية الممثلة في قطاعين حديث وتقليدي حيث يهيمن القطاع الحديث علي القطاع التقليدي بصوره مدمرة أفقدته اساس الحياه الكريمة مما دفع المواطنين للهجرة للمراكز والخارج. اذكر في ندوه اقتصادية عامرة بلندن عن السودان حضرها المرحوم بروفسور فريد عتباني ابو المدرسة الرا سمالية بالسودان قبل اسبوع من وفاته عليه الرحمه والمغفرة، حيث ذكر ،نحن مدانون للشعب السوداني باعتذار عام لوقوفنا مع سياسة البنك الدولي التي اسست مشاريع الزراعة الالية ذات المساحات المنتجة دون مراعاة لأثرها المدمر فيما يتصل بالجفاف والتصحر والصراع حول الموارد. كل ذلك يشير إلى ضرورة تبني سياسة اصلاح زراعي شاملة بمعني تبني خرايط استثمارية جديده تعدل بين المواطنين بالحد من الملاك المتو سعين، landed gerntry. وذلك في إطار اصلاح زراعي اوسع agrarian reform ... لا يقتصر فقط علي ملكية الا اضي ، بل يشمل اصلاحات اخري للحفاظ علي التربه من استثمارات ثابته fixed assets تشمل الاهتمام بالحفاظ علي الارض والغطاء النباتي والتوازن بين الزراعة والغطاء النباتي من غابات ونشاطات اخري كالرعي ومسارات الرحل.... ويجب ان نتذكر دائماً ان الرحل هم من اكثر المهمشين بالسودان . ولقد حصرت الزراعة الالية المتوسطة الرعاه وصغار المزارعين في اراض هامشية غير قابلة لاعاشتهم، مما دفعتهم للصراع حول الموارد والهجره نحو المركز او خارج البلاد. مما افقد البلاد ايد عاملة كثيرة.... هنالك العديد من صغار المزارعين بمشروع الجزيرة بعد الحد من الخدمات المقدمة من ادارة المشروع لصغارالمزارعين والذين اصبحوا مزارعين بدون ارض لا ن ارضهم استحوذ عليها القطاع الخاص من كبار المزارعين والتجار الذين اثروا علي حساب صغار المزارعين بمشروع الجزيره، فلابد من استرداد الأموال المنهوبة من المشروع ومعالجة التشوهات التي حدثت حول هذا الخصوص . وهنالك مناطق اخري تتطلب اصلاحات مثل الرهد، جبال النوبه، جبل مره، ومنطة الدندر وحظبرالدندر القومية الاصلاح الزراعي يشمل ايضا اصلاح التشوهات في العمليات التسويقية للتحكم في ارتفاع الاسعار.. وللاستفاده من الامكانات المهولة بالسودان لا بد من تجاوز الاقتصاد الحر بتبني التخطيط الاقتصادي/ الاجتماعي. والذي يشمل التخطيط الاقليمي للتنمية وتطوير اساليب اعداد وتقويم المشروعات. والتكامل الامامي و الخلفي ببن القطاعات الانتاجية وتلي وجه الخصوص الزراعي والصناعي. خبير إقتصادي/ جامعة اكسفورد
