الإعتصام بالقيادة العامة ليس بأمر مقدس ولا قرأن أنزل من السماء، حتى يتحدث فيه القحاته ليل نهار عند اهتزاز كرسي حكمهم المؤقت في الفترة الإنتقالية. والصمت عندما لا يحتاجون للحديث طالما هم موجودين في كرسي الحكم بدون انتخابات، ولن يصعدوا أبداً لحكم السودان من خلال انتخابات وهم يعلمون ذلك. إن كان حكم السودان بالتضيحات فالكيزان قدموا أكثر من عشرات الألاف من الشهداء في حرب الجنوب ومئات الالاف من الإصابات المختلفة في سبيل حماية السودان، ولا زالوا يقدمون هذه التضحيات بلا من ولا أذي واخرها ضباط جهاز المخابرات العامة في أحداث جبرة. كفى كذباً وتدليساً تم فض الإعتصام بموافقة قوى الحرية والتغيير لأن الإعتصام أصبح مزعجاً لهم ويمنعهم من تولي المناصب الحكومية. الخطأ الذي إرتكبه قادة المجلس العسكري الموافقة على فض الإعتصام مما تسبب في قتلى ومصابين كما تمنت وخططت له احزاب قوى الحرية والتغيير ليكون كرت ضغط يمارسونه على القيادات العسكرية. الدولة لا تدار بهذه الطريقة ولا يمكن محاسبة قيادات عسكرية ما زالوا في مناصبهم داخل مؤسسات الجيش والأمن فهم يتمتعون بحصانات تحميهم، لكن إذا كان هنالك تجاوز فردي مباشر من أحد القيادات بدون موافقة المنظومة العسكرية والأمنية يمكن في حينه مقاضاته عبر المحاكم السودانية، كما حدث لضابط وجنود جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق (جهاز المخابرات العامة حاليا)، عليه لا يمكن محاكمة القائد العام للقوات المسلحة او قائد قوات الدعم السريع أو مدير عام جهاز المخابرات العامة أو رئيس هيئة أركان الجيش. المؤسسة العسكرية منظومة متكاملة ليست قتاليه فقط بل لديهم خبراء في القانون السوداني والقانون الدولي وخبرات سياسية وقيادية وتنفيذية افضل بمليارات السنين الضوئية من احزاب قوى الحرية والتغيير. فض الإعتصام حدث وإنتهى بخيره وبي شره … فلن يكون كرت ضغط على القيادات العسكرية بل سيكون كرت ضغط من أسر الشهداء ومن المصابين على احزاب قوى الحرية والتغيير … كما شاهدنا في برلمان الإستقلال بالأمس وامام مقر مجلس الوزراء بحرق الإطارات غضباً من عدم الإهتمام بقضاياهم. كما يوجد أسر شهداء لثورة ديسمبر يوجد أيضاً اسر شهداء لعشرات الألاف من السودانيين في مختلف الأحداث وعلى طوال عمر الدولة السودانية منذ استقلالها. فلا تجعلوا إعتصام القيادة العامة أمر مقدس بل كان مجرد وسيلة رخيصة من قوى الحرية والتغيير واقنعت به القيادات العسكرية لتقوم بتنفيذه. على قيادة الجيش السوداني جبر كسر أهل الشهداء وعلاج المصابين ومن لا يرغب منهم اليوم سيقبل غدا. لا زال العديد من أسر الشهداء للأسف يتاجروا بابناءهم سياسيا من آجل مكاسب سياسية وبعضهم يصدق بأن أبنهم استشهد من آجل السودان وأن القحاته هؤلاء هم من سيحققوا لهم ما جعل أبنهم يقدم روحه من آجل تحقيق شعارات الثورة حرية سلام وعدالة.