ولي العهد السعودي يستقبل سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة    انكشاف أسرار الانزلاق الأرضي في جبل مرة: الطبيعة أم الإنسان؟    تقرير أممي يرصد أسلحة تركية "حديثة" لدى الجيش السوداني    فريق مصري في الخرطوم ورسالة من"السيسي" ل"البرهان"    في مؤتمر صحافي بالعاصمة المصرية القاهرة:..المريخ يتعاقد مع الصربي دراكو نيوفيتش لمدة عامين..!!    بعثة المنتخب الوطني تغادر كمبالا اليوم الى داكار لمواجهة السنغال    صور أقمار صناعية تكشف بناء إسرائيل منشأة نووية جديدة    ليبيا.. تحذيرات من حرب عبثية    ضياء الدين بلال يكتب: اللعب بالأرقام...!    يصف برقو (بالعدو) ويشكو من (العداوة)..!!    دوناروما إلى مان سيتي    مشاري الذايدي يكتب: أميرة السودان… هذا جناه أبي عليّ!    "مناوي" يزف بشرى ويعلن اكتمال مشروع    لاكروا تكشف عن رسوم ضخمة تفرضها الميليشيا في الفاشر    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    شاهد بالصورة.. مشجعة فريق الهلال السوداني الحسناء تخطف الأضواء بإطلالة مثيرة وتسأل متابعيها: (أحلى أنا ولا جورجينا؟)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مع إبنتها على أنغام (هو ضيعنا من إيده يستحمل)    شاهد بالفيديو.. بشة يعترف: (قررت ترك الهلال في أول ستة أشهر وهذا اللاعب هو من أقنعني بالبقاء)    تفاصيل جديدة حول جريمة الحتانة.. رصاص الكلاشنكوف ينهي حياة مسافر إلى بورتسودان    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة للجدل.. الناشطة السودانية رانيا الخضر تخطف الأضواء بإطلالة ملفتة من أمام البحر    شاهد.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تشعل مواقع التواصل بصورة مثيرة للجدل    شاهد بالصورة والفيديو.. مع اقتراب موعد افتتاح مطار الخرطوم الدولي.. تزيين شارع المطار باللافتات استقبالاً للعائدين    عصر ما بعد الليبرالية: المتغطي بالعالم عريان    معاناة المواطنين مع جمارك العفش الشخصي    روضة الحاج: ستلعنُكم هذه الأرضُ أحجارُها وستلعنُكُم كلُّ أشجارِها وستلعنُكُم كلُّ أثمارِها    قوات الطوف المشترك محلية الخرطوم تداهم بور الجريمة بدوائر الاختصاص وتزيل المساكن العشوائية    وزير الطاقة السوداني يطلق وعدا    لماذا أوقفت شرطة برشلونة أعمال البناء في كامب نو؟    نيمار يُكذب أنشيلوتي: لست مصابا    برشلونة يتعثر أمام رايو فايكانو.. و"أزمة الفار" تثير الجدل    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    اتهم أبناء قبيلتين داخل الدعم السريع بالتواطؤ مع "الكيزان".. شاهد الفيديو الذي بسببه تم الاعتداء على القائد الميداني للمليشيا "يأجوج ومأجوج" واعتقاله    عودة المحكمة الدستورية قرار صائب وإن جاء متأخراً    رئيس الوزراء: نهضة مشروع الجزيرة من أولويات حكومة الأمل    ساعات حاسمة ..أرتال عسكرية تتحرك نحو طرابلس    وزير الثروة الحيوانية: انطلاقة الخطة الاستراتيجية من نهر النيل بإنشاء مدينة للإنتاج الحيواني    من صدمات يوم القيامة    حسين خوجلي يكتب: الأمة الشاهدة بين أشواق شوقي وأشواك نتنياهو    الجنيه السوداني ورحلة الهبوط القياسي    فعاليات «مسرح البنات» في كمبالا حنين إلى الوطن ودعوة إلى السلام    "وجيدة".. حين يتحول الغناء إلى لوحة تشكيلية    قال لي هل تحكي قليلا من العربية؟    اجتماع مهم بين بنك السودان المركزي والشركة السودانية للموارد المعدنية حول عائدات الذهب ودعم الاقتصاد الوطني    ما حكم شراء حلوى مولد النبى فى ذكرى المولد الشريف؟    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    انتشال جثث 3 شقيقات سودانيات في البحر المتوسط خلال هجرة غير شرعية    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    طفلة تكشف شبكة ابتزاز جنسي يقودها متهم بعد إيهام الضحايا بفرص عمل    اتهام طبيب بتسجيل 4500 فيديو سري لزميلاته في الحمامات    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    تطول المسافات لأهل الباطل عينا .. وتتلاشي لأهل ألحق يقينا    بوتين اقترح على ترامب لقاء زيلينسكي في موسكو    الموظف الأممي: قناعٌ على وجه الوطن    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    أخطاء شائعة عند شرب الشاي قد تضر بصحتك    تقرير أممي: «داعش» يُدرب «مسلحين» في السودان لنشرهم بأفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاتورة الفيضانات… "حمى الضنك" تجتاح 8 ولايات سودانية
نشر في النيلين يوم 11 - 11 - 2022

يبدو أن السودان بدأ بالفعل دفع فاتورة السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد العام الماضي بتفش كبير لمرض حمى الضنك (الحمى النزفية) في ثماني ولايات.
المرض بدأ الانتشار منذ أسابيع في ولاية شمال كردفان المنكوبة بشدة بهذا الوباء واكتظت المستشفيات ومراكز العزل بصورة أنهكت النظام الصحي الولائي نتيجة اتساع التفشي للحمى داخل مدينة الأبيض عاصمة الولاية ومحلياتها الأخرى.
من كردفان إلى الولايات
قبل أن تتمكن السلطات من احتواء الوباء بشمال كردفان سرعان ما سجلت حمى الضنك ظهوراً متبايناً في سبع ولايات أخرى هي النيل الأبيض وغرب كردفان وشمال دارفور وجنوب دارفور وكسلا والبحر الأحمر، وفق تقارير وزارة الصحة الاتحادية (الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة).
على مستوى شمال كردفان كشفت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية في الولاية عن وفاة خمسة أشخاص متأثرين بإصابتهم بحمى الضنك، كما سجلت 125 حالة اشتباه جديدة الأسبوع الحالي ليرتفع العدد التراكمي إلى 362 حالة، إلى جانب وجود حالات في مركز للعزل وذلك حتى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
وزير الصحة المكلف الدكتور إبراهيم الأنصاري قال ل"اندبندنت عربية" إن الاكتشاف المبكر والتدخل العاجل للوزارة باتخاذ التحوطات اللازمة وحزمة من الإجراءات الوقائية والاحترازية، خففا كثيراً من وقع موجة الحميات التي ظهرت في الولاية خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن وزارته بذلت جهوداً ومساعي كبيرة على مستويي المركز والولاية لمكافحة المرض.
وعلى مستوى الحكومة المركزية شكلت وزارة الصحة الاتحادية لجنة فنية للاستجابة الصحية لمجابهة انتشار وباء حمى الضنك، موجهة بمكافحة كل نواقل الأمراض في إطار العمليات الجارية للسيطرة على المرض والقضاء عليه.
حالات متزايدة
بحسب مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة الاتحادية منتصر محمد عثمان، فإن مؤشرات الناقل لا تزال مرتفعة وتتمظهر في ازدياد حميات الملاريا والضنك، مما يستوجب مزيداً من الجهود في تنفيذ خطة الصحة الولائية بعد مراجعتها بواسطة الوزارة الاتحادية مع منظمة الصحة العالمية.
وأشار عثمان في تصريحات صحافية إلى إرسال فريق اتحادي للإسهام في التصدي والترصد المرضي والتنسيق لمكافحة الناقل وتعزيز الصحة في شمال كردفان، نظراً إلى حاجة المكافحة من منزل إلى منزل، إلى جانب تقديم دعم مالي كبير لتعزيز جهود الولاية في التصدي للوباء وتنفيذ كل الأنشطة المطلوبة بالتنسيق مع منظمات الصحة العالمية و"يونيسف" و"الهلال الأحمر" ودعمها.
ووعد وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد عثمان إبراهيم خلال زيارته التفقدية للولاية برفقة مكتب منظمة الصحة العالمية في الخرطوم، الالتزام بتلبية جميع حاجات مستشفيات ولاية شمال كردفان ووجه بتقديم الإسناد الفني والمادي إلى جميع الولايات المتأثرة بالوباء.
وأكد مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان دعم المنظمة لجهود الولاية والسلطات الصحية، مشدداً على أن مكافحة هذا المرض تكمن في تضافر الجهود مع أهمية تعزيز العمل التوعوي واستمرار الترصد الحشري.
معاناة ومآس
وشكا مواطنون تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" من داخل مدينة الأبيض ومن محلية بارا المجاورة من سوء الأحوال وتفاقم المعاناة والمآسي نتيجة كثافة انتشار حمى الضنك التي لم تترك منزلاً إلا وطرقت بابه، مخلفة كثيراً من الألم جراء التكدس والانتظار في المستشفيات والعيادات، إلى جانب الانتشار الكثيف للبعوض في الليل والنهار بشكل كبير ومزعج، وبحسب روايات المواطنين تحولت السيارات إلى غرف إسعاف بعد اكتظاظ العنابر.
كان الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) شهد ظهور أولى حالات الاشتباه في المرض وأرسلت 19 عينة منها إلى معمل "أستاك" القومي في الخرطوم وكانت النتيجة إصابتها جميعاً بالمرض باستثناء حالة واحدة، مما دفع حكومة شمال كردفان إلى إعلان حال الطوارئ في جميع مستشفيات الولاية الحكومية والخاصة والنظامية والمراكز الصحية، كما علقت الدراسة موقتاً في جميع المراحل التعليمية.
ونظم طلاب كلية الصحة العامة وصحة البيئة في جامعة كردفان حملات توعوية بحمى الضنك في أسواق مدينة الأبيض بالتنسيق مع إدارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في الولاية، وذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للجامعة.
شمال دارفور تعاني
في شمال دارفور التي لا تقل المعاناة فيها بسبب تفشي الوباء عن شمال كردفان، أعلنت حكومة الولاية إطلاق نفرة رسمية وشعبية عاجلة للتصدي للانتشار الواسع للحميات، إذ بلغت حالات الإصابة بحمى الضنك نحو 296 إصابة مؤكدة من جملة 418 حالة اشتباه، فيما تجاوزت حالات الإصابة بالملاريا وفق إحصاءات المؤسسات العلاجية الرسمية 9000 حالة حتى الأسبوع الماضي.
ووصف الأمين العام لحكومة الولاية حافظ بخيت في حديثه إلى "اندبندنت عربية" الوضع بأنه غير مطمئن بسبب استمرار الانتشار الواسع لحمى الضنك والملاريا، مما يتطلب تحركاً عاجلاً وتضافر جهود الحكومتين الولائية والمركزية مع الشركاء من أجل حشد الموارد اللازمة للتصدي للناقل الحشري في جميع أطواره.
ولفت بخيت إلى أن السلطات الصحية في الولاية شرعت بإمكاناتها الذاتية في تنفيذ حملات للرش الرذاذي لمكافحة البعوض داخل المنازل مع توزيع الناموسيات، لكنها تنتظر الدعم والعون البشري والمادي من الحكومة المركزية حتى تتمكن من السيطرة على الوضع بأسرع ما يمكن، نظراً إلى التزايد المستمر في الإصابات، مما يتطلب أيضاً زيادة الاحتياطي من المخزون الدوائي، مبيناً أن السلطات تقوم في هذه المرحلة بالعزل والعلاج المنزلي للمصابين، ريثما يتم تجهيز مركز العزل الخارجي لاستقبال المرضى متى اقتضت الضرورة ذلك.
في السياق ذاته طالب المتخصص ومدير الوبائيات القومية الأسبق بابكر المقبول بضرورة أن تتحمل جميع الجهات المتخصصة مسؤولياتها تجاه الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، كونها ليست مسؤولية وزارة الصحة وحدها ولا تستطيع بمفردها إنقاذ الوضع الوبائي ما لم تضطلع كل مستويات الحكم بأدوارها على حد سواء.
تداعيات الخريف
وأرجع المقبول أسباب تفشي المرض إلى تداعيات السيول والفيضانات التي شهدتها البلاد في موسم الخريف الماضي التي كانت منذرة بمثل هذه الأوبئة، شارحاً أن السودان يقع ضمن شريط جغرافي توجد فيه البعوضة المعروفة ب"الزاعجة المصرية" التي يتمتع بيضها بقدرة البقاء على الأرض لمدة قد تصل إلى 20 عاماً ثم تفقس متى توافرت الظروف المواتية بتراكمات مياه الأمطار وبسرعة فائقة تكتمل دورة أطوارها خلال 72 ساعة فقط.
وكشف متخصص الوبائيات في حديثه إلى "اندبندنت عربية" عن خطة للمتابعة اليومية وضعتها وزارة الصحة الاتحادية بناء على مؤشرات سيول الفيضانات الخريف الماضي بهدف السيطرة على المرض والحد من انتشاره في كل ولايات السودان.
وتحسر المقبول على التدمير التام الذي شهده قطاع العمالة في مجال المكافحة الصحية إلى درجة انقراض وظائفهم التي باتت إما شاغرة أو تم شغلها واستغلالها لأغراض أخرى، كالوظائف الكتابية والسكرتارية وغيرهما، مما يعتبر وضعاً شاذاً وغريباً، كان ضمن أسباب وعوامل عدة تضافرت مع الظروف الاقتصادية الحرجة التي تعيشها البلاد حالياً والكلفة العالية للمكافحة، فضلاً عن تقاسم أدوار الصحة ما بين العقبات الاقتصادية والقانونية.
ونوه إلى أن منطقة شمال كردفان بطبيعتها الرملية لم تكن تعرف هذا المرض من قبل، لذلك كانت الهجمة الأولى له شديدة وشرسة، فضلاً عن مظاهر التمدن الحضري غير المنضبط وطرق تخزين المياه بالبراميل، في وقت لا تحتاج البعوضة إلى أكثر من علبة ماء صغيرة مهملة للتزاوج وإنتاج المئات منها.
جهود إنقاذ الوضع
وأوضح متخصص الوبائيات أن هناك جهوداً كبيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأن هناك اجتماعاً يومياً للجنة العليا للطوارئ الصحية برئاسة وزير الصحة الاتحادي ودعماً مقدراً من المنظمات كافة، فضلاً عن متابعة لجنة الطوارئ في المجلس السيادي، مشيراً إلى أنه من الممكن السيطرة على الوضع، لكن بكلفة عالية، سواء في البشر أو المال، إذ تؤدي إلى تدني الإنتاج وإرهاق موازنة الدولة والمواطن معاً بثمن مضاعف.
وعن خطورة المرض أوضح المقبول أن حمى الضنك (النزفية) أشبه بحمى الملاريا، لكنها فجائية مصحوبة بصداع وألم في المفاصل، وربما ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير مع نزيف خارجي من اللثة أو الأنف وربما يكون النزيف داخلياً نتيجة الخلل الذي يصيب الأوعية وتسرب الدم منها إلى خارجها، وكذلك بدخول سوائل من الخارج إليها، ما يتسبب بحالة هبوط في الدم ونسبته وقد تؤدي إلى الوفاة في حال تأخر إسعاف المريض وعلاجه.
وأشار إلى أن التعافي من المرض يرتكز على العلاج الداعم عبر مد المريض بالسوائل والمحاليل الوريدية لتعويض تسرب الأوعية الدموية وإنعاش صحة المريض وتقوية مناعته، إذ إن معظم الفيروسات المشابهة ذاتية الاختفاء.
تعد حمى الضنك الحادة حالة مرضية طارئة مهددة للحياة وتحتاج إلى الرعاية الطبية الفورية ومن أعراضها الألم الحاد بالمعدة أو القيئ وصعوبة التنفس ونزيف الأنف واللثة. وتحدث الإصابة بسبب أي نوع من أنواع فيروسات حمى الضنك الأربعة ولا تنتقل من شخص مصاب، بل عن طريق لدغات البعوض.
ويعاني السودان ضائقة اقتصادية متفاقمة أدت إلى ضعف النظام الصحي إلى جانب التحدي الكبير الذي جابهه هذا القطاع خلال جائحة كورونا وعدم توافر الموارد اللازمة في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها البلاد.
إندبندنت
مواضيع مهمة
علاج الحمى في الطب النبوي مشكلة مص الإصبع التفاح الأخضر .. فوائد
الضغط في العمل كيف نتناول الكزبرة؟ ميكب خدود البشرة الداكنة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.