فى هذا العالم تتلاطم أمواج الصراعات الحضارية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية ، وكل شأن يهم الإنسان تتولد فيه الإشكالات ليس على مستوى معين بل على كل الجبهات فالفرد مهدد من جهات غير معلومة والحكومات مطاردة من اخرى والقادة على شفا الهاوية من جراء ما يحيط بهم من مؤامرات ودسائس مهما علا شأنهم وصنفوا أنفسهم من دول غنية او قوية .. فالولايات المتحدة التى تعتبر أكبر قوة فى العالم وفى عهد المحافظين الجدد الذين أرعبوا الناس كل الناس فوجئوا فى رابعة النهار بهجوم غريب أدى الى مصرع الآلاف فى لحظات معدودة شلت فيها حركة الفكر والتقدير رغم الأجهزة الضخمة والمعدات الحديثة ذلك لأن الأمر كان خارج التوقعات وبعيدا عن الأعراف . من كان يتخيل أن الطائرات المحملة بالبشر يمكننها ان تتحول الى قنابل او صواريخ فالمطاردات التى تجرى الآن واستخدام الرهبة فى الإحاطة ببعض المصنفين بالضعفاء او الفقراء او غير ذلك لن تفعل شيئا فى عالم متغير ولايدرى المهدِّد مصيره ومآله فى يومه وليلته ناهيك عن عنترياته وتهديداته . المحكمة الجنائية التى كانت قد أصدرت حكما بإيقاف رئيس الجمهورية وعدد من السودانيين أعادت الحكم مرة أخرى واصدرت قرارا جديدا بنفس الحيثيات . وقالت إن البشير يعد مشاركا غير مباشر في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في إقليم دارفور.. وضمن عجائب هذا الزمان أن تصدر المحاكم الأحكام تلو الأحكام وهل يحاكمون بالشبهات؟ كما هو واضح من إتهامهم ، لاندرى إن كان هذا من المعتاد فى أعرافهم فنحن منهم على طرف نقيض بحكم الثقافة والإرث والحضارة وكل القيم التى تتخذها البشرية نبراسا لها . فهم قوم يسيرون بمنهج يظنون انه الأمثل بل ويسعون لفرضه على بقية البشر بقوة السلاح والتهديد . ونحن قوم نسير على منهج واضح وقيم وأخلاق مغروسة لانها من رب السماوات والارض نعم هناك بعض الدول الإفريقية تسعى لإرضاء الغرب فى محاولات رخيصة وأعلنت دول صغيرة لا يعلم الناس -أين موقعها من الخارطة الافريقية - أنها ستعمل على القاء القبض على الرئيس إذا دخل اراضيهم كما يتردد البعض فى تنفيذ قرار قمة الإتحاد الإفريقى بليبيا التي رفضت قرار المحكمة وأعلنت عدم الإستجابة لطلبه وبين الضغوط التى جعلت دولا كبرى فى القارة السمراء تستجيب لها ، وأصوات لديها خصومة عنيدة بعيدة عن واقع المجتمع متشربة بأفكار مستوردة من حضارات تؤمن بالتصفيات ولا تؤمن بالتسامح والإحسان الذى هو من صميم عقيدتنا . وكانت صدمة الدوائر المتآمرة على البلاد فى وقفة الشعب السودانى مع الرئيس البشير فى تلاحم فريد فى الخرطوم والشمالية وفى ولايات دارفور وكل مدن السودان حيث خرجت الجماهير معبرة عن ذاتها دون حشود تم تجهيزها أو اقناعها ولكن بعفوية وصدق لان مثل هذا الموقف يتعارض مع الإرث الثقافى السودانى ويصطدم بالوجدان ويعمل على تحطيم القلوب لانها ليست من شيم الشعب السوداني ولا من قيمه وقد وفق المؤتمر الوطنى فى إجتماعه الأخير بترشيح الرئيس عمر البشير لفترة رئاسية قادمة لنفاجىء العالم مرة اخرى بإلتفاف اكبر وبشرعية من نبع الوجدان وحب الناس . نعم فى العالم الذى نعيشه منهم من يحسبون ان كل صيحة عليهم .كما وصف القرآن الكريم أولئك الذين ترتعد فرائصهم كالفئران المذعورة من رؤية ظل لقط يسير فوق السور مهموما من التخلص من كلب يطارده ومنهم دول أو دويلات ومنظمات ومحاكم وغيرها ولكن ماحال المؤمنين اذا فزعوا حالهم كما وصفهم ذو الجلال والإكرام الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فكان ردهم حسبنا الله ، هذه هى القيم ، وهذا هو الإيمان القاطع بالقدر خيره وشره ولا شئ يخيف أحدا توكل على خالقه مهما تكالبت الدوائر وتحالفت الخيانات فليحموا أنفسهم وليأمنوا ديارهم وليبقوا مطمئنين فى أهلهم إن كانوا يستطيعون ان يفعلوا ذلك . فهذا عالم حديث تتطور فيه الأحداث دون حسابات لا كما كان فى السابق فأجدادنا كانوا يتبعون الحزم التقنية فى الزراعة ويدركون ما يجب فعله كل يوم حتى تنجح الزراعة موردهم الرئيس وحياتهم كانت راتبة ، اما اليوم فلم يعد الأمر كذلك نظرا للتغيرات الهائلة والتدخلات غير المحسوبة ، فالقوي ماعادت القوة تحميه والضعيف ماعاد ضعفه معضلة فى طريق الهدف الذى يؤمن به ، ولايظن إلا من سفه نفسه أنه ضعيف الى حد الإذعان للاقوياء مهما كانوا فهاهو شعب العراق رغم إحتلاله الكامل ظل مقاوما طيلة هذه الفترة منذ العام 2003 وكذلك شعوب اخرى مثل الفيتناميين وغيرهم من شعوب الارض التى قاومت الطغيان وردته . سنشد من عضدنا بإيمان راسخ باننا أقوياء بعقيدتنا فقد قال عز من قائل( أعدوا لهم ما أستطعتم) وبحمد الله بوسعنا الكثير الذى نستطيعه فلا تردد من نصر الله ولا رهبة ولا خوف ولا إرتجاف بل نصرة للحق وتحالف مع الإيمان وسير فى الطريق المستقيم ، لنكون من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه نعم نُصرة للبشير لا تخاذل فيها ولا أرتداد ولا ردة ولا خوف ، ولا نقيل ولا نستقيل ، فربح البيع مضمون بعد ذلك بإذن الله