أشاد السيد أشرف قاضي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان بالجهود المتواصلة لشريكي اتفاق سلام نيفاشا وكافة القوى السياسية والناشطين في مضمار المجتمع المدني في السودان لما أبدوه جميعا من جهد متواصل والتمسك الرصين بتحقيق سلام مستقر ودائم. قائلاً إن هذا العزم الصادق قد صمد في وجه التحديات الكثيرة التي واجهت تطبيق هذا الاتفاق والدليل على ذلك ما تحقق من نجاحات عدة. وقال قاضي في بيان له بمناسبة العيد الخامس لاتفاق السلام الشامل، قال علينا ألاَّ نتناسى التقدم الكبير الذي تم إحرازه منذ توقيع اتفاق السلام الشامل، فقبل كل شئ وضع الاتفاق نهاية لأطول حرب أهلية في تاريخ قارة إفريقيا، والتي كانت حربا ضروسا دمرت حياة ملايين السودانيين وخلفت حصادا مُرَّا يحتاج إلى معالجة مضيفاً أن الإنجاز الرئيسي الآخر الذي تم منذ توقيع الاتفاق هو أن خِيار اندلاع حرب أهلية أخرى بات خيارا غير مقبول لا من قبل القيادات السياسية ولا من الشعب السوداني شماله وجنوبه. وأضاف (بينما اتسم إحراز التقدم في تسوية بعض القضايا أحيانا بالبطء والصعوبة؛ مما أثار بدوره مشاعر التوتر والتخوف من إمكانية التصعيد واندلاع الصراع، كانت هناك بوادرٌ لبُزُوغ إطارٍ تشريعيٍّ سياسي يَعِدُ بالتوصُّل لتسوية للقضايا العالقة ذات الأهمية الحيوية). وقال ممثل الأممالمتحدة إن عام 2010 والذي سيكون العام المكتمل الأخير في الفترة الانتقالية التي نص عليها اتفاق السلام سيطالعنا بتحدياته؛ وسيكون مدى استجابة شريكي السلام الذين وقعا على بنوده لهذه التحديات هو المعيار الذي سيحددُ ما إذا كان قد تمَّ تطبيقه بنجاح أم لا، كما سيحدد أيضا مدى إمكانية دَيمُومَة السلام في السودان ومن ثم فإن هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتق قيادات الطرفين الموقعين على الاتفاق؛ بألاَّ يسمحا لأيِّ عقبة من العقبات أو أي عائق من العوائق أو أي انطباع من الانطباعات بأن يقفَ كحَجَر عَثرَةٍ على طريق تحقيق سلام دائم. وفي هذا الصدد،قال يتبقى الكثير من الأعمال المحورية التي يلزم إنجازَها في مجالات ترسيم الحدود، ونزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وبناء الكوادر، وقطاع الأمن، والإصلاحات التشريعية – ذلك لأن إنجاز هذه الأعمال الهامة من شأنه أن يَخلق بيئة مواتية لإجراء انتخابات ذات مصداقية تُجرَى بصورة سلمية على كافة مستويات الحكم، وكذلك لإجراء المشاورة الشعبية في ولايتي جنوب كردوفان والنيل الأزرق، إضافة إلى الاستفتاءين المزمع عقدهما في جنوب السودان ومنطقة آبيي. واضاف أن التحدي الأكبر الذي سيواجهه شريكي اتفاق السلام وهما يتفاوضان على كيفية المضي قدما في تنفيذه هو بناء الثقة المتبادلة فيما بينهما – وهو الأمر الحيوي؛ وكذلك التوصل إلى توافقات سياسية صعبة ولكن مهمة حول عدد من القضايا التي ستكون محورية من أجل تحقيق سلام طويل الأمد والعمل سويا أيَّا كانت نتيجة الاستفتاءات. وقال (ومهما بدت هذه التحديات عسيرة، يبقى لدينا أملٌ في تجاوزها لأن العام المنصرم قد أظهر لنا بالبرهان أن الأزمات، مهما تبدى لنا من حدتها وخطورتها، يكون من الممكن حلها عندما تَرقَى الزعامات إلى مستوى المسؤولية من خلال التمسك باتفاق السلام وخيار الإبقاء على السلام). وأكد على تمسك بعثة الأممالمتحدة في السودان بشدة بالتزاماتها في مواصلة تقديم الدعم الكامل لتطبيق اتفاق السلام الشامل واستعدادها لمساعدة طرفي الاتفاق وهما يعالجان العقبات التي قد تعرض لهما في الأفق.