أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السبت مقتل رئيس بعثة منظمته في هاييتي هادي عنابي ونائبه البرازيلي، في الزلزال الذي وقع الثلاثاء، وذلك وفقا لما ذكرته تقارير إخبارية الأحد 17-1-2010 وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أعلن في وقت سابق، وفاة "صديقه" عنابي و"جميع من كانوا حوله" في مبنى الأممالمتحدة في بور او برنس. وتسلم الديبلوماسي التونسي مهام منصبه في هاييتي في الاول من أيلول (سبتمبر) 2007، وكان قبلها نائب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام بين 1997 و2007. وعندما وقع الزلزال كان العنابي يستقبل وفدا من الشرطة الصينية فانهار "كريستوفر اوتيل" وهو مبنى من خمسة طوابق من الخرسانة كانت بعثة الأممالمتحدة تتخذه مقرا لها. وليل الاربعاء اكدت الأممالمتحدة مقتل 16 من موظفيها في بور او برنس واعتبار 150 منهم في عداد المفقودين. وكان العنابي محط احترام وتقدير في الأممالمتحدة بفضل ما تمتع به من كفاءة ورباطة جأش. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة فرحان حق عنه "لقد كان محطّ احترام وثقة كبيرين في كل ما قام به من أجل الأممالمتحدة". وولد هادي العنابي في 1944 والتحق بالأممالمتحدة في 1981 وفي 1993 انضم الى جهاز ادارة عمليات السلام. وتوجه الى بور او برنس خلفا له، الديبلوماسي الغواتيمالي ادموند موليت الذي كلف في وقت سابق برئاسة بعثة الأممالمتحدة في هاييتي بالوكالة. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر في وقت سابق أن الزلزال الذي ضرب هاييتي تلته "إحدى اكبر عمليات الإنقاذ" في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأضاف أوباما، في مؤتمر صحافي، عقده مساء أمس السبت محاطا بالرئيسين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون اللذين كلفهما بجمع اموال لمساعدة ضحايا الزلزال، ان الأخيرين وافقا على تسلم ادارة "صندوق كلينتون - بوش من أجل هاييتي". وحذر الرئيس الأمريكي من ان توزيع المساعدات على المنكوبين في هاييتي يمثل "تحديا هائلا" للمشاركين في اعمال الإغاثة، وان المساعدات لهذا البلد الصغير في منطقة البحر الكاريبي "ستمتد لأشهر وسنوات". وقدرت هاييتي أن يكون ما يناهز مائتي ألف شخص قضوا في الزلزال المدّمر الذي ضرب البلاد، مخلّفاً عشرات آلاف الضحايا الذين تم دفن 40 ألفاً منهم في مقابر جماعية، بعد ان اكتظت المقابر الأخرى بالجثث.